أكد السفير الروسي لدى الولايات المتحدة أناتولي أنطونوف أن العلاقات بين روسيا والولايات المتحدة تمر بأسوأ أوقاتها ما يؤثر سلبا على السلام والأمن الدوليين.
ونقلت وكالة تاس عن أنطونوف قوله في كلمة ألقاها في مركز جايمس مارتين للبحوث في شؤون عدم الانتشار الواقع في معهد ميدلبري بولاية كاليفورنيا: كلما ازدادت العلاقات الروسية الأميركية سوءا أصبح الوضع أسوأ في الأمن وفي الحد من الترسانة النووية في العالم.
وأعرب انطونوف عن أمل موسكو بعدم تأخر واشنطن في ردها على معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية/ستارت/ قبل انتهاء مدة العمل فيها، موضحا أن القضية الأكثر الحاحا هي ما سيحدث لنزع السلاح النووي بعد عام 2021 عندما تنتهي صلاحية معاهدة ستارت وقال: سيكون من السذاجة افتراض عقد معاهدة جديدة بشأن الأسلحة الهجومية الاستراتيجية بحلول عام 2021.
لم يستبعد السفير أن واشنطن تبحث عن ذريعة لتبرير انسحابها المحتمل من معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة من خلال اتهام موسكو بانتهاكها.
وقال أنطونوف في هذا الصدد: نسمع في الآونة الأخيرة، وبشكل متزايد، تصريحات من قبل عسكريين أميركيين بأنهم بحاجة إلى الصواريخ المتوسطة والأقصر مدى لردع الصين.
وتابع متسائلاً: وربما يتم البحث حاليا عن ذريعة لتبرير الخروج من معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة المدى، بالطبع، من خلال اتهام روسيا بذلك، والسؤال الذي يطرح نفسه: ماذا بعد ذلك؟
وعبر أنطونوف عن معارضة روسيا مراعاة المجتمع الدولي مباعث القلق الأمريكية بشأن مدى الالتزام ببنود المعاهدة، في حين تتجاهل المخاوف الروسية، حيث تبدو كأنها غير موجودة أصلا.
وشدد السفير الروسي على وجوب أن يكون العمل في هذا المسار صادقا والمناقشات نزيهة وشفافة، لأن الغرض ليس اتهام أحد بشيء وإغلاق الموضوع بباسطة، وإنما إيجاد حل للمشكلة.
ورجح الدبلوماسي الروسي أن الحالة الراهنة قد تتطلب توسيع معاهدة الحد من الأسلحة الاستراتيجية الهجومية، مضيفا: فماذا سيحدث إذا انسحبت الولايات المتحدة من معاهدة حظر الصواريخ المتوسطة والقصيرة؟
وأضاف أنطونوف أن الحد من الأسلحة الهجومية الاستراتيجية ليس غاية بحد ذاته، نظرا إلى أن الأمن يعتمد اليوم على مجموعة واسعة من مختلف العوامل.
وأضاف أنطونوف: إنهم يتهموننا بخرق معاهدة الصواريخ المتوسطة والقصيرة زاعمين أننا نمتلك صاروخا ما من نوع 9?729 ينتهك بنود تلك المعاهدة دون تقديم أي براهين ودلائل ملموسة يعتمدون عليها في استنتاجاتهم.
وأكد موقف روسيا الرافض لكافة الاتهامات الفارغة، مشيرا إلى أن موسكو تنتظر وقائع محددة.
وأشار أنطونوف إلى أن مباعث قلق موسكو تحمل طابعا ملموسا على عكس اتهامات الغرب لروسيا، حيث تطور وتختبر وتنشر الولايات المتحدة ودون أي توضيح منظومات صاروخية مشمولة بالحظر المفروض بموجب المعاهدة.
وقال: نشرت الولايات المتحدة في قاعدتها في رومانيا وتعتزم فعل ذلك في قاعدة لها في بولندا أنظمة Aegis Ashore للصواريخ المطلقة من البحر، التي تضم منصات إطلاق عمودي، على غرار أنظمة الإطلاق العمودي MK 41 القادرة على احتضان الأسلحة الضاربة، بما فيها الصواريخ المجنحة المتوسطة المدى المطلقة من البحر من نوع «توماهوك».
وعبر أنطونوف عن قلق موسكو من نشر واشنطن تلك المنظومات الصاروخية عند الحدود الروسية.
إضافة إلى ذلك، قال أنطونوف إن الولايات المتحدة كانت قد اختبرت، قبل بضعة عقود، قذائف متوسطة المدى تستعمل كأهداف تتشابه مواصفاتها الفنية بتلك التي تتميز بها الصواريخ الباليستية المتوسطة والقصيرة المدى المطلقة من الأرض.
كما أن الولايات المتحدة تزيد إنتاج ونطاق استخدام الطائرات المسيرة الهجومية، مشيرا إلى أن موسكو ترى أنها تندرج ضمن المعاهدة.
وفي واشنطن أعرب مستشار الرئيس الأمريكي لشؤون لأمن القومي جون بولتون، عن أملة في مواصلة الحوار بين موسكو وواشنطن من خلال الزيارة التي سيجريها إلى روسيا في 20 تشرين الجاري.
وقال بولتون لإذاعة « سليم راديو نت وورك»: هدف الزيارة، هو مواصلة الحوار الذي بدأه الرئيسان الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين الصيف الماضي في هلسنكي، وبحث العلاقات الثنائية حيث هناك الكثير من المشاكل والخلافات العالقة بين البلدين.
كما أشار المسؤول الأمريكي إلى أن واشنطن لم تعد ترى «محاولات للتدخل» من قبل روسيا في الانتخابات الأمريكية.
وأعلن بولتون على حسابه في «تويتر»، أنه سيبدأ في 20 الجاري جولة خارجية تشمل زيارة لروسيا وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، مبينا أنه سيعقد لقاءات مع مستشاري الأمن القومي ومسؤولين آخرين رفيعي المستوى في هذه الدول.
وفي 3 تشرين الجاري أعلن السفير الأمريكي في روسيا جون هانتسمان لوكالة «تاس» أن بولتون سيلتقي في النصف الثاني من تشرين في موسكو سكرتير مجلس الأمن الروسي نيقولاي باتروشيف.
وفي 10 تشرين، أعلنت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، أن الجانب الروسي ينظر في إمكانية عقد لقاء بين بولتون ووزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال زيارة الأول المرتقبة لروسيا.
وفي سياق مواز أشار قائد القوات المشتركة في حلف الناتو الجنرال الأمريكي كورتيس سكاباروتي، إلى أن القوات المسلحة الروسية تعمل على تحديث نفسها، مؤكدا أنه ينبغي على الحلف أخذ ذلك في عين الاعتبار.
ونقلت شبكة «سكاي نيوز» الأمريكية عن سكاباروتي قوله: تهدف روسيا إلى تعزيز وجودها.. وتقوم بتحديث جيشها ولا أعتقد أن مثل هذه الأحداث يجب أن تعتبر غير متوقعة.. لكننا نحتاج إلى مراقبة كل هذا.
وأكد سكاباروتي أن تواجد حاملة الطائرات النووية الأمريكية «هاري ترومان» أثناء مناورات الناتو القادمة قرب النرويج، يعد «دليلا على قدرات» الحلف.
وقال: نحن مستعدون وسندافع عن الأطلسي، ويجب أن نواصل زيادة قدراتنا العسكرية والتدريب من أجل الحفاظ على الهيمنة في ما يتعلق بالقدرات العسكرية.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 14-10-2018
الرقم: 16810