ثورة اون لاين: في اطار الترجمة العملية للبرنامج السياسي الذي قدمه السيد الرئيس بشارالاسد في خطابه التاريخي في السادس من كانون الثاني الجاري عقدت الحكومة السورية سلسلة اجتماعات ولقاءات بهدف تتفيذ مضامينه وكانت الاولوية في ذلك دعوة كافة المواطنين السوريين الذي غادروا اراضي الجمهورية العربية السورية بسبب الاعمال الارهابية التي طالت المواطنين وممتلكاتهم وامنهم واستقراهم العودة الى بلدهم على ان تتكفل الحكومة السورية بتأمين كافة ما يحتاجونه من مستلزمات السكن والاقامة وتأمين سبل عيشهم وتعويضهم عما لحق بهم من اضرار نتيجة اعمال العنف والارهاب والاياء الذي تعرضوا له ، ولا شك ان هذه الدعوة تعكس اولويات تفكير السلطة الوطنية السورية تجاه المواطنين السوريين وشعورها وتحسسها المسؤولية الوطنية والاخلاقية والانسانية والقانونية التي تترتب عليها وضرورة اتخاذ كل الاجراءات الممكنة والضرورية لعودتهم الى وطنهم الام سورية .
لقد تحولت قضية اللاجئين السوريين الى دول الجوار عند بعض القوى والدول والمنظمات الى ورقة متاجرة سياسية وتسول وابتزاز فمحاولات الاستثمار في البعدين الانساني والاخالاقي للازمة السورية اصبح واضحا وبينا ولعل المفارقة التي تدعو الى مزيد من التساؤلات ووضع علامات الاستفهام هي اذا كان ثمة مشاعر حقيقية وصادقة تجاه المواطنين السوريين ومعاناتهم وتباك عليهم فلماذا كل هذه العقوبات الاقتصادية ولماذا كل هذا الحصار والتضييق على الدولة السورية ومن هو المتضرر الحقيقي من ذلك كله اليس هو المواطن السوري الذي كان آمنا في عيشه ومسكنه وحياته وتعليمه وصحته وحله وترحاله ثم اليس من يقوم باستهداف حياة السوريين واستقرارهم ومؤسساتهم وسبل عيشهم هي تلك المجموعات المسلحة والارهابيون القادمون من وراء الحدود حيث توفر لهم بعض دول الجوار كل موجبات اعمال العنف والقتل من مال وسلاح وايواء وغيرها من ادوات العنف والارهاب ؟
لقد اصبحت الامور في غاية الوضوح لكل ذي بصر وبصيرة فالمؤامرة على الشعب السوري لم تعد تحتاج الى تعريف او شرح ومحاولات خنق وتدمير الدولة السورية واضحة للجميع ولم تعد محاولات التضليل والخداع تنطلي على احد حتى اولئك المنخرطون والمتورطون في المؤامرة ما عاد باستطاعتهم فعل اي شيئ فقط استنفذوا وقودهم وسقطت كل الاوراق التي حاولوا التلطي خلفها لتتكشف حقيقة ما خططوا وعملوا وتآمروا من اجله وهنا يصبح على الجميع ومن واجبهم التصدي لهذه المؤامرة القذرة الدنيئة والعودة للبيت السوري والاسرة السورية الواحدة لان الوطن هو القيمة الاعلى والغاية الاسمى ولا كرامة حقيقية لاي انسان خارج وطنه واهله
د. خلف المفتاح