مع بداية مرحلة جديدة من الإدارة المحلية تبدأ غداً الأربعاء بانتخاب المجالس المحلية نعود للتذكير بحكاية المسؤول الذي كتب ثلاث رسائل للمسؤول الذي خلفه متمنياً أن يقرأ بعد مغادرته الرسالة الأولى، قرأ المسؤول الجديد الرسالة الأولى وقد جاء فيها: ابدأ هجومك عليّ وعلى قراراتي وشوه جميع ما أنجزته،
وعندما تتعب من ذلك اقرأ الرسالة الثانية، نفذ المسؤول مضمون الرسالة وبعد عدة أشهر وقد ملَّ من تنفيذ الرسالة الأولى، فتح الرسالة الثانية وقرأها وقد جاء فيها: أمدح نفسك في كل خطوة تقوم بها، أمدح طريقة كلامك وماذا ترتدي وكيف تأكل حتى تتعب عندها اقرأ الرسالة الثالثة، نفذ المسؤول الجديد مضمون الرسالة واستمر في ذلك لشهور أطول من الرسالة الأولى، فتح المسؤول الرسالة الأخيرة الثالثة، وقد جاء فيها: لقد أصبحت أيامك معدودة، فاكتب ثلاث رسائل لمن سيأتي بعدك.!
الأمر هنا يرتبط بما هو جديد لدى المجالس الجديدة وكيف ستعمل على الاستفادة من المرحلة السابقة.
والأمر أيضاً يرتبط بموضوع الإدارة والتطوير الإداري الذي كثر الحديث عنه وراحت الوزارات والمؤسسات والمنظمات تتسابق في إقامة الندوات والمحاضرات وورشات العمل وإن كنا نتفق مع كل من قال إن هذه الندوات لا تكفي وحدها.
ولا يمكن الحديث عن التنمية والإصلاح والتطوير دون الأخذ بعين الاعتبار اختيار الكوادر التي تتمتع بالخصائص التي تؤهلها لقيادة المؤسسات بجدارة وهنا دائماً يتم التأكيد على الحاجة إلى ما يمكن أن نسميه (الثقافة الإدارية) وهي ثقافة يجب أن تقوم على إدراك المسؤول أن موقعه أو منصبه ليس للتشريف وإنما هو تكليف لخدمة المواطن كما تستلزم هذه الثقافة ضرورة إدراك المواطن أن المسؤول في خدمته ولكن ضمن شروط موضوعية هي القوانين والأنظمة النافذة ولا سيما أن نجاح أي مؤسسة أو إدارة في تحقيق أهدافها وبلوغ المستوى المطلوب من التطور والازدهار في أدائها مرتبط إلى حد كبير بالقيادة الإدارية التي تشرف عليها ذلك لأن القيادة الإدارية تعتبر بمثابة الأداة المهمة والضرورية التي يتم بواسطتها تعبئة وتنسيق جهود إمكانات المؤسسة المادية والبشرية للوصول بها إلى تأدية مهامها ويتم ذلك عبر التفاعل المثمر والفعال مع العاملين في المؤسسة والقدرة على تنظيم العمل والاستثمار الأمثل لقدرات العاملين والقيام بتحديد وصياغة أهداف وسياسة واستراتيجية المؤسسة الأمر الذي يتطلب وجود المسؤول الذي يحمل المؤسسة لا أن تحمله المؤسسة كي لا يكون عبئاً عليها وعلى المواطن.
والأمر الآخر الذي لا يقل أهمية في موضوع التطوير الإداري هو وضع ضوابط وشروط لاختيار القيادات الإدارية على أساس موضوعي وليس شخصي وربما هذا هو أصل الحكاية لأن التطوير الإداري الحقيقي لا يتحقق بالتنظير.
من هنا يأتي في مقدمة أولويات المجالس الجديدة موضوع التأهيل والتدريب كي يعرف أولاً وقبل كل شيء القائد الإداري كيف ومن أين يبدأ وليس كما يقول دائماً المسؤول الجديد أنه بدأ من الصفر وبذلك يكون قد نسف كل ما أسسه الذين سبقوه.
الكنـــــز
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 16-10-2018
رقم العدد : 16812