أول رقص ترامب «حنجلة» سعودية..!!

ثورة أون لاين – بقلم رئيس التحرير: علي قاسم:
تستجرّ تطورات المنطقة جملة من التعابير الإضافية في السياسة، بعد أن أتخمت قاموس الدبلوماسية بما يفيض عن حاجته وقدرته على الاستيعاب، فتدشن أول الرقص بحنجلة سعودية، وتنقلها أميركا إلى حيث تتموضع أحجار رقعة مخططاتها لترتيب أدواتها داخل الحظيرة السياسية المغلقة على التعليقات،
بعد أن تابعت وراقبت من دون أن تبدي انفعالها المعهود على الانقلاب الحاصل لدى النظام السعودي تمهيداً للخطوة اللاحقة باستكمال زوايا المداورة السياسية وما تقتضيه من تثاؤب متعمد، وتجاهل مقصود حصدت ثمنه، وإن كان على شكل رشوة تطورت لاحقاً لتكون جزية مسبقة الدفع.‏

سياسة تجنب الصدام الذي تمارس من خلاله الإدارة الأميركية أقصى درجات الدجل السياسي في المسرحية الخليجية، فالمهزلة المدوية لا توفر للمقاربة الأميركية مساحة تحرك سياسي أو قانوني تتيح شرعنة ما يجري على الساحة من دون أن تقع في المحظور ذاته، حيث الصفقات التجارية يبدو أنها هي ذاتها التي رجحت وترجح كفة الصفقات السياسية بكل ما فيها من دوافع متأرجحة تجعل الخطاب الأميركي مجرداً من أي مصداقية ويتآكل بالتقادم، لتغدو التبريرات السياسية الأميركية أقرب إلى طبخة حصى سيكون من المستحيل أن تنضج يوماً.‏

فالواضح أن الخطوة التي رمت بها السعودية لا تخفي الاستعجال الناتج عن ضغط داخلي وإن كان بأذرع خارجية، وحالة من التذمر تنذر بمشهد متفجر يتربص بالسعودية والعائلة الحاكمة فيها، وهذا يشكل ضغطاً كبيراً على السياسة الأميركية التي اضطرت خارجيتها بالأمس إلى الحديث المتأرجح عن الأدلة الخليجية على اتهاماتها لقطر، وهي أدلة لا تحتاجها أميركا لأنها تمتلكها ومنذ سنوات، لكنها كانت رسالة لا تخلو من دلالة دفعت بالملك وابنه إلى التعجيل بالخطوات المتلاحقة، حيث مشهد البيعة الذي قدمه بن نايف لا يعكس قبوله بما آلت إليه الأمور، وأن القصة لم تنته بعد، وفصولها لم تكتمل خواتيمها النهائية التي تغلي على صفيح ساخن في الداخل السعودي.‏

على المشهد السياسي تدفع حالة التصعيد بخطوات أيضاً متدحرجة بالتوازي مع ما تشهده المنطقة من تطورات عاصفة لن تنتهي عند حدود التناحر الخليجي ولا النزاع الداخلي السعودي، وإنما تمتد سحب انعكاساتها على الجوار الملكي، ما يستدعي التوقف طويلاً عند إحداثيات خرائط المواجهة التي تعدها واشنطن باستعجال وأحياناً برعونة، حيث وصلت حد التحرش بالروسي في أكثر من موقع ونقطة عبر محاولة الاقتراب من طائرة وزير الدفاع الروسي، وصولاً إلى ممارسات العدوان المباشر على الجيش العربي السوري، بما يحمله من رسائل تحد وأحياناً استفزاز متعمد للروسي الذي كان يخط رسائله الجوابية ومن دون انتظار الخريطة النهائية.‏

الأخطر.. يبقى ما يُعدّ من قواعد اشتباك جديدة تعمل الاستراتيجية الأميركية على تحبير بعض إحداثياتها بحوادث منفصلة زمنياً، لكنها متقاطعة في الدلالة والحسابات وحتى في المعادلات التي تفرضها على أرض الواقع، وهي تقوم على ثلاثة عوامل أساسية أو حوامل طبيعية تقودها بشكل نسبي، أولها: التصعيد العسكري وإن انتهى إلى الاصطدام بحائط مسدود ولم يحقق ما كانت تعوّل عليه واشنطن، وثانيها: التسخين السياسي أو التبلد في نقاش أي قضية أو مسألة، والتثاؤب المثير للجدل، حيث أميركا الحاضرة هي ذاتها الغائبة، والفارق يكاد يساوي في حصيلته النهائية الصفر.‏

