بعد ثماني سنوات من العدوان الأطلسي على سورية الذي اجتمعت فيه 60 دولة تدعم الإرهاب، وبعد أن حضر(س300)، كسلاح فعال مضاد للأهداف الجوية التي منها ما هو إسرائيلي، يخرج دبلوماسي أميركي (جيمس جيفري) يتمنى على روسيا أن تغلق عينيها عن استهداف الكيان الصهيوني لمواقع سورية ( باسم المصلحة الوجودية لإسرائيل) التي انخرطت منذ عام 2011 بالتدخل جواً إلى جانب الجماعات الإرهابية.
ربما أراد هذا الدبلوماسي الذي لا يفهم مقولة (إذا لم تستح فاصنع ما شئت) أن يتسبب من جديد بإسقاط طائرة روسية جديدة، ولعله بعد قليل سيطلب من روسيا أن تغض الطرف أيضاً عن