حلم الفنانة التشكيلية الألمانية أورسولا باهر بين ثرى وثريا دمشق أصبح أمرا واقعا ووعدا قد تحقق لسفيرة من سفراء الثقافة والفن.. سفيرة لم يتم تعيينها بمظاهر رسمية لأنها ببساطة لاتمثل أي هيئة رسمية،
حالها كحال العديد من الفنانين والأدباء الغربيين الذين ينتقدون حكومات بلدانهم المجبولة على الكذب, تلك الحكومات والتي لحسن الحظ تغفل الدقة في نسج أكاذيبها تماما كما تفعل شخصية البارون مونشن هاوزن الشهيرة في الأدب الألماني..
«أورسولا» لم يقتصر دورها الفاعل في الفن على محيط مجتمعها بل انسحب هذا الدور بشكل تلقائي نظرا لانسانيتها على العالم كله فجسدت في أعمالها الفنية أفكارها السياسية المعارضة لسياسة الغرب في شن الحروب ودعم الإرهاب، والفن بالنسبة لها صورة تقول ماهو غير محتمل ولوحاتها تقدم نقدا من خلال الفن، وماتقوله في اللوحة هو مايصمت الناس عنه – بحسب تعبيرها -..
عبرت عن كل أفكارها بالرسم وحققت آخر أحلامها بمعرض حمل عنوان (النهوض من تحت الرماد) في دار الأسد للثقافة والفنون في دمشق منددة عبر الخطوط والألوان بما يتعرض له الشعب السوري من حرب إرهابية ظالمة، موثقة بست وأربعين لوحة لتضحيات الجيش العربي السوري وشهداء الكلمة والحق، ومعاناة السوريين أمام كذب ونفاق وزيف الغرب والمتآمرين على سورية.
«أورسولا» غيّبها الموت في دمشق لكن عبق إنسانيتها ومواقفها اللافتة في الدفاع عن القضايا العادلة وحضورها المثقف وأشكال دفاعها عن حقائق الصراع في العالم العربي وصدق الفن لديها تركت أثرها الفاعل في قلوبنا وعقولنا وأكدت أن قضية الشعوب العادلة يترجمها فن راق بجماليات ومشاعر صادقة تكشف عن جغرافيا جديدة في عوالم الجمال والابداع والأوطان بغض النظر عن الأنظمة الاستبدادية والأيديولوجيات المتطرفة…
الرحمة كل الرحمة لمن آمنت وبشرّت بنصر سورية قائلة: «أنتم انتصرتم أيها السوريون لأنكم على حق وأنا قدمت إليكم لأنني أحبكم».. وبلد الشهداء يزيد في دفء تربتها دفء قلبك ورفاتك.
التاريخ: الجمعة 19-10-2018
الرقم: 16815