ثورة أون لاين – خالد الأشهب:
ليس من قبيل المباهاة أو التظلم على حد سواء القول بأن سورية وبلاد الشام لم تكن أرضاً للسلام الدائم والمستقر ولن تكون،
فالتاريخ يشهد أنها المنطقة الأكثر استقطاباً للصراع عبر تاريخ العالم البعيد والقريب، والأكثر استقطاباً وإغراء للغزاة والطامعين والطامحين على حد سواء آخر، وقلب العالم إذا ما وضع أحدنا خريطة العالم أمامه وأمعن النظر، وأن أقصى ما طمح ويطمح إليه الإنسان السوري عبر التاريخ هو إدارة الصراع حول بلاده!
يمكننا أن نصف هذه الحقيقة قدراً لا مناص منه كما يمكننا وصفه بحسن الطالع أو سوئه لا فرق، غير أن ذلك لن يغير الحقيقة ولا جغرافيتها، ولا صروف الدهر التي مرت عليها وتمر، وهاكم مثالاً بسيطاً: عندما قرر المدعو أبو بكر البغدادي إقامة «دولته» الإسلامية اختار أرض الشام ولم يختر جزيرة العرب مع أنها أرض الإسلام الأولى وموطنه الأول وفيها جلّ مقدساته ورموزه.. لماذا؟:
أولاً: لأن إقامة دولة لداعش في جزيرة العرب لا يغير من الأمر شيئاً، فثمة دولة داعشية تقوم هناك منذ زمن بعيد.. حتى ولو خرج محمد بن سلمان من جلده، فتبرأ من محمد بن عبد الوهاب وادعى الحرب على الإرهاب وعلم نساء آل سعود قيادة السيارة!
ثانياً: لأن اتفاق آل سعود مع أحفاد الأنكلوسكسون الأميركيين هو لإخضاع بلاد الشام والعراق «سوراقيا» وليس جزيرة العرب الخاضعة أصلاً!
ثالثاً: لأن حضارة العشرة آلاف سنة السورية هي غاية الأميركيين والإسرائيليين وليس جهالة الجزيرة وبداوتها وثروتها المصادرة أصلاً!
السوريون يدفعون الدم.. أجل، لكنهم يديرون الصراع بكفاءة عالية؟