ثورة أون لاين- ياسر حمزة:
تجوب شوارع دمشق باحثاً عن مكان تركن سيارتك فيه دون جدوى، وبمجرد أن تقف لبرهة تكون المخالفة المرورية بانتظارك، وممنوع عليك المناقشة بحجة أنك شخص غير حضاري وكان عليك ركن سيارتك في المرآب المخصص..؟!
يسار الطريق ممنوع.. ويمين الطريق ممنوع.. فأين تركن سيارات، ليأتيك جواب شرطي المرور سريعاً وبحدة كبيرة في المرآب الخاص…
تفتح فمك مشدوهاً في المرآب الخاص…؟!
نعم يجب علينا أن نكون متحضرين !!
المرآب أي مرآب.. المرائب التي لا يتجاوز عددها أصابع اليد الواحدة قبل الأزمة وبعدها..
وكم سمعنا قبل الأزمة وفي عشرات التصريحات من مسؤولي محافظة دمشق أنه لن يبنى بناءٌ من دون مرآبه الخاص.. ولم يطبق هذا على أرض الواقع إلا أقله..
حتى المرائب الموجودة في العاصمة فهي تفتقر إلى الحد الأدنى من المواصفات العالمية للمرآب.. اقلها مظلات تحمي السيارات المركونة..
الميزة الوحيدة لهذه المرائب ان أجرتها ترتفع أسرع من البورصة.. فالدقيقة أجرتها مثل الساعة وبقرار من المحافظة للأسف..!
والطامة الكبرى قيام المحافظة بتأجير مواقف للمؤسسات والبنوك الخاصة، ولكن هذه المؤسسات والبنوك أخذت تؤجرها لمن يرغب بركن سيارته وبأسعار مضاعفة…!
لقد بلغ عدد السيارات قبل الأزمة، في دمشق وحدها ما يقارب الخمسمئة ألف سيارة .
وكان هناك توجه لمحافظة دمشق لبناء عدد من المرائب الطابقية بتكلفة تصل إلى 500 مليون ليرة، وذلك قبل أن يتم تحويل الملف لـ"إحدى الشركات الخاصة"، والتي فوّضها "مجلس محافظة دمشق" منذ أيام أيضاً بإدارة واستثمار مواقف السيارات المأجورة في دمشق، والحجة عمل هذه الشركة على تطبيق مفهوم المرائب الذكية أي قبل يومين المواقف واليوم المرائب.. وهذا ترك علامات تساؤل كبيرة..؟
ودلّ على العجز والترهل لدى محافظة دمشق عن قيامها بواجباتها بالحد الأدنى حتى وصل الى حد تأجيرها لأملاكها لإحدى الشركات الخاصة أيضاً..
نحن أمام مشكلة تكبر يومياً من دون حلّ جذري يحوز على ثقة أصحاب السيارات والساكنين أيضاً، ويخفف الازدحام عن المدينة وباقي المدن.