في كانون الثاني لعام 2015 كانت محافظة دمشق اصدرت قراراً بنقل جميع ورشات تصليح السيارات من وسط العاصمة الى منطقة حوش بلاس الصناعية ،وبين (مد وجزر) على مدى السنوات الثلاث الماضية لم نشهد للمشكلة حلاً حتى الآن وبقيت لعبة (القط والفأر) بين المحافظة وأصحاب هذه الورشات هي المشهد السائد دون أن يبدو للحل الناجع أفق واضح.
ويبدو أن الوعود التي أطلقتها المحافظة ذهبت أدراج الرياح بشأن إفراغ منطقة زقاق الجن في حي البرامكة الموقع الرئيسي لتجمع تلك الورشات، بل ان هذه الورشات عادت هذه الايام بنشاط أكثر زخماً إلى أرصفة المنطقة فسدت كل المنافذ على المارة في إمكانية المشي على الرصيف إضافة للعرقلة المرورية التي يحدثها العدد الكبير من السيارات التي توقفت للإصلاح على جانبي الطريق، ناهيك عن الحالة المزرية للشوارع المحيطة بالمكان نتيجة لتلوثها بشحوم وزيوت السيارات وشكوى القاطنين في المنطقة من الضجيج الذي يحدثه تجمع هذه الورشات.
وللعلم فإن معظم هذه الورشات قدمت من الريف القريب وعلى الرغم من تحرير كامل الريف الدمشقي من رجس الارهاب وعودة سكانها الى القسم الاكبر منه الا ان هذه الورشات بقيت تعمل داخل العاصمة، ونستغرب لم لا تقوم محافظة دمشق بالزام هذه الورشات بشكل فعلي بالعودة الى مناطقها تاركة شوارع وأرصفة المدينة تضيق ذرعاً بإزعاجاتها .
المشكلة قديمة تتجدد باستمرار وكنا تناولناها مراراً وتكراراً نظراً للإشكالات الكثيرة التي تخلقها تلك الورشات في أماكن وجودها وزيادة شكاوى القاطنين من الازعاجات التي تسببها، الا أن جواباً شافياً لم يردنا لحلها ، وبات القرار الذي صدر منذ سنوات عديدة بنقل ورشات إصلاح السيارات كما لمسنا حبراً على ورق، كما هو حال العديد من القرارات التي تصدرها بعض الجهات المعنية لتبقى الأمور تراوح في مكانها بينما التصريحات والتبريرات تكاد تزكم أنوف المواطنين بها عما تم وماسيتم إنجازه!!!.
ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 2-11-2018
الرقم: 16826