اعتادت الحكومة السورية على فتح ممرات إنسانية طوال فترة العدوان الإرهابي الغربي على البلاد، فلم تحاصر منطقة تواجد فيها الإرهابيون بصورة كاملة، بل كانت تبقي على ممرات مفتوحة وآمنة تمكن المواطنين من الخروج من مناطق تواجد المسلحين لتأمين احتياجاتهم.
واليوم تفتح الحكومة أكثر من ممر آمن حول إدلب في منطقة الاتفاق الروسي الإيراني التركي لتسمح لكل من يرغب في الانتقال إلى منطقة الأمان والاستقرار، فما المتوقع من ردود أفعال المجموعات المسلحة الإرهابية أو تلك غير المصنفة إرهابية؟
لا يختلف الأمر عن التجارب والمرات السابقة، فكل مواطن يرغب في الانتقال إلى الأمان والخروج من سيطرة الإرهابيين سيقابل بالقتل بداية وفي أفضل الأحوال بالاعتقال مع أهله وذويه وكل من يلوذ به، مع اتهامات بالخيانة تصل حد القتل وفق شريعتهم، شريعة الغاب المتوحشة والمتخلفة الحاقدة.
الغريب في الأمر أن الغرب الاستعماري يغلق عيونه ويصم آذانه ويقطع ألسنته ويعمي بصيرته أمام هذه الحال، ففي الحين الذي يطالب بفتح ممرات إنسانية لتأمين حياة المدنيين، فإن ذلك يعني بالنسبة إليه تأمين تمويل الإرهابيين تحت هذه الذريعة ومدهم بالمال والسلاح، وما المساعدات الغذائية التي يدخلها إلا ويقصد إيصالها إلى المجموعات الإرهابية وحدها، أما الأكاذيب الإعلامية التي نسمعها، إنما تبقى فهي للاستهلاك المحلي، قبل أن تنكشف حقيقة الحكومات الغربية المعتدية أمام شعوبها، لتحاسبها حين يأتي الاستحقاق.
نقش سياسي
مصطفى المقداد
التاريخ: الثلاثاء 23-10-2018
رقم العدد : 16817