كي لا نخسر حمام القرماني!!

تعدّ المعالم التاريخية والأثرية الذاكرة البعيدة التي تختزل فيها الشعوب ماضيها التليد، كما تعد أهم مرتكزات عملية الترويج السياحي، واستقطاب السياح، ولاسيما عشاق التاريخ الذين عندهم حب ثقافة الاطلاع على حضارات قديمة، لمحاولة فهم الحاضر.
ومن يضاهي دمشق العاصمة الأقدم في تاريخ البشرية، التي تزخر بمكنون حضارات لاحصر لها، ليس ابتداءً من قلعتها الشامخة والجامع الأموي وأبوابها السبعة الشهيرة، مروراً بأسواقها التاريخية وقصر العظم وضريح صلاح الدين الأيوبي، وليس انتهاءً بخاناتها وبيمارستاناتها وكنائسها ومقاماتها الدينية وحماماتها المشهورة التي كان يتسابق المعماريون القدماء في زخرفتها وإكسائها، حتى أضحت تلك الحمامات أحد المعالم التاريخية، حيث يعتبر حمام «القرماني» أشهرها بقبابه الاثنتي عشرة، التي تتربع على مساحة تصل إلى 500 متر مربع في موقع مميز وسط العاصمة شرق ساحة المرجة.
من يعاين اليوم هذا الحمام الشهير الذي يعود للعصر المملوكي يرَ كمية الغبن التي أحاقت به كمعلم أثري كان من المفروض أن يكون معلماً سياحياً بامتياز، ولاسيما أنه يجاور المدينة القديمة، ولكن بعد أن قامت محافظة دمشق في عام 2006 بهدم ما يسمى «السوق العتيق» المجاور له انكشف الحمام وأصبح عرضة بشكل أكبر للتعديات والتأثيرات التي أضرت بأجزاء منه، وأصبحت جدرانه مكاناً لرمي الأوساخ من قبل المرتادين للحديقة التي يتوسطها، إضافة للأضرار التي لحقت به نتيجة لتشييد مقسم مجاور لمجمع يلبغا.
ولعل الخطر الأكبر الذي يتهدد هذا الحمام الأثري أن «تنظيم شرقي المرجة «وهذا يضع إشارة استفهام كبيرة جداً لم يلحظ رصد وجود الحمام عند وضع المصور، حيث تم وضع ثلاثة مقاسم مكانه تماماً والمخاوف تزداد بأن يحصل أصحاب المقاسم مستقبلاً على حكم قضائي واجب التنفيذ بهدم الحمام للبناء في مكانه، وليصبح ذاك المعلم الأثري أثراً بعد عين، كما حصل للعديد من المعالم التاريخية في دمشق وغيرها من المدن السورية.

ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 14-2-2020
الرقم: 17193

آخر الأخبار
سوريا تشارك في "القمة العالمية للصناعة" بالرياض  حفرة غامضة في درعا تشعل شائعات الذهب.. مديرية الآثار تحسم الجدل وتوضّح الحقيقة داء السكر .. في محاضرة توعوية  استراتيجية المركزي 2026–2030.. بناء قطاع مالي أكثر توازناً وفاعلية سوريا ولبنان.. من الوصاية والهيمنة إلى التنسيق والندية انتشار أمني واجتماع طارئ.. إجراءات في حمص لاحتواء التوترات بعد جريمة زيدل سوريا الجديدة في مرآة الهواجس الأمنية الإسرائيلية من أماكن مغلقة إلى مؤسسات إصلاحية.. معاهد الأحداث تعود إلى الخدمة برؤية جديدة الطاقة الشمسية خارج الرقابة.. الجودة غير مضمونة والأسعار متفاوتة خريطة الترميم المدرسي في سوريا.. 908 مدارس جاهزة وألف أخرى قيد الإنجاز دمشق تستضيف اجتماع لجنة النقل في "الإسكوا" لأول مرة منذ أكثر من 15 عاماً سوق السيولة.. خطوة تدعم الاستقرار النقدي وزارة التربية تحدد مواعيد التسجيل لامتحانات الشهادات العامة لدورة 2026 عودة اللاجئين.. استراتيجية حكومية تعيد بناء الثقة مع الدولة سوريا والتعاون مع منظمة حظر الأسلحة الكيميائية... مسار لا رجعة عنه إعادة تفعيل البعثة السورية لدى منظمة حظر الأسلحة..السفير كتوب لـ"الثورة": دمشق تستعيد زمام المبادرة ... رئيس الأركان الفرنسي يؤكد ضرورة الاستعداد للحرب لبنان وسوريا يتجهان نحو تعاون قضائي مشترك تفعيل البعثة الدائمة.. كيف تطوي سوريا صفحة "الرعب" ومحاسبة مجرمي "الكيميائي"؟ الأردن يعزز التنسيق مع سوريا لمواجهة تحديات إقليمية