ثورة أون لاين:
تركزت الندوة حول أهمية كتاب “امراؤنا الاعزاء جدا هل هم أصدقاء حقا” الذي ترجمه للعربية الدكتور منصور حديفة عن الكاتبين الصحفيين الفرنسيين كريستيان شينسو وجورج مالبرونو نظرا لما يكشفانه من اسرار ومعلومات مازالت مفاعيلها مستمرة تفضح الدور الذي لعبته مشيخات الخليج على مدى سنوات في دعم التطرف والارهاب وزعزعة الامن.
واعتبر مدير عام الهيئة العامة السورية للكتاب الدكتور ثائر زين الدين ان الكتاب واحد من اهم الكتب التي نشرتها الهيئة هذا العام ويقع ضمن توجهاتها فيما اطلق عليه المشروع الوطني للترجمة وخاصة في ظل ما تمر به سورية والمنطقة لكونه مكتوبا باقلام فرنسية تفضح سياسة حكوماتها تجاه ما يحدث فيها وعلاقة امارات الخليج بذلك.
وفي قراءة للكتاب اشار الكاتب والباحث الدكتور عدنان ابو الفضل رئيس جمعية تنمية المجتمع المحلي بالسويداء الى ان الكاتبين يغمزان من قناة المسؤولين الفرنسيين من رؤساء ووزراء ومختلف المسؤولين وكيف يتخذ القرار السياسي هناك وكيف يباع ويشرى ولا سيما من امراء الخليج.
وبين ابو الفضل ان الكتاب يحوي اعترافا بان الموقف السياسي الغربي ولا سيما الفرنسي بعيد عما يعتقد البعض بانه مبني على قيم ومبادئ انسانية لكنه في الحقيقة يتناسب مع المبلغ المطلوب والمقبوض والمكاسب المادية من ورائه مستعرضا نماذج ووقائع عديدة تضمنها الكتاب تتحدث عن تلقي المسؤءولين الفرنسيين والعاملين في السلك الدبلوماسي رشا مالية كبيرة من قبل أمراء ومسؤءولين خليجيين لقاء تأدية مصالح شخصية وتنفيذ سياساتهم في المنطقة وخاصة تجاه سورية.
من جهته أشار رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب في السويداء الدكتور فايز عز الدين الى ان الكتاب يرصد بعمل صحفي مضن وحصيف اشكال العلاقات الدبلوماسية القائمة بين فرنسا ومملكة آل سعود وقطر والامارات والكويت حيث يصل الباحثان الى نتيجة تغليب الدبلوماسية الاقتصادية على باقي اشكال الدبلوماسيات الاخرى مستعرضا لعناوين يتضمنها الكتاب تشير الى مدى تآمر آل سعود ومشيخات الخليج ضد سورية ودول المنطقة والدعم اللامحدود للارهاب تحت مسمى الجهاد وكذلك مدى الفساد الذي يعتري الاسر الحاكمة وامراءها ونظرة الغرب الساخرة لهم.
ولفت عز الدين الى ان الكاتبين ارادا ان يخلصا الى ان الدبلوماسية الاقتصادية خلقت سياسة انصياع لفرنسا امام مملكة ال سعود وامارات الخليج وهذا مهين لها لان الشراكة الواجب تحقيقها ينبغي ان تقوم على النفع المشترك وليس شراء الطبقة السياسية .
بدوره أوضح الدكتور منصور حديفة مترجم الكتاب انه خلال زيارة لفرنسا واحدى مكتباتها التي تضم اخر الاصدارات في كل مجالات العلم والحياة لفت انتباهه عنوان الكتاب الذي شده بعد تصفحه لما يكشفه الكاتبان من اسرار وخفايا العلاقات الملوثة التي تربط دول الخليج بقادة اوروبا حيث وجد
نفسه امام مهمة ومسؤولية وطنية كمواطن سوري ليضع بين يدي القارئ العربي عموما والسوري خصوصا كنزا من الاسرار التي تقع تحت عنوان
من “فمهم ادينهم” ولا سيما في ظل ما يتعرض له وطننا وما عاناه ويعانيه من تآمر وارهاب وما اظهره الشعب السوري من صمود وما قدمه جيشنا الباسل من تضحيات وبطولات دفاعا عنه.
وبين حديفة ان الكاتبين يتحدثان بالوثائق والبراهين بالزمان والمكان والاشخاص كيف ان الغرب الذي يتشدق بمفاهيم نبيلة كالحرية وحقوق الانسان والديمقراطية يسقط هذه القيم امام عقد او صفقة لشركة اوروبية وانه مستعد لتغيير مواقفه مقابل مصالحه ومكاسبه تجاه القضايا الكبرى كما يحدث في سورية وغيرها .
واعقب الندوة التي اقيمت في المركز الثقافي العربي بمدينة السويداء وحضرها محافظ السويداء عامر العشي وامين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي فوزات شقير وعدد من اعضاء قيادة فرع الحزب و كتاب وباحثون ومثقفون بالمحافظة توقيع الكتاب من قبل المترجم .
يذكر أن مؤلفي الكتاب صحفيان متخصصان بالشرق الأوسط حيث يعمل شيسنو في إذاعة فرانس أنتير ومالبرونو في صحيفة لوفيغارو وسبق لهما أن قاما بتأليف الكثير من الكتب حول المنطقة كما ان مترجمه هو استاذ في الادب الفرنسي في جامعة دمشق يحمل درجة الدكتوراه في اللسانيات والصوتيات بتقدير شرف من جامعة نانسي في فرنسا وشغل منصب عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية الثانية ورئيس فرع جامعة دمشق بالسويداء.