ثورة أون لاين-هلال عون:
ازدادت بشكل كبير عمليات النصب والاحتيال والغش والتزوير والتدليس التي تعتمد تقليد الماركات والعلامات التجارية المحلية والعالمية، وخاصة علامات وماركات المنظفات والمقويات الجنسية والمنتجات الغذائية والمشروبات الروحية، حيث يتم تصميم رسومات لهذه الماركات والعلامات عبر برنامج خاص بجهاز الكمبيوتر،
ومن ثم تتم صناعة بلاكات معدنية (طبق الأصل) لدى بعض مكاتب الدعاية والتصميم ليصار إلى طباعتها لدى بعض أصحاب أو مستثمري المطابع بصورة غير نظامية على علب كرتونية توضع عليها لصاقات تحمل اسم المنتج المراد تقليده وتزويره وتتم تعبئته بالمواد المغشوشة، بحيث يظهر للمستهلك على أنه هو المنتج الأصلي، ويكون المنتج المقلَّد والمزوَّر مصنوعاً من مواد ضارة تصيب بالأمراض أو قد تودي بصحة المواطن.
بهدف الحفاظ على الصحة العامة وزيادة وعي المواطن بأساليب الغش والتدليس والتزوير، خاصة للمنتجات الغذائية والمشروبات، ليتمكن من تجنبها وعدم الوقوع ضحية لأصحاب النفوس الضعيفة، أجرت (الثورة) هذا التحقيق الصحفي.. وكانت وجهتنا إدارة الأمن الجنائي، حيث التقينا هناك رئيس فرع مكافحة التزييف والتزوير وتهريب النقد المقدم وسيم معروف والنقيب خالد السطم والملازم أول محمد ناصر، وكان الحديث شيقاً وغنياً بالمعلومات.. فلنتابع معا:
معلومات
سيادة المقدم وسيم معروف.. أنت رئيس فرع مكافحة التزييف والتزوير وتهريب النقد أبدأ الحديث معك عن آخر العصابات التي ألقيتم القبض عليها متلبسة بغش وتدليس المنتجات الغذائية:
يسعدني أن يتم ـ عبر جريدتكم الموقرة ـ نشر أساليب الغش والتزوير والتدليس الدنيئة التي يقوم بها أصحاب النفوس الضعيفة لتنبيه وتعريف المواطنين بتلك الأساليب كي لا يقعوا ضحاياها، ودعني أركّز في الحديث على عمليات غش العسل وزيت الزيتون والمشروبات الروحية لأنها تتعلق بصحة المواطن مباشرة.
عادة نتابع في هذا المجال اعتماداً على مشاهداتنا عبر دورياتنا أو بناءً على معلومات تردنا من الإخوة المواطنين.
في الفترة الأخيرة وردتنا معلومات عن وجود عدة مجموعات من الأشخاص يمتهنون أعمال الغش والتزوير لعدة منتجات غذائية، وبعد متابعة هذه المعلومات وتقصي كافة الحقائق ومراقبة هؤلاء الأشخاص وجّه مدير إدارة الأمن الجنائي اللواء نظام الحوش فرعنا بسرعة التحرك وإلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص لتتم محاسبتهم وتقديمهم للعدالة.
عسل مغشوش
وبناء على ما سبق من معلومات تحركت دوريتان من مرتبات فرع مكافحة التزوير بإدارة الأمن الجنائي، الأولى بإمرة النقيب خالد السطم إلى منطقة الحلبوني بدمشق والثانية بإمرة الملازم أول محمد ناصر إلى منطقة شارع الثورة بدمشق، وتمكنت الدورية الأولى من إلقاء القبض بالجرم المشهود على المدعوين (ح-ع) و (ع-خ) أثناء قيامهما ببيع مادة العسل المغشوش الموضوعة ضمن عبوات زجاجية من زنة الكيلو غرام والنصف كيلو غرام وعليها لصاقات مزورة منسوبة لماركات وطنية وأجنبية.
وتمت مصادرة ما يقارب الثلاثين عبوة زجاجية من زنة الكيلو غرام من مادة العسل وحوالي خمس عشرة عبوة من زنة النصف كيلو غرام وعدد من اللصاقات المزورة المنسوبة لماركة الشفاء.
كما تمكنت الدورية الثانية بإمرة الملازم أول محمد ناصر من إلقاء القبض وبالجرم المشهود على المدعو (ض-خ) أيضاً أثناء قيامه ببيع مادة العسل المغشوش على بسطة عائدة له في شارع الثورة وتمت مصادرة حوالي مئة عبوة زجاجية زنة الكيلو غرام وحوالي مئة عبوة زجاجية زنة النصف كيلو غرام، وجميع هذه العبوات موضوع عليها لصاقات مزورة منسوبة لماركات (الشهد الملكي ـ ملكة العسل ـ عسل الجبل). وإثر ذلك تم إحضار دورية من مديرية تموين مدينة دمشق وسلّمناها العبوات المصادرة وتم تنظيم ضبوط بحق هؤلاء الأشخاص.
