تفرض اللحظة الفاصلة بتداعياتها الاستثنائية حضورها على عناوين المشهد وتفاصيله لدرجة التأثير المباشر على سلوك وسياسات أطراف الحرب على سورية، خصوصاً وأن المعركة قد دخلت في الربع الأخير من الساعة.
التصعيد الاميركي الاخير الذي تمثل بالعدوان بالأسلحة المحرمة على بلدة هجين في ريف دير الزور الجنوبي الشرقي، يندرج ضمن هذا السياق، سياق تداعيات وإرهاصات اللحظة الفاصلة التي فرضت حضورها على ردود أفعال الدول والأنظمة الداعمة للإرهاب التي بدت في حالة من الهستيريا والتخبط المتصاعد خلال الأيام والاسابيع القليلة الماضية التي شهدت تحولات دراماتيكية أرخت بظلالها السوداء على تلك الأطراف، خاصة الولايات المتحدة وإسرائيل اللتان باتتا تشعران أنهما في مأزق كبير بعد انهيار منظومة الإرهاب ووصول المعركة الى خواتميها، وهو الامر الذي يثير غضب وحنق وقلق الطرفين اللذان لا يزالان يجهدان للحفاظ على الوضع الراهن لأنه في نظرهم يعطيهم الفرصة لالتقاط أنفاسهم وإعادة إنتاج إرهابييهم وأهدافهم بما يحاكي ويواكب الواقع المرتسم على الارض.
السلوك الاميركي الذي يعتبر أحد إرهاصات اللحظة يجهد لفرض إيقاعه على المشهد الميداني والسياسي، وهذا جزء من المحاولات المحمومة للولايات المتحدة لتغيير قواعد الاشتباك والعبث بالمعادلات والخرائط في ظل الاصرار الواضح على التصعيد والعدوان وعرقلة كل الحلول والاتفاقات السياسية، وهذا مؤشر واضح على وصول الاخيرة الى طريق مسدود لجهة إصراراها على دعم الارهاب والتشبث بكل الخيارات والطموحات الاحتلالية والاستعمارية والتي تبدو في تداعياتها وارتداداتها كارثية على الجميع.
مقاربة الواقع بشيء من البراغماتية هو ما تحتاجه الولايات المتحدة في هذه الظروف الاستثنائية بعيداً عن كل الخيارات والسيناريوهات الحاضرة والجاهزة في العقل الاميركي، وهذا يحتاج الى قناعة تامة بفشل المشروع الاميركي في سورية واستحالة تغيير الواقع على الارض، ذلك أن الاستمرار في هذا النهج هو دفع للأمور نحو مزيد من التسخين والتعقيد الذي قد لا تحمد عقباه.
نافذة على حدث
فؤاد الوادي
التاريخ: الثلاثاء 16-10-2018
رقم العدد : 16812