طهران تدعو لفضح السجل الأميركي الأسود بنقض الاتفاقات.. موسكو تؤكد أن واشنطن تلوي أذرع شركائها الأوروبيين .. والنمسا تتمسك بالاتفاق النووي
قالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا إن إعادة فرض العقوبات الأمريكية على إيران سيؤدي إلى عواقب سلبية طويلة الأمد، بما في ذلك على العمليات في الشرق الأوسط.
وصرحت زاخاروفا خلال مؤتمرها الأسبوعي أمس: من المؤكد أن هذه الإجراءات، التي تقوم بها الإدارة الأمريكية ستؤدي إلى نتائج سلبية طويلة الأمد على النظام العالمي، كما أنها ستعطي دفعة سلبية لزعزة الاستقرار في الشرق الأوسط.
وأكدت على أن روسيا لا تزال ملتزمة بالخطة وستواصل الاسترشاد بأحكام قرار مجلس الأمن الدولي 2231، مشيرة إلى أن المشاركين الآخرين ينوون العمل على الخطة، على حد علم الجانب الروسي.
كما أضافت زاخاروفا أن الولايات المتحدة «تلوي أذرع» الشركاء الأوروبيين وتجبرهم على التخلي عن التعاون المتبادل المنفعة مع إيران.
وقالت زاخاروفا :من الواضح أن المطالب الأمريكية بشأن أنشطة إيران النووية المشروعة ليس إلا ستارا لتصفية الحسابات السياسية معها تحت ذرائع مفتعلة، مؤكدة أن الولايات المتحدة تتجاهل مصالح الدول الأخرى، بما في ذلك حلفاؤها الأوروبيون.
وفي سياق متصل أكدت وزيرة الخارجية النمساوية كارين كنايسل أن الاتفاق النووي مع إيران لا يزال ساريا وسيبقى دعامة مهمة في الصياغة الدولية لمنع الانتشار النووي.
وقالت كنايسل في تصريح لوكالة الانباء النمساوية «ابا» ان النمسا تدعم بشكل كامل إعلان مفوضة الاتحاد الأوروبي للسياسة الخارجية فيديريكا موغيريني والدول الأوروبية الثلاث المشاركة في مفاوضات فيينا النووية بشأن الاتفاق النووي، مشيرة إلى أن الملحق المستكمل وهو لائحة حظر الاتحاد الأوروبي دخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء الماضي حيث تم تصميم هذا النظام الأوروبي لمواجهة العقوبات الامريكية.
وأعربت كنايسل عن قلقها من فرض الإدارة الأمريكية المزيد من العقوبات ضد إيران وقالت: آمل أن يتم تجنب نظام العقوبات وخاصة المتعلق بمجال تصدير النفط وهو الأمر الذي يمثل التحدي الأكثر أهمية والأكبر أمامنا.
وأضافت الوزيرة النمساوية: سنواصل جهودنا المشتركة للحفاظ على أسس الاتفاق النووي مع ايران، مشيرة الى أن ذلك يدل على مسألة المصداقية والثقة في العلاقات الدولية.
وتجدر الإشارة إلى أن الولايات المتحدة كانت قد أعادت فرض العقوبات واسعة النطاق على إيران، التي سبق تعليقها بعد التوصل إلى خطة عمل شاملة حول البرنامج النووي الإيراني.
وفي طهران أكد كبير المتحدثين باسم القوات المسلحة الإيرانية العميد أبو الفضل شكارجي أن موقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الأخير بشأن التفاوض مع إيران هدفه بث الفرقة بين الشعب والحكومة في إيران، داعيا الإعلاميين إلى فضح السجل الأمريكي الأسود في ما يخص المفاوضات الدولية وإفشال هذا المخطط الجديد.
وقال شكارجي في كلمة له بمناسبة يوم المراسل الإعلامي أمس أن الشعب الإيراني الواعي الذي استطاع أن يعزز تواجده في الساحة لن يسمح بتحقيق مآرب الاستكبار على حساب بلاده.
وأكد شكارجي أن طهران جندت على الدوام طاقاتها لضمان أمن الدول في منطقة الخليج مشيرا إلى أن إيران تشكل القوة الأساسية في هذه المنطقة.
إن إيران لن تشكل أي تهديد بالنسبة للدول الإقليمية ولا تستخدم قدراتها من أجل السيطرة عليها وإنما تضمن أمن هذه الدول وبادرت على الدوام إلى مواجهة الاستكبار والحفاظ على حقوق المستضعفين في أنحاء العالم. وحذر شكارجي من مخططات الأعداء الرامية إلى قلب الحقائق لافتاً إلى أن العدو الذي يعاني جميع أحرار العالم من تدخلاته يتهم اليوم إيران بالتدخل في شؤون الدول الأخرى.
التاريخ: الجمعة 10-8-2018
رقم العدد: 16758