نشرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية مقالاً للصحفية «لويزا لافلاك» تقارن به بين الخطوات التي تقوم بها المجموعات الإرهابية بعد اتفاق إدلب، والمسار التي تتخذه الحكومة السورية لإعادة الحياة إلى البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن اتفاق سوتشي بشأن إدلب لم يلقَ ترحيباً من قبل الفصائل الإرهابية في إدلب، حتى مع اقتراب الموعد النهائي الذي يحتم سحب السلاح الثقيل من المنطقة المتفق عليها في المحافظة، وأضافت: لكن مع انتهاء المهلة، تؤكد المعطيات على الأرض أنه وعلى الرغم من أن كتلة من المسلحين المدعومين من تركيا قاموا بسحب أسلحتهم، إلا أن أكثر الإرهابيين تطرفاً في ادلب ما زالوا هناك مثل إرهابيي «جبهة النصرة».
وأشارت الصحيفة إلى أنه في حالة انهيار الاتفاق التركي-الروسي، فإنه بإمكان الجيش السوري شن عملية عسكرية للقضاء على الإرهابيين في إدلب.
وأكدت الصحيفة أن الأطباء المحليين والعاملين في المجال الإنساني في ادلب يتعرضون لحملة متصاعدة من الاعتقالات وعمليات الخطف والتخويف من قبل التنظيمات الإرهابية.
وفي سياق متصل كشفت صحيفة «البناء» اللبنانية تفاصيل موثوقة عن حقيقة ما يحصل في إدلب، حيث نقلت الصحيفة عن مصادرها أن الذي نُفذ هو اتفاق بعيد عن الإعلام عُقد بين تركيا و»جبهة النصرة» الرافضة لاتفاق سوتشي جملة وتفصيلاً، والرافضة لوقف القتال، مشيرة إلى أن الاتفاق قضى بتسليم «النصرة» السلاح الثقيل المعطل لتركيا ونقل جزء مما تبقى من سلاح جيد إلى مخازن خارج «المنطقة العازلة» ونشر الباقي من السلاح الثقيل في المنطقة العازلة وتشغيله بيد إرهابيي «النصرة» بإشراف من المخابرات التركية.
وأضافت الصحيفة: إن الفرز والفصل بين فئتي المسلحين، واضح أنّ تركيا لم تنفذ منه شيئاً، ولم تبلغ روسيا شيئاً يتصل بهذا الموضوع، ثم كانت مجاهرة جبهة النصرة الإرهابية بسلوكيات ومواقف تسقط الزعم التركي ضمناً.
إلى ذلك أكد زعيم حزب الشعب الجمهوري التركي المعارض كمال كليتشدار أوغلو أن رئيس النظام التركي رجب طيب اردوغان تدخل بشكل سافر في الأزمة التي شهدتها سورية وقدم كل أنواع الدعم للجماعات الإرهابية هناك وساهم في قتل الآلاف من السوريين وتهجير الملايين منهم.
وقال كليتشدار اوغلو خلال اجتماع الكتلة البرلمانية لحزبه: إن أردوغان يستخدم ورقة المهجرين السوريين داخلياً وخارجياً لخدمة مصالحه وأضاف: لقد حان الأوان لإعادة هؤلاء المهجرين إلى بلادهم ومساعدة الدولة السورية في مساعيها لإعادة إعمار ما دمره الإرهابيون وهو ما سيساعد في تحقيق الأمن والاستقرار في سورية والمنطقة عموماً.
وحول قضية القس الأمريكي برونسون الذي أوقفه القضاء التركي بتهمة علاقته بمحاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في تموز 2016 وتم إخلاء سبيله قبل أيام قال كليتشدار اوغلو: إن على أردوغان أن يقول لنا لماذا وكيف ومقابل ماذا تم اخلاء سبيل برونسون.. وبعد كل الذي قاله اردوغان ضده وضد أمريكا واتهامه بالعمالة والتجسس والخيانة والإرهاب يخرج من السجن ويذهب إلى بلاده بطائرة خاصة.
وأشار كليتشدار اوغلو إلى أن أردوغان يكذب دائماً على الشعب التركي في جميع الأمور الداخلية والخارجية» وقال: «لقد أوصلت سياسات أردوغان الخاطئة والفاشلة تركيا إلى حالة من الإفلاس السياسي والاقتصادي والمالي.
وبخصوص قضية اختفاء الصحفي السعودي جمال خاشقجي بعد دخوله القنصلية السعودية في اسطنبول لفت كليتشدار اوغلو إلى أنه «بات واضحاً أن خاشقجي قتل داخل القنصلية وهو ما تحدث عنه الاعلام الموالي لأردوغان بالتفصيل ولكن السؤال هو إذا كانت هذه التفاصيل صحيحة فلماذا لا يتخذ نظام اردوغان أي إجراء عملي ضد النظام السعودي بدل محاولة مساومته.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأربعاء 17-10-2018
رقم العدد : 16813