ثورة أون لاين- شعبان أحمد:
ضجيج المواطن الصباحي والصياح المكرور يومياً من منظر القمامة المكدس أمام مداخل البنايات وفي الأزقة, وعلو الأصوات المترافقة في بعض الأحيان إلى حد الشتائم وربما تشابك الأيادي… إلاّ أنها هنا ليست للمصافحة…!!
طبعاً هذه القمامة ليست في حاويات… فهي نادرة جداً وإنما مبعثرة هنا وهناك… وعليك أن تتخيل المنظر المترافق مع مستلزماته «الذوقية» وحشراته ورائحته النتنة..!!
وبينما أصوات الجيران تتسابق «تأففاً، وإذ بسيارة بيك آب تمر وصوت «فيروز» الهادئ يعمّ المكان… خفت الأصوات وهدأت النفوس والكل وقف احتراماً لهذا الرجل «موزع الغاز» الذي يضع أغاني فيروز بدلاً من «مفتاح» الغاز الذي كان يصيب الناس بالصداع حينما يلامس أسطوانة الغاز…!!
وبعد هذه «المعزوفة» المتناقضة قصدت مدينة القدموس لواجب اجتماعي… فكان الهدوء… والطمأنينة التي رافقتني طوال الطريق من مناظر خلابة وطبيعة جميلة تزينها طيبة ومحبة الناس وغيرتهم على طبيعتهم وغاباتهم.
فالقدموس هي من المناطق الباردة جداً ومن الطبيعي هنا أن يلجأ المواطن إلى البحث عن مصدر طبيعي للتدفئة… إلا أنه يرفض أن يجرم غاباته الطبيعية «المزنرة» لتلك المنطقة الجميلة.
هنا مباشرة وبعفوية مطلقة تتداعى الأفكار وتذهب إلى «المقارنة» مع مناطق أخرى قريبة قامت بحرق وجرم الغابات الطبيعية والاصطناعية بهدف بيعها والمتاجرة بخشبها…!!
هنا أضع رجائي وأطلب من أصدقائي عدم سؤالي عن بقية أيام السنة… كون الإحراج سيصيبني والعرق سيتصبب من جبيني مع بعض الاحمرار في وجنتيّ…!!
وفهمكم كفاية.