ومن هم؟ أين نلمحهم وفي أيّ الروايات يسكنون؟
وعلى أيّ الجبال يقيمون؟
يقول البعض بأنهم إعجاز لغوي لا أكثر ولا أقل, ونحن نقول: بأنهم بلاغة الحياة، وكل جمال ندور من حوله ويدور من حولنا،هم شعاع الضوء المُنكسر إلى حيث ذواتنا المتألّمة حيناً..
ذواتنا التي تسأل عن تُقاة المحبة, تُقاة الجمال بكل تجلّياته وفلسفاته القابعة.. كيف نتحدث عنهم؟, كم نشتاقُ لأي حديثٍ يتحدث عنهم،يروي سيرتهم, ويوقد بعض شموعهم، ويستعير من زيتونهم زيت الأيام..
كم نشتاق أن يُزرع الوقت بأنين عطفهم، بوجد ذكراهم.. أن نزرعها برتقالاً، ونعشق جمال بياراتهم.. إنهم تُقاة المحبة، ما زلنا نسألُ عنهم في عينيّ كل طفلٍ..
يدمع الزمانُ بآهات جرحه, نبحث عنهم بين فواصل الوقت الشارد منا..
ما أجملها لغة المحبة.. ما أجمل التزيّن بوميض برقها, بشيءٍ يُشبه رعدها, يشبه ارتجاج صوتها, وهل أجمل من موسيقاه؟.. إنّها المحبة تشبه أقواس القزح وما أجمل ضوء ألوانها؟
ما أجمل رحيق وردها؟ هنا يشهق حبيباً بذكرى من أحب ويقول: ليته طحين المحبة تُخبز به كل أرغفة الحياة، أرغفة الأيام.. ليت أقمار المحبة تبزغ في مناسبة وما يليها، وترسم خطوط دوائر طولها وعرضها في كل الأفق الذي يحيط بنا..
إنهم تُقاة المحبة,تُقاة الزمن كيف حالهم،وخرائط الأرض تتبع لهم..
فجرهم نعشقه،نعشق ومضات الشوق الحالم على عطف حالهم..
ما أجملها المحبة.. وما أجمل أن يكون لها تراتيل تُهدي الشموس أولى قبلتها، هكذا نريد أن ننثر الحروف قمحاً, أن نملأ السلال الفارغات منه،من قناديل خيره.. وقناديل وقته, وما زال السؤال يبدوملحاح العطرِ يسأل عن تُقاة الجمال, وعن ابتهاج المحبة, وزيتها المكنون،وسرّها القصي..
ما زال الفكر يشرد في مبتدأ أمرهم وخبر أفعالهم, ما زال السؤال الملحاح بقرنفله البهيّ يسألُ عنهم، يسألُ عن فلسفات وقتهم, عن موصوف الجمال إذ ما لمح َ قمرهم, إذ ما لمحَ نثريات الألق التي تتحدث عنهم, وتحاول أن تلمح ودَّ عطفهم
عند النطق باسمهم تلتمع في المخيلة عدة أسئلة, وعدة أقمار يتساقط ضوؤها على أي مرمى لا نعرف, كل ما نعرفه هوذاك الصوت الذي يُسمع وينادي علينا قائلاً: وكأنه يقول: أين نحن وأين أنتم مما تتحدثون عنه الآن؟
إنه لأسم جميل «تُقاة المحبة» تُقاة من يبصرون بعين الله.. من يسيرون على الدرب المستقيم, وما أنبل لحظة الوصول.. إنها اللحظة الأقدس عندما نصل إلى مُنتهى الشيء الذي نحلم, نرسم حوله أمنيات باسقات الأشجان..
ما أجملهم تُقاة المحبة..
من يتكلمون بهذه اللغة البهية, ويعشقون كل الترانيم التي أصبحت تُلتحن بعزف القول وعذوبته التي تبدوكترياقٍ نحتاجه الآن..
نبحثُ عن بعض ينابيعه الصافية، ينابيعه التي نظمأ إلى رطب نخيلها..
إلى شعائر طيبها وريحانها, شعائر مجدها,والمقولات التي تخلّد ترانيمها بين فاصلة وأخرى،وترسمها بين شعاع المجد الإنسانيّ وبين مواثيق فصاحة قوله الأجمل, فصاحة جوهرها المرسوم حيناً..
إنهم تُقاة المحبة قد يكون اسمهم تجليّاً آخر, تجليّ من نور ما يصنعون وما يباغتون الوقت به من نبالة وسمو، وما يؤرّخون وهم الراسخون, الباقون الذين يكتبون على بوابة الحياة أنهم تُقاة المحبة..
وهم الذين ينسجون عرشها الباقي المتبقي لنا..
منال محمد يوسف
التاريخ: الأثنين 15-10-2018
رقم العدد : 16811