ما بعد مهلة اتفاق سوتشي حول المنطقة المنزوعة السلاح في إدلب بدأ، لينتهي بذلك العدّ العكسي الذي أعطي لرئيس النظام التركي رجب أردوغان راعي الإرهاب والإرهابيين وضامنهم، الذي لم يستطع الاستغناء عنهم ولن يستطيع بفعل الروابط الإرهابية التاريخية التي تجمع الطرفين.
مرحلة جديدة من عمليات التحرير تنتظرها إدلب وغيرها مع رسوب أردوغان في الامتحان والوقت الإضافي والمهل إضافة لعمليات الخرق واستهداف الجيش، وباتت صافرة معركة ساعة الحسم ومكافحة الإرهاب فيها ترفع بطاقة جيشها العربي السوري، ومحاولات الإرهابيين إخفاء السلاح لاستخدامه ضد تقدم الجيش العربي السوري واضحة والألاعيب مكشوفة، والتسليم لمزاعم أردوغان لن يكون كما يحاول الترويج له أو وفقاً لادعاءاته، ومن دون تحقق وتأكّد، خاصة وأنه اعتاد لباس الغدر، يتناحر فيه مع أطماعه لاستهداف سورية كلها وليس منطقة بعينها، والدليل هو عينه التي يفقؤها شرق الفرات أو المنطقة الشرقية.
فالخيارات السورية باتت مفتوحة أكثر مع نفاد المهل، رغم أنها لم تغلق أمامها، ولكن لحقن الدماء وتقليص الخسائر قدر الإمكان، وتجاوز الخطوط أكثر زاد حدّه وتنفيس عضلات أردوغان لا بد من إجرائها وإعادتها لحجمها الطبيعي، بالتوازي مع تنفيس عضلات أميركا، التي راحت تستهدف بلدات دير الزور بالفوسفور الأبيض المحرّم دولياً، لتكشف بذلك حنقها وغيظها وغضبها من مآل مجريات الأحداث في إدلب وإفشال صراخها واستصراخها الإنساني المزعوم هناك ومواجهتها بحقيقة خوذها البيض الإجرامية بتمثيلياتها المفضوحة وضرورة إخراجها.
أمام المعركة وساعة الفصل المتأهبة، فإن الرسائل والوقائع باستعادة كل ما حاول أردوغان وأميركا وغيرهما وصلت بالتأكيد، ليس انطلاقاً من إدلب وليس انتهاء بها، ومعركة الحدود والمعابر التي تفتتح اليوم بين سورية والعراق والأردن كما لرفع العلم العربي السوري فوق معبر القنيطرة ما يثبت أن الأوراق الاستراتيجية بيد دمشق أقوى بكثير وقافلتها التحريرية مستمرة بالدوران، لاستعادة أراضيها وحقوقها من الإرهابيين وكلاء وأصلاء ولن تتوقف، كما لم يتوقف نبض عروبتها وقوميتها يوماً ولم تخرج دماؤها من جلدها العروبي لتدفع الجزية للأميركي، وهو ما كان العامل الأهم في انتصارها بمعاركها ضد سياسات العزل التي أخذت تنتحر على الحدود السورية وتتآكل غرف مُوكها ومُومها.
حدث وتعليق
فاتن حسن عادله
التاريخ: الثلاثاء 16-10-2018
رقم العدد : 16812