اعترافات
وبالتحقيق مع (ح ـ ع) اعترف بأنه ـ منذ عدة أشهر ـ تعرف على المتواري (ف) الذي يمتهن العمل في مجال غش وتزوير مادة العسل، وبدأ يعمل مع الأخير في هذا المجال بحيث يقوم المدعو (ف) بصناعة وغش مادة العسل، ويقوم بإحضار اللصاقات المزورة من إحدى المطابع، ثم يتولى (ح-ع) عملية بيع هذه العبوات في منطقة الحلبوني بسعر ١٠٠٠ ل.س للكيلو غرام الواحد.
وبناء عليه تم تنظيم الضبط اللازم بحق هؤلاء المزورين وتم تقديمهم إلى القضاء المختص.
وبالتحقيق مع الموقوف (ض-خ) الذي أوقفته دورية الملازم أول محمد ناصر في شارع الثورة اعترف بأنه يقوم بتصنيع مادة العسل المغشوش بنفسه في منزله المستأجر ضمن مدينة قدسيا، وعليه توجهت نفس الدورية على الفور إلى منزل (ض-خ) وبتحري منزله عثر على عدد من العبوات المعبأة بمادة العسل المغشوش، كما عثر على عدد كبير من اللصاقات المزورة التي يتم وضعها على هذه العبوات وتمت مصادرتها جميعاً.
طريقة الغش
وبالتوسع بالتحقيق مع المدعو (ض-خ) اعترف بأنه منذ عدة أشهر تعرف على شخص يدعى (ط) يمتهن العمل في هذا المجال وتعلم من الأخير طريقة غش مادة العسل ثم بدأ بعد ذلك بالعمل في هذا المجال، حيث يقوم بإحضار المواد الأولية، وهي عبارة عن مادة السكر والشاي وعشبة الجيجان ومنكهات العسل التي تباع في محلات إطعام النحل، ثم يقوم ضمن منزله بوضع مادة السكر داخل وعاء كبير ويضيف إليها كمية من الماء ويقوم بغليها حتى تصبح لزجة، ثم يضع مادة الشاي ضمن قطع قماشية داخل الوعاء، وبعد ذلك يضيف إليها عشبة الجيجان التي تعطي رائحة العسل، وبعدها يضيف إليها منكهات العسل التي تستخدم كغذاء للنحل والتي تعطي طعم العسل، وبعد أن يقوم بغلي هذه المواد يقوم بتوزيعها ضمن العبوات الزجاجية التي يقوم بشرائها من المحلات العامة، ثم بعد ذلك يقوم بوضع اللصاقات المزورة عليها والمنسوبة لعدة ماركات وطنية وأجنبية والتي يقوم بشرائها من المدعو (ط) ثم يقوم بنقل هذه العبوات إلى شارع الثورة ويقوم ببيعها بسعر 1000 ليرة للكيلو غرام الواحد بعد إيهام المواطنين بأنه عسل عالي الجودة.
زيت زيتون
توافرت لدينا معلومات حول قيام عدد من الأشخاص بغش مادة زيت الزيتون التي تعتبر من المواد الغذائية الأساسية بالنسبة للمواطنين من خلال خلطه بأنواع رديئة من الزيوت وإضافة أصبغة ومنكهات وملونات غير صحية وتعبئتها بعبوات بلاستيكية تحمل لصاقات مزورة منسوبة لماركات زيت الزيتون الأصلي المعروفة والرائجة في الأسواق، وبعد متابعة هذه المعلومات والتحقق والتأكد منها تمكنت دورية ـ بإمرة كل من النقيب خالد السطم والملازم أول محمد ناصر بعد نصب الكمين ـ من إلقاء القبض على المدعو(ز- ش) أثناء قيامه ببيع مادة زيت الزيتون المغشوش والمعبأ ضمن عبوات معدنية زنة ستة عشر كيلوغرام وموضوع عليها لصاقات مزورة منسوبة لماركات رائجة في الأسواق.
