صحيح أن الهمة عالية والمعنويات كبيرة ودائرة التفاؤل تتسع بعد الانتصار على الإرهاب واستعادة معظم قطاعات الدولة عافيتها. وصحيح أيضاً أن كل المعطيات اللازمة للبدء بإعادة الإعمار متوفرة ولا سيما الإرادة القوية لتحقيق معادلة الانتصار والإعمار.
لكن الصحيح أيضاً أن ثمة مقومات أخرى يجب أن تكون متوافرة بالتوازي مع كل ما تقدم. ولعل من بين أولويات هذه المعطيات ما يتعلق ببناء العنصر البشري ليكون بمهنية عالية ومهارات متعددة وأداء متميز من خلال وضع برنامج تأهيل وتدريب متطور للعاملين ومراجعة آليات العمل السابقة ووضع آليات جديدة تتناسب والتحديات التي أفرزتها الحرب الإرهابية بكل مكوناتها وتتماشى مع المشروع الوطني للتطوير الإداري الذي يشكل اللبنة الأساسية لبناء سورية خلال المرحلة المقبلة. والأولوية الثانية هي وحدة القياس والتقويم الدوري للأداء.
من هنا تأتي أهمية التأكيد على تحديد وتطبيق المعايير الرقابية أو معايير الأداء وقياس الأداء الفعلي أي قياس نتائج الأعمال وتصحيح الأخطاء فيما بين النتائج الفعلية والنتائج المطلوبة وأيضاً أهمية الارتقاء بالمهام والمسؤوليات والتخلص من ثقافة الركود، والعمل باتجاه الإصلاح والتطوير الذي يضمن زيادة المنافع المادية والاجتماعية للفرد والمجتمع معاً والسؤال هنا: من هو الشخص الذي يستطيع بمواصفاته ومؤهلاته تجسيد ذلك؟ إنه الشخص الذي يتمتع بروح الفريق الواحد ولا يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة الشخصية والأخرى في العمل فالأخلاقيات الشخصية لا بد أن تتطابق مع الأخلاقيات القيادية والإدارية وينغمس في القضايا الاستراتيجية.
ولعل في مقدمة المبادئ العامة الأساسية لتطوير العمل في أي مؤسسة كما هو الحال في الرقابة والتفتيش القيام بالخطوات الرئيسية لتطوير العمل بدءاً من تكافؤ الفرص بين العاملين والابتعاد عن المحسوبيات في اختيار المفاصل الإدارية، ووضع هيكلية إدارية جديدة تتضمن وضع برامج للتنمية الإدارية للعاملين والاستخدام الأمثل للكوادر البشرية.
من هنا تأتي أهمية تأكيد دور المؤسسات الاقتصادية والمنظمات والنقابات من خلال التنسيق والاستفادة من الخبرات المتوفرة واستثمارها في عملية التطوير والتأهيل وتشكيل فرق عمل لتوسيع دائرة المشاركة في عملية الإعمار على قاعدة أن الإعمار مسؤولية الجميع ومن أجل الجميع.
يونس خلف
التاريخ: الثلاثاء 23-10-2018
رقم العدد : 16817