ثورة أون لاين- بقلم الأستاذ :أحمد عرابي بعاج : يخطئ من يظن ويعتقد أن نمطاً محدداً من التنظيم المجتمعي أو الممارسة السياسية والثقافية يشكل معياراً للحضارة والتمدن، حيث أن للديمقراطية والممارسة السياسية الصحيحة أشكالاً وأساليب ونماذج لاحصر لها ، وهي تستند إلى التحديث الاجتماعي المغاير تماماً للتحطيم ، والمناقض لمبدأ التفكيك الاجتماعي الذي يمارسه وتمارسه جماعات تكفيرية ومجموعات تسمي نفسها معارضات وهي مدعومة من الغرب وتتحدث من خارج حدود الوطن.
وقد جاءت الخطوات الإصلاحية التي تمت حتى الآن والمنبثقة من تاريخنا وثقافتنا وشخصيتنا الحضارية، نابعة من حاجات مجتمعنا ومقتضيات واقعنا. حيث تعتبر هذه الخطوات الإصلاحية مقدمة لما ستكون نتيجته بناء دولة عصرية بناءً ديمقراطياً متيناً قادر على الصمود في وجه الهزات مهما اشتدت. وإن نجاح أية تجربة تحديثية مشروط بوعي اجتماعي ومستوى ثقافي وسياسي ، ولابد أن يأتي ذلك معبراً عن إرادة مجتمعية حقيقية ، وليس مسايرة أو تنفيذاً لأطروحات خارجية هدامة ، القصد منها القضاء على المجتمع السوري وتحطيم مكوناته الحضارية والتاريخية إرضاء لغايات ورغبات في الانتقام من سورية لأنها بلد مقاوم يعيش حالة من المجتمع المتنوع المتنور الذي تفتقد إليه الكثير من الدول التي تدعي الحضارة والديمقراطية وتحاربنا بجهلها وتخلفها وأموالها المكدسة وتشكل رأس حربة لمشروع عدواني أمريكي صهيوني وبأدوات إقليمية ذات خلفية استعمارية وأخرى للأسف عربية الاسم فقط تلتقي مع المشروع الصهيوني وترغب في تفكيك المجتمع السوري من أجل العودة بسورية إلى الوراء وتحويل القضايا المصيرية في الصراع العربي الصهيوني إلى قضايا هامشية في محاولة مكشوفة من قبل أغلب السوريين، وذلك لخلق بؤر للتناقضات والمنازعات على خلفيات غير وطنية وأخرى طائفية .
و يرى السوريون من خلال الأحداث اليومية للأزمة التي تعصف ببلدنا أن هناك فكراً إقصائياً تكفيرياً يمارس القتل والإرهاب بحق المواطنين السوريين و لايمكن كمالا يصح أن يكون نموذجاً لما يراد أن تكون عليه سورية المستقبل.
والمهمة الوطنية بامتياز اليوم هي إيجاد السبل المناسبة لكي نتحاور فيما بيننا دون تدخل خارجي ولاإملاءات تفرضها أجندات الغرب علينا ، لكي نصل إلى شكل الحوار الفعال الموضوعي الذي يعتبر منصة وقاعدة لبناء الدولة الديمقراطية وخروج سورية من أزمة وجدت نفسها عالقة بها بفعل عوامل أغلبها خارجية، القصد منها عرقلة تقدم سورية وإرجاع عقارب الساعة إلى الوراء ووقف تطورها ونمو مجتمعها.