رائحة كريهة
رئيس الدورية النقيب خالد السطم يقول: بتفحص تلك العبوات بعد فتحها تبين أن لها رائحة كريهة ولوناً لايشبه أبداً لون زيت الزيتون فتمت مصادرة هذه العبوات جميعها، وبسؤال المدعو(ز- ش) عن مصدر هذه المادة المغشوشة قام بدلالة الدورية إلى المكان والشخص الذي يقوم بشراء المادة منه وعلى الفور قمنا بنصب الكمين اللازم لهذا الشخص وتمكنا من إلقاء القبض عليه وتبين أنه يدعى (م- ب)، وبسؤال الأخير عن كيفية حصوله على المادة المغشوشة قام بدلالة الدورية على مستودعه الكائن في محلة الزاهرة بدمشق فقامت الدورية على الفور بالتحرك إلى مستودع المدعو(م- ب) وقامت بتحريه وعثرت بداخله على عدة عبوات معدنية معبأة بمادة الزيتون المغشوش، كما عثرت أيضاً على عدد كبير من اللصاقات المزورة المنسوبة لبعض الماركات والتي يتم من خلالها غش مادة زيت الزيتون، وعثرنا أيضاً على عبوتين بلاستيكيتين بضمنهما مادة أصنص الزيت وعبوة معدنية بداخلها مادة زيت مجهول المصدر ورائحتها كريهة جداً وبداخل هذه العبوة أيضاً عصا تستخدم لخلط الزيوت وتحريكها، فتمت مصادرة هذه المواد جميعها، وتم تشميع المستودع وإحضار الموقوفين إلى إدارة الأمن الجنائي كما تم إحضار دورية من مديرية تموين دمشق وتم تسليمها المواد المصادرة وتنظيم الضبوط التموينية اللازمة بحق الموقوفين.
منذ 6 سنوات
ويتابع المقدم وسيم معروف: بالتحقيق مع المدعو(ز- ش) اعترف بإقدامه على شراء مادة الزيتون المغشوش من المدعو(م- ب) بسعر ثلاثة عشر ألف ليرة للعبوة المعدنية الواحدة زنة ستة عشر كيلو غراماً مع علمه بأن هذه المادة مغشوشة ومضرة وغير خاضعة للرقابة، ومن ثم قام بإعادة بيعها للمواطنين بسعر خمسة عشر ألف ليرة بعد إيهام المواطن بأنه زيت زيتون عالي الجودة.
وبالتحقيق مع الموقوف (م- ب) اعترف بأنه يقوم بمزاولة هذه المهنة منذ حوالي ست سنوات وأنه يقوم بإحضار بعض الزيوت الصناعية وزيوت دوار الشمس والزيوت المستعملة ويقوم بإحضار مادة أصنص الزيت وهي مادة لزجة جداً، كما يقوم بإحضار مادة الجريان التي تقوم بتحويل لون الزيوت الصناعية إلى لون مشابه للون زيت الزيتون، ثم يقوم بخلط هذه المواد جميعها وتحريكها حتى تتحول إلى زيت قريب من حيث لونه إلى لون زيت الزيتون، ثم يقوم بإعادة تعبئتها ضمن عبوات معدنية أو بلاستيكية ويقوم بوضع لصاقات مزورة عليها منسوبة لعدة ماركات زيت زيتون رائجة ويحصل على هذه اللصاقات من شخص يقوم بطباعتها ضمن إحدى المطابع في ريف دمشق.
وبناء على ذلك تم تنظيم الضبط اللازم بحق هؤلاء الأشخاص وتم تقديمهم إلى القضاء المختص.
غش وتزوير
ويتابع المقدم وسيم: أيضاً وردتنا معلومات حول مجموعة من الأشخاص يقومون بغش وتزوير عدة مواد غذائية ومشروبات روحية متخذين من ذلك عدة مستودعات في جرمانا وكشكول وجعل هذه المستودعات وكراً لأعمالهم الدنيئة.. وبمتابعة هذه المعلومة وبعد أن تم التحقق والتأكد من كافة المعلومات عرضت الموضوع على اللواء نظام الحوش مدير إدارة الأمن الجنائي فأمر بسرعة التحرك من أجل إلقاء القبض على هؤلاء الأشخاص جميعهم وتقديمهم للعدالة، وعليه فقد توجهت دورية من مرتبات فرع مكافحة التزوير بإمرة النقيب خالد السطم والملازم أول محمد ناصر إلى مدينة جرمانا وتمكنت من إلقاء القبض على المدعو (هـ – ش) والمدعو (س- ك) والمدعو (ي-ع) أثناء تواجدهم في محل معد لبيع المشروبات الروحية.
داخل مستودع الغش
الملازم أول محمد ناصر حدثنا عن تلك المهمة بقوله: بعد تحري المستودع تبين أنه عائد للمدعو (هـ – ش) وعثرنا بداخله على عدد من الصناديق المعبأة بمشروبات روحية وطنية، وعثرنا أيضاً على عدد من الزجاجات المعبأة بمشروبات روحية مغشوشة مجهولة المصدر، كما عثرنا على عدد من الزجاجات الفارغة المعاد تنظيفها بطريقة غير صحية والتي كانت معدة لتتم تعبئتها بمشروبات روحية مجهولة المصدر، وعلى عدد من الأغطية المزورة الموجود عليها كتابات منسوبة لعدد من الماركات الأجنبية، وعلى عدد من اللصاقات المزورة وعلى آلتين تستخدمان في غش المشروبات الروحية.
