(أصدقائي علماء الآثار) عنوان كتاب صدر عن الهيئة العامة السورية للكتاب للمؤلف عبدالله حجار، ب /496/ صفحة من القطع المتوسط.
يتحدث الكتاب عن شغف الكاتب بالآثار وجولاته الطويلة مع أبرز علماء الآثار… كما يتضمن أكثر من 270 لوحة، توزعت ما بين صور لأعلام وآثاريين ومؤرخين في علم الآثار, إضافة إلى صور مخططات وخرائط ومواقع التنقيب والعمل الآثاري.
وكتب حجّار في مقدمته: ابتدأ شغفي بالآثار، وأنا في الخامسة والعشرين من العمر، بلقاء جرى العام 1964 في مدينة الرقة، حيث كنت أعمل مع عالم الآثار البروفسور أندريه فينيه، أستاذ اللغة الأكادية في الجامعة الحرة في بروكسيل، كان ذلك إثر محاضرة قدّمها، جعلت (فيروس الآثار) يتغلغل في دمي. وغذّى ذلك الشغف انتسابي إلى جمعية العاديات العام 1970 وكذلك تعرفي إلى بعض الفرنسيين المهتمين بالحياة النسكية وآثار الكتلة الكلسية في شمال غربي سورية ومرافقتي لهم منذ أوائل السبعينيات من القرن العشرين في العديد من جولاتهم… إضافة إلى ذلك كان عملي في الإشراف على تنفيذ مشروع تحسين طريق حلب – الرقة بين عامي 1968-1972 في أثناء قيام حملة إنقاذ آثار حوض الفرات قبل انتهاء بناء السد قرب قرية الطبقة (الثورة) وغمر التلال الأثرية ببحيرة السد العام 1978، ما جعلني أزور تلك البعثات في أثناء عملها في تلك التلال والمواقع الأثرية، وأنشئ صداقات طيبة مع معظم رؤسائها، ومن ثم دعوتهم للحديث عن أعمالهم من على منبر جمعية العاديات والمنابر الثقافية الأخرى بحلب، مثل جامعة حلب ومديرية الثقافة وفرع نقابة المهندسين..
وهكذا كانت لي صداقات وذكريات مع هؤلاء العلماء الآثاريين، إبان فترة زادت على الخمسين عاماً، منهم من عرفتهم شخصياً، ومنهم من كانت له بصمة مباشرة أو غير مباشرة في تاريخ مدينتي حلب، رأيت أن أظهرها في هذه الصفحات لما لها من فائدة في تعريفنا بآثار بلادنا وإظهار الدور الحضاري الكبير الذي قدمته على مختلف الأصعدة والمراحل التاريخية وما قبل التاريخية للتراث الحضاري الإنساني.
يفتتح المؤلف كتابه بالحديث عن الأنتروبولوجيا وعصور ماقبل التاريخ والعصور التاريخية فقال: قبل البدء بعرض المواقع الأثرية وعلماء الآثار الذين عملوا على كشف مادُفن فيها لابد من ذكر لمحة كرونولوجية لعصور ماقبل التاريخ والتاريخية التي مرّت على سورية من تسميات ومايقابلها من السنين… ثم قدم تمهيداً عن مصطلح (الأنتروبولوجيا) الذي شرحه بأنه علم مراقبة ووصف وتفسير مظاهر سلوك الإنسان المختلفة من حيث العادات والاعتقاد والتصرف والتنظيم الاجتماعي… ثم تحدث عن عصور ما قبل التاريخ والعصور التاريخية… لتتالى بعد ذلك عرض الشخصيات المتخصصة التي عملت في البحث الآثاري والتنقيب، وقد عَمِل معها الكاتب والتقى بها وأحبها.
ومن الشخصيات التي تحدث عنها الكاتب في كتابه نذكر: البروفسور «أندريه فينيه» وهو استاذ اللغة الأكادية في جامعة بروكسل وعالم آثار كبير في تاريخ الشرق الأدنى القديم.. أحبّ سورية وأسهم في حملة إنقاذ تلال الفرات قبل غمرها في مياه السد العظيم.
يقول المؤلف:كان قدري التعرف إلى أندريه فينيه العام 1964 في أثناء عملي في مديرية مواصلات الرقة، قدم لي محاضرة وهو عائد من زيارة إلى العراق أرانا فيها نسخة من لوحين مسماريين من متحف بغداد يحملان نظريتي فيثاغورث وتالس مع برهانهما وُجدا في تل الحرمل وتل الضباعي في العراق، زرت مع الأستاذ فينيه الرصافة لأول مرة العام 1964 وشجعتني تلك الزيارة على إنشاء التسوية الترابية للطريق بطول 25كم بين قرية الثديين والرصافة حيث كانت الطريق بينهما ترابية.
الباحث رودلف دورنمان وتل الحديدي وتل قرقور: إنه محافظ متحف ميلووكي في الولايات المتحدة الأمريكية،أدار أعمال التنقيب في تل الحديدي من حوض الفرات قبل غمره بمياه بحيرة الأسد إثر إنشاء سد الطبقة الذي يقع على بعد نحو 120كم إلى الشرق من حلب على الضفة الغربية للفرات.
عرفت الباحث رودلف في أثناء عمله في تل الحديدي وقد زرته مع باقي رؤساء بعثات التنقيب العاملين في التلال المجاورة في حوض الفرات ونشأت بيننا صداقة متينة ومراسلات جعلتني بفضل إعداده أقدّم محاضرة بعنوان «عطاء سورية الحضاري» مع الشرائح المصورة في متحف ميلووكي الذي يديره في الولايات المتحدة الأمريكية وذلك في أثناء إيفادي في منحة طرقية لحساب وزارة المواصلات السورية العام 1977.
في الختام لاشك أن الكتاب يعرّف القراء بشكل أو بآخر بآثاريين ومؤرخين صنعوا تاريخاً مهماً في البحث والتنقيب عن الآثار.. وبالتالي يستحق كتاب (أصدقائي علماء الآثار) التوقف عنده والتعرف إلى شخصيات دمغت أسماؤها في ذاكرة التاريخ.
عمار النعمة
ammaralnameh@hotmail.com
التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811