ثورة أون لاين – أسعد عبود:
يقدم لنا الرئيس الأميركي ترامب عروضاً مأساوية مضحكة.. لكنها ترينا شيئاً صادقاً عن هذا الكبير.. الكبير.. كم هو صغير بل وحقير.
هو شغوف بشروح تصل حد السذاجة لقضايا تبلغ حد التعقيد وبتوقيع قراراته التي يظهر فيها تحدٍ للعالم وأخلاق البشرية أمام الكاميرا.. ربما تحدٍ.. وربما خفة.. وربما إمعان في إذلال شركائه، كما بدا مع محمد بن سلمان وهو يبيعه السلاح في البيت الأبيض.. !!
بدا كمروج بدائي لسلعته في بازار منسي في مدينة صغيرة (سمسار).. والمشهد كاريكاتيري تماماً.. هو بجثته البيضاء الضخمة كحلزون خرج للتو من درعه مكتنزاً بالدسم مليئاً بالبصاق.. وزبونه بن سلمان بلحيته السوداء كبعير جيء به من الصحراء لإضحاك البيت الأبيض.. ولم يخف إعجابه بالعرض فكان دائم الضحك.
يحمل ترامب كرتونة وضعت عليها صور طائرات وصواريخ ودبابات، على وجهها وعلى قفاها، يقربها من ضيفه ويبعدها.. بطريقة تشعرك أن الرئيس الأميركي يشك بمقدرة الأمير السعودي على القراءة.. أو حتى على تقدير أهمية ما يراه..
ويشرح:
حولوا… حولوا.. حولوا ومولوا.. لدينا ما يعجبكم ويرضيكم.. أحسن الأسلحة في العالم ستوضع في خدمتكم..
حولوا.. و مولوا.. السعودية دولة غنية جداً جداً.. وستعطينا من ثروتها وسنعطيها سلاحاً لا مثيل له في العالم..
قبل أن أسأل: لمن السلاح ولماذا..؟!.. قبل أن أسأل: ما الذي يضحك بن سلمان وقد بدا مثل الأطرش بالزفة..؟! قبل أن أسأل إن كان لثروة العرب في جزيرتهم أصحاب يحمونها..؟ّ أسأل: أ بمثل هذه الخفة تعقد الصفقات المسرفة في ضررها والإنفاق عليها..؟!.
كنت أظن أن لجاناً تلتقي.. تبيع وتشتري… وكل قطعة سلاح بحساب.. البائع وخصوصاً عندما يكون دولة عظمى، يحسب حساباً إلى أين هذا السلاح وأين سيستخدم.. ؟! والمشتري يحسب حساباً كم سيدفع ومن أجل ماذا وكيف..؟!.
في هذا المقطع الذي نشرته فضائيات العالم و وسائل الاتصال فيه نحن أمام عنصرين فقط.. سلاح فاخر يعرضه ترامب.. وثروة كبيرة يطمع أن تعطى له.. وضحكة بن سلمان البلهاء.
أهكذا تعقد صفقات بيع السلاح بمليارات الدولارات..؟!.
أهكذا تسوق الدول العظمى السلاح..؟!.
أهكذا يشتري الأغبياء والبائع لا يخفي أنيابه (السعودية دولة غنية جداً وستعطينا من ثروتها..)
إلى أي مستوى خطير وصلته ثقافة العالم ودبلوماسيته..؟!
لكن قبل ذلك كله وبعده.. لننتبه إلى:
ما زال السلاح يتدفق إلى المنطقة بكميات مرعبة…
ما زالت ثروات المنطقة تنهب مقابل السلاح…
ما زالت الحروب والأمراض تنتشر وتنتشر..
والإدارة الأميركية.. قطعة وراء قطعة.. تخلع وتلبس رداء الحرب وإن كان يرجح أن تستمر بها عبر الوكلاء.. السعودية.. اسرائيل .. تركيا.. وصولاً إلى إفريقيا وآسيا..
إن نشر الحروب يحتاج تلك الثقافة.. ولا يسأل أحد:
لمن السلاح.. ولماذا..