كليـة العلـوم السياسـية.. عدم توصيف الشهادة للخريجين.. وندرة إدراجها بالمسابقات الوظيفية.. مشكلة ومعاناة
ثورة اون لاين:
وصل عدد طلاب كلية العلوم السياسية بدمشق حتى هذا التاريخ إلى أكثر من 1700 طالب وطالبة، وهناك حوالي 1000 طالب في مرحلة الاستنفاد، بالإضافة إلى 4700 طالب وطالبة في التعليم المفتوح بين متابع ومستنفد.
ورغم الصعوبات التي واجهت كوادر هذه الكلية وطلابها من حيث المكان والانتقال من قاعة إلى أخرى ومن مدرج إلى آخر وبين أروقة الكليات المجاورة لرئاسة الجامعة وتقديم الامتحانات في الممرات، وعدم الاستقرار العلمي والنفسي وقلة عدد الكوادر إلا أنها استمرت وتستمر في تقديم قصوى طاقتها لإنجاح العملية التعليمية.
صدر مؤخراً
( الثورة ) سألت عميد كلية العلوم السياسية الدكتور محمد حسون عن أبرز المشكلات التي يعانيها المعهد فأكد أنه من أبرز المشكلات التي عانى منها خريجو العلوم السياسية حتى وقت قريب، هي عدم توصيف شهادتهم الجامعية وعدم إدراجها في غالبية المسابقات الوظيفية التي يتم الإعلان عنها ؟ وقد تحدث الدكتور حسون عن وجود ثلاثة اختصاصات في الكلية هي قسم العلاقات الدولية وقسم دراسات سياسية وقسم الاقتصاد الدولي.. إلا أنه قليلاً ما يتم لخريجي العلوم السياسية فرصة عمل في المسابقات التي تعلن عنها الدولة بسبب إشكالية توصيف الشهادة.. وهو الأمر الذي صدر حوله مؤخراً تعميم من رئاسة مجلس الوزراء يقضي بمنح الكلية درجة الإجازة في العلوم السياسية، بالإضافة إلى درجة الماجستير والدكتوراه في الاختصاصات الثلاثة التي تدرّسها الكلية.
وقد تم الطلب من جميع الجهات العامة لحظ شهادات خريجي هذه الكلية في الملاكات العددية عند تعديلها، أو وضع ملاك جديد بما يتوافق مع وظائفها ومهامها المحددة وفق القوانين والأنظمة.
وبين عميد الكلية أن الجهود الحثيثة التي بذلت لاستصدار هذا التعميم والتي استغرقت عشر سنوات، هي مستمرة، لأن هذا التوصيف يحتاج إلى المتابعة في مختلف مؤسسات الدولة لإدراج هذه الشهادة في مسابقاتهم، وخاصة أن الطالب لدينا يحصل على تأهيل علمي وثقافي عال ويحصل على سبع مهارات تمكنه من العمل في جميع وزارات الدولة، وحالياً يوجد خريجون يعملون في مختلف المفاصل الحكومية، وأكثر الوظائف التي يشغلونها هي في مجال التربية كمدرسين لمادة الثقافة القومية وفي وزارة الخارجية.
الحضور لا يتجاوز الـ 35 %
وحول ما يتم الحديث عنه من تدني نسب النجاح قال عميد الكلية إنه يعود لأسباب تخص الطلبة وأهمها تغيبهم عن الحضور بسبب صعوبة السكن والمواصلات والحالة المعيشية، إذ إن غالبية المسجلين في الكلية هم من المحافظات ولم يتمكنوا من الحصول على سكن جامعي أو سكن يناسب وضعهم المادي، وبالتالي فإن نسبة الحضور لا تتجاوز الـ 35% وغالبيتهم من القاطنين بدمشق ومحيطها أو الذين تمكنوا من الحصول على سكن في المدينة الجامعية وتحملوا أعباءه وضغوطاته. وهناك قسم يسجل بهدف التأجيل من خدمة العلم.
نسب النجاح متدنية في السنة الأولى
وفي استمرار الحديث حول نسب النجاح المتدنية يؤكد الدكتور حسون أن هناك مشكلة بمخرجات التعليم الثانوي مقارنة مع السنوات السابقة للأزمة، فالطلاب المسجلين في السنة الأولى حاصلين على علامات جيدة في الثانوية العامة لكنهم دون المستوى المطلوب، وعدد لا بأس به منهم لا يعرف الإملاء، وعليه فإن متوسط نسب النجاح في السنة الأولى تكون سيئة ولا تتجاوز الـ 20 % في بعض المواد، وبالمقابل يوجد مواد أخرى قد تصل نسبة النجاح فيها إلى 45% وهذا أمر جيد.