يبقى العامل الثالث، ويبدو أنه العامل الذي يشغل الأميركي بشكل متدرج نسبياً، ويتعلق بترتيب تموضع أدواته داخل قواعد الاشتباك التي يعمل عليها وخرائط المواجهة التي يرسمها، حيث الحديث الأميركي يطالب بوقف تمويل الإرهاب وهو الذي شغل جزءاً من حديث الرئيس ترامب مع ولي عهد النظام السعودي الجديد وهو البوابة التي تريد من خلالها واشنطن أن تقلم ما ظهر من استطالات مرضية، أو ما تورم كي يصبح على المقاس المطلوب، وإن كان يتوقف على هذه الخطوات الكثير من الترتيبات الإضافية التي ستطول بالضرورة جميع المشيخات وإن تباينت أو اختلفت المقاربة.‏

بانتظار أن تتبلور الصورة النهائية ثمة نيات أميركية معلنة تفصح عنها مرافعات مسؤوليها أمام الكونغرس، وأحياناً تتعمد تسريبها من خلال أقرب القنوات إلى استخباراتها أو عبر بعض مراكز البحوث والدراسات على شكل نصائح سياسية أو وجهات نظر، وهي نيات تبدي رغبة واشنطن في إعادة رسم خرائط وجودها السياسي والجغرافي على مقاس القوة العسكرية التي تستعرض جانباً منها من خلال عدوانها المباشر، أو عبر الاستفزاز ولو كان بالوكالة لتعيد تشكيل نقاط التماس، ليس في المنطقة وحدها وإنما على النطاق العالمي، بما تستدعيه من مشاهدات عينية وحسية تلامس فائض الدجل السياسي والفجور العسكري.. وصولاً إلى الرياء والكذب في محاكاة واقع أدواتها ومرتزقتها على الأرض وفي السياسة..!!‏

a.ka667@yahoo.com ‏

آخر الأخبار
تعاون سوري ألماني في مجال الاتصالات وتقانة المعلومات خلال أيام.. "شام كاش" بالخدمة عبر كوى البريد عودة الحياة لصحنايا وأشرفيتها.. وإطلاق سراح دفعة ثالثة من الموقوفين  بمشاركة سوريا.. انطلاق أعمال مؤتمر أسبوع المياه العربي السابع في الأردن طرطوس.. إخماد حريق بالقرب من خزانات الشركة السورية للنفط أردوغان: لن نسمح بجر سوريا لصراع جديد السلطة الرابعة تستعيد دورها و"الثورة" تعود بروح جديدة تسجيل الطلاب المنقطعين في الجامعة الافتراضية حتى ٨ الجاري لنكن عوناً في استمرار نعمة المياه إعلان ترامب حول خفض الرسوم الجمركية على الصين.. تكتيك أم واقعية؟ تكريم كوادر مستشفى الجولان الوطني The Media line: حماية الأقليات أم ذريعة عسكرية".. إسرائيل تُعيد صياغة خطابها في سوريا هل ينجح ترامب في تهدئة التوترات بين تركيا وإسرائيل بشأن سوريا؟ "البرلماني العربي": مقر الاتحاد سيظل في دمشق اللاذقية.. تدريب الأطباء المقيمين لاختصاص الجراحة الفكية محلل اقتصادي لـ"الثورة": التسعير الإداري هو الحل إدانات عربية وإفريقية للهجمات في السودان: تهديد للمدنيين وللاستقرار الدولار يلاحق الأسعار من جديد..حبزة لـ"الثورة": وقعنا في فخ التهريب والاستيراد الأمم المتحدة ترفض خطة مساعدات إسرائيلية.. و"العفو الدولية" تدعو للمحاسبة "فاينانشال تايمز" تحذر من أخطار تصاعد الخطاب اليميني في بريطانيا