150 ألف لصاقة مزورة
وبالتحقيق مع المدعو (هـ – ش) اعترف بوجود مستودع آخر يضع فيه عدداً كبيراً من اللصاقات المزورة فتوجهت الدورية على الفور إلى المستودع المذكور وبعد تحريه عثرنا على ما يقارب المئة وخمسين ألف لصاقة مزورة منسوبة لمختلف الماركات الأجنبية للمشروبات الروحية كما عثرنا على ما يقارب ثلاثمئة بلاك معدني يتم من خلالها تزوير اللصاقات. وعثرنا أيضاً على عدد من القوالب الخشبية التي يتم من خلالها صناعة الكراتين أو الأغلفة الخارجية لزجاجات المشروبات الروحية، وعلى آلة تستخدم في تزوير أغطية هذه الزجاجات وبالتوسع بالتحقيق مع المدعو (هـ – ش) اعترف بأنه يقوم ببيع الأغطية واللصاقات المزورة للمدعو (ح- م).
في منطقة كشكول
وعليه توجهنا بالدورية بدلالة المدعو (هـ – ش) إلى منطقة كشكول وقمنا بإلقاء القبض على المدعو (ح- م) والذي كان متواجداً ضمن مستودعه ويتواجد برفقته العامل لديه (ج – ب) وتم تحري هذا المستودع وعثر بداخله على عدد كبير جداً من الزجاجات الفارغة المعاد تنظيفها بطريقة غير صحية وغير خاضعة للرقابة كما عثرنا أيضاً على عدد من اللصاقات والأغطية المزورة للمشروبات الروحية وعلى حوض بداخله مياه ملونة سوداء، ويتم بداخل هذا الحوض تنظيف الزجاجات الفارغة وبالتحقيق مع المدعو (ح- م) اعترف بوجود أربعة مستودعات أخرى لديه في مدينة جرمانا.
70 ألف غطاء مزور
وبناء على اعترافاته قامت الدورية بتحري هذه المستودعات الأربعة وعثر بداخلها على ما يقارب السبعين ألف غطاء مزور منسوبة لمختلف الماركات الأجنبية للمشروبات الروحية، كما عثر على حوالي خمسة آلاف غطاء مزور لمادة زيت الزيتون وعثر أيضاً على زجاجات فارغة ولصاقات مزورة وبالتوسع بالتحقيق مع المدعو(ح- م) اعترف بقيامه برفقة عامله المدعو (ج – ب) بجمع الزجاجات الفارغة من المطاعم والمحلات العامة وتنظيفها داخل مستودعه بطريقة غير صحية وقيامه بشراء اللصاقات المزورة من الموقوف (هـ – ش) وشراء الأغطية المزورة من الموقوف (س- ك) الذي أوقف سابقاً برفقة (هـ – ش) وقيامه بإعادة بيع هذه الزجاجات الفارغة واللصاقات والأغطية المزورة لعدد من الأشخاص الذين يمتهنون أعمال غش وتزوير المشروبات الروحية، ومن بين هؤلاء الأشخاص المدعو (ط – د) والمدعو (أ- ب)، وعليه قامت الدورية بعد نصب الكمين اللازم بإلقاء القبض على المدعوين (ط – ب) و (أ- ب) وتم إحضار المواد المصادرة جميعها إلى إدارة الأمن الجنائي وتم تشميع المستودعات المذكورة بالشمع الأحمر، كما تم إحضار دورية من مديرية تموين دمشق وقامت بتنظيم الضبوط التموينية اللازمة بحق هؤلاء الأشخاص وتم تسليمهم المواد المصادرة.
وبالتحقيق مع المدعوين (ط – د) و (أ- ب) اعترفا بقيامهما بشراء الزجاجات الفارغة واللصاقات والأغطية المزورة من المدعو (ح – م) وقيامهما بتعبئة هذه الزجاجات بمواد مجهولة المصدر أو بمشروبات روحية من الصناعة الوطنية وقيامهما بوضع اللصاقات والأغطية المزورة عليها ومن ثم إعادة بيعها للمواطنين على أنها مشروبات روحية عالية الجودة من ماركات أجنبية، وتم تنظيم الضبط اللازم بحق هؤلاء الأشخاص جميعهم وتقديمهم إلى القضاء المختص أصولاً.