وتشيرالإحصائية الحالية إلى نسب نجاح في مواد الفصل الأول تترواح ما بين 15% حتى 35% وفي مواد الفصل الثاني من 40% حتى 60%. وأن هناك ارتفاعا في هذه النسبة كلما ارتفعت سنوات الدراسة، حيث ترتفع نسبة النجاح لدى الطلبة في السنة الثالثة والرابعة ويعود ذلك لاهتمام الطلبة بموضوع التخرج وزيادة نسبة الحضور في هذه السنوات.
الحضور وقت الامتحان
للمكان قصة أخرى، وبعد صدور قرار ترحيل الكلية من منطقة التل في ريف دمشق إلى جامعة دمشق، تم استيعاب طاقم الكلية وطلابها في أكثر من مبنى في الشريعة وفي الحقوق ومعهد الرصد الزلزالي والمكتبة المركزية والبيولوجيا وغيرها، الأمر الذي أدى إلى عدم استقرار الطلبة والهيئة التدريسية، وانخفاض نسبة الحضور وخاصة طلاب السنة الأولى والثانية، واقتصر حضور الأغلبية وقت الامتحان فقط.
ولكن وبحسب عميد الكلية هناك قرار من رئاسة الجامعة بتخصيص الكتلة c من توسع كلية العلوم لتكون مقراً لكلية العلوم السياسية، ويتم حالياً تجهيزها بالمستلزمات والأدوات والحاجات المطلوبة، وهناك أمل كبير أن تكون بداية العام القادم في المبنى الجديد.
عدلت منذ ثلاث سنوات
وعند الحديث عن النجاح والرسوب والمخرجات لابد من ذكر الخطة التدريسية في الكلية.
فقد أكد عميد الكلية أنه تم تجديدها منذ ثلاث سنوات وهم بحالة تطوير مستمرة حيث يتم دراستها وتعديلها بشكل دوري، لكن مشكلة نقص الكادر التدريسي هي الأهم حالياً حيث يوجد في الكلية من أعضاء الهيئة التدريسية 25 أستاذاً فقط.
وبالطبع الكلية بحاجة إلى أكثر من ذلك بكثير وهذا ما نعمل عليه من خلال مسابقة الوزارة لسد هذا النقص.
أغلبهم من الكبار
تشير الإحصائية لدى كلية العلوم السياسية إلى ارتفاع كبير لعدد الطلاب المسجلين في التعليم المفتوح تفوق نسبة الطلاب في التعليم النظامي، ويبين الدكتور محمد حسون أن هناك مابين 700 800 طالب يدخلون إلى نظام المفتوح سنوياً، واغلبهم من كبار العمر، وهذا الارتفاع يقابله نسب نجاح متدنية فهناك الكثير من طلاب المفتوح غير ملتزم ومقصر في متابعة دراسته.
ورأى أن الصعوبات تكمن أولاً في الاختلاف البنيوي بين التعليم المفتوح والنظامي لأن الطلاب الناجحين بالثانوية العامة، على الأغلب هم قادمون ليتعلموا، لكن بالتعليم المفتوح أغلبهم من كبار العمر وممكن أن يكونوا موظفين ومنقطعين عن الدراسة منذ عدة سنوات، وحالياً أرادوا إكمال تعليمهم.
وهناك مشكلة في عدم توافر القاعات، وتوزيع الطلبة في أكثر من مكان فالامتحانات تجرى في ممرات الشريعة والحقوق، والطلاب لا يشعرون بالاستقرار العلمي، إذ ليس لديهم مدرجات أو قاعات محددة.
المعادلة الصعبة
المشكلة الثانية التي أشار إليها عميد الكلية تتمثل في أعداد الطلاب الكبيرة في السنة الاولى، بينما نسبة المتقدمين للامتحان قليلة، ونسبة الرسوب كبيرة.
وهناك الكثير من المواد يكون متوسط معدل النجاح فيها لا يتجاوز 15%. مبيناً أن المعادلة تغيرت قليلاً في السنوات الأخيرة وأصبح ما يزيد عن الـ 70% من طلاب المفتوح هم من الناجحين في العام الدراسي نفسه. إلا أن نسبة الراغبين في الدراسة الفعلية منهم لا تتجاوز الـ 30%. وبالتالي يوجد نسبة كبيرة تطمح للحصول على وثيقة دوام. وبالتالي عدد المتقدمين للامتحان لا يعبر عن عدد المسجلين، فهناك عدد كبير من الطلاب المسجلين في الكلية لكنهم لايتقدمون للامتحانات وهناك نسبة غياب كبيرة.
وختم الدكتور محمد حسون بأنهم متواصلون في العملية التعليمة بما يخدم مصلحة الطالب وتخريج طلاب مؤهلين ومثقفين بشكل عال من خلال ربط الشهادة مع حاجات المجتمع.
عن صحيفة الثورة