مسؤولية الجميع..!

صحيح أن الهمة عالية والمعنويات كبيرة ودائرة التفاؤل تتسع بعد الانتصار على الإرهاب واستعادة معظم قطاعات الدولة عافيتها. وصحيح أيضاً أن كل المعطيات اللازمة للبدء بإعادة الإعمار متوفرة ولا سيما الإرادة القوية لتحقيق معادلة الانتصار والإعمار.
لكن الصحيح أيضاً أن ثمة مقومات أخرى يجب أن تكون متوافرة بالتوازي مع كل ما تقدم. ولعل من بين أولويات هذه المعطيات ما يتعلق ببناء العنصر البشري ليكون بمهنية عالية ومهارات متعددة وأداء متميز من خلال وضع برنامج تأهيل وتدريب متطور للعاملين ومراجعة آليات العمل السابقة ووضع آليات جديدة تتناسب والتحديات التي أفرزتها الحرب الإرهابية بكل مكوناتها وتتماشى مع المشروع الوطني للتطوير الإداري الذي يشكل اللبنة الأساسية لبناء سورية خلال المرحلة المقبلة. والأولوية الثانية هي وحدة القياس والتقويم الدوري للأداء.
من هنا تأتي أهمية التأكيد على تحديد وتطبيق المعايير الرقابية أو معايير الأداء وقياس الأداء الفعلي أي قياس نتائج الأعمال وتصحيح الأخطاء فيما بين النتائج الفعلية والنتائج المطلوبة وأيضاً أهمية الارتقاء بالمهام والمسؤوليات والتخلص من ثقافة الركود، والعمل باتجاه الإصلاح والتطوير الذي يضمن زيادة المنافع المادية والاجتماعية للفرد والمجتمع معاً والسؤال هنا: من هو الشخص الذي يستطيع بمواصفاته ومؤهلاته تجسيد ذلك؟ إنه الشخص الذي يتمتع بروح الفريق الواحد ولا يعيش أخلاقيات مزدوجة إحداها في حياته العامة الشخصية والأخرى في العمل فالأخلاقيات الشخصية لا بد أن تتطابق مع الأخلاقيات القيادية والإدارية وينغمس في القضايا الاستراتيجية.
ولعل في مقدمة المبادئ العامة الأساسية لتطوير العمل في أي مؤسسة كما هو الحال في الرقابة والتفتيش القيام بالخطوات الرئيسية لتطوير العمل بدءاً من تكافؤ الفرص بين العاملين والابتعاد عن المحسوبيات في اختيار المفاصل الإدارية، ووضع هيكلية إدارية جديدة تتضمن وضع برامج للتنمية الإدارية للعاملين والاستخدام الأمثل للكوادر البشرية.
من هنا تأتي أهمية تأكيد دور المؤسسات الاقتصادية والمنظمات والنقابات من خلال التنسيق والاستفادة من الخبرات المتوفرة واستثمارها في عملية التطوير والتأهيل وتشكيل فرق عمل لتوسيع دائرة المشاركة في عملية الإعمار على قاعدة أن الإعمار مسؤولية الجميع ومن أجل الجميع.

 

يونس خلف

 

التاريخ: الثلاثاء 23-10-2018
رقم العدد : 16817

آخر الأخبار
ذكرى الكيماوي في الغوطتين.. جرح مفتوح وذاكرة عصيّة على النسيان قلب شجاع من تل أبيض ينال التكريم.. أبو عبدالله يثبت أن الإنسانية أقوى من المستحيل   مدير منطقة حارم يزور كلية الشرطة ويقدر جهودها في تخريج دفعة مكافحة المخدرات   بين الدخان واللهيب..  السوريون يكتبون ملحمة التضامن 6000 هكتار مساحة حرائق ريف حماة     طفولة بلا تعليم.. واقع الأطفال النازحين في سوريا   حلب تبحث عن موقعها في خارطة الصناعات الدوائية  الرئيس الشرع يصدر المرسوم 143 الخاص بالمصادقة على النظام الانتخابي المؤقت لمجلس الشعب مدير المخابز لـ"الثورة": نظام إشراف جديد ينهي عقوداً من الفساد والهدر زيادة غير مسبوقة لرواتب القضاة ومعاونيهم في سوريا  الشيباني يبحث مع نظيره اليوناني في أثينا العلاقات الثنائية وقضايا مشتركة عاملة إغاثة تروي جهودها الإنسانية في سوريا ريف دمشق تستعيد مدارسها.. وتتهيأ للعودة إلى الحياة حماية التنوع الحيوي وتحسين سبل العيش للمجتمعات المحلية في البادية تحسين واقع الثروة الحيوانية في القنيطرة استئناف الصفقات الضخمة يفتح آفاقاً أوسع للمستثمرين في سوريا    اتوتستراد درعا- دمشق.. مصائد الموت تحصد الأرواح  تفريغ باخرة محملة بـ 2113 سيارة في مرفأ طرطوس وصول باخرة محملة بـ 7700 طن من القمح إلى مرفأ طرطوس تحميل باخرة جديدة بمادة الفوسفات في مرفأ طرطوس اليوم شوارع حلب بين خطة التطوير ومعاناة الأهالي اليومية