شكلت أزمة المواصلات الخانقة التي تشهدها العاصمة هاجساً كبيراً لدى الكثير من المواطنين حيث يعاود في كل يوم مشهد تجمّع الطلبة والموظفين في الشوارع الرئيسيّة، بانتظار وسيلة نقل تقلّهم إلى جامعاتهم وأماكن عملهم في ظل محدودية وقلة عدد باصات النقل الداخلي واقتصار خدمتها على الشوارع الرئيسية فقط،
إضافة لذلك فإن أعداد السرافيس غير كافية، وهي تعمل وفق أهواء ومزاجية مالكيها وأغلبها متعاقد مع رياض أطفال أو مدارس وبالتالي لا تعمل على مدار الساعة وتكاد تنعدم في أوقات معينة، ما يسبب إشكاليات يومية للموظفين وللعمال والطلاب في رحلة الذهاب والعودة وضياع الوقت وهدره في الانتظار على قارعة الطرقات ومواقف الباصات.
أزمة المواصلات من القضايا القديمة والشائكة وقد تم التطرق إليها وإلى معاناة المواطنين منها في الكثير من المؤتمرات والندوات، دون إيجاد حلول لها ما جعل الأمر يزداد تفاقماً يتسع معه حجم معاناة المواطن على مدار الأسبوع، فالتخديم السيئ والواقع المتردي لوسائل النقل والمواصلات، حرض عدداً كبيراً من أصحاب النفوس الضعيفة سواء من أصحاب السرافيس أم التكاسي على زيادة التعرفة والتلاعب في الخطوط والعدادات وابتزاز الركاب واستغلال حاجتهم دون مراعاة ظروفهم، والسؤال أين هو دور الجهات المسؤولة عن حل هذه المشكلة المستعصية وما موقفها من الازدحام والفوضى التي تحدث في المواقف وعلى الطرقات.
مشهد التجمعات بات أمراً مؤلماً، وغير محتمل أو مألوف، فانتشار المواطنين يومياً ابتداء من الساعة السابعة صباحاً وحتى نهاية الدوام الرسمي يحتاج إلى نظرة خاصة ومعالجة سريعة تتضمن اتخاذ إجراءات من شأنها أن تخفف من أزمة النقل والمواصلات كزيادة عدد الباصات والحافلات سواء الكبيرة أم الصغيرة وإيجاد طرق آمنة لانسياب حركة مرور المركبات (الخاصة والعامة) وتوحيد الرؤى والاستراتيجيات لمحافظتي دمشق وريفها فيما يتعلق بقطاع النقل وبما ينسجم مع المصور العام والمخطط الإقليمي لمدينة دمشق وما يتضمنه من خطوط سير ومحطات تبادلية مختلفة وطرق محيطية وضرورة تأمين خدمة النقل العام بين مناطق الريف والمدينة.
التنمية الاقتصادية تتوقف بشكل كبير على تطوير البنية الأساسية، وفي مقدمتها بنية النقل والمواصلات، كأحد أعمدة رأس المال المادي والذي يشكل تحسينه كماً وكيفاً مع تحسين رأس المال البشرى دعامة الارتقاء بالمجتمع.
بسام زيود
التصنيف: أروقة محلية
التاريخ: الأربعاء 17-10-2018
الرقم: 16813