هي مواقف سورية الثابتة والجوهرية، لا تحتاج إلى أي تفسيرات، كما أنها لا تقبل التأويلات، فشرق الفرات هو قبلة الجيش العربي السوري القادمة بعد إدلب، مهما تكالب المتآمرون علينا، وأوغلوا في سيناريوهاتهم وعملياتهم العدوانية.
سورية حشرت معسكر المعتدين من جديد في خانة النفاق والمزاودة السياسية عديمة الجدوى، فها هي مهلة المرحلة الثانية من اتفاق سوتشي بخصوص إدلب قد انتهت، من دون أن يفي ضامن الإرهابيين أردوغان بتعهداته، حيث لم يتم تنفيذ أي شيء من تلك النقاط التي لطالما تبجح رئيس النظام التركي بقدرته على ترجمتها في الميدان، كونه راعي الإرهابيين في إدلب، وحاميهم ومشرعن وجودهم، بل هو من يمدهم بالسلاح والذخيرة بالأساس.
وفي الناصية المقابلة أيضاً كشفت سورية الوجه الحقيقي للأميركي، بأنه المجرم دون منازع، وبأنه المسؤول عن قتل السوريين، ويرتكب المجازر المروعة ضدهم بأسلحة محرمة دولياً، وإن كان ذلك بالتناوب بينه وبين أدواته الإرهابية المجندة لهذا الغرض ممن يسمون بأصحاب الخوذ البيضاء وأمثالهم من مرتزقة مقنعة بلبوس الاعتدال، تماماً كالذي حدث في خان العسل والغوطة الشرقية، وما الجريمة الجديدة التي ارتكبها ما يسمى التحالف الدولي غير الشرعي بحق سكان مدينة هجين بدير الزور بعد استهدافهم بقنابل الفوسفور الأبيض المحظورة دولياً إلا خير دليل على كلامنا هذا.
كل شبر من أراضي سورية سيعود إلى حضن الوطن، شاء المعتدون أم أبوا.. وإدلب كغيرها من المناطق ستعود حتماً إلى سيادة الدولة السورية، سواء التزم أردوغان بتعهداته أم لا، وهو المعروف بنكثه للعهود، والوجود العدواني للقوات الأمريكية والأجنبية الموجودة بشكل غير شرعي على الأراضي السورية أيضاً سينتهي، وذلك مسألة وقت ليس إلا، فالبندقية السورية بانتظار ما ستؤول إليه معطيات الميدان وإحداثياته، وما ستفرزه طاولات التفاوض بهذا الشأن، ولكل ساعة أوامرها العملياتية.
ريم الصالح
التاريخ: الأربعاء 17-10-2018
رقم العدد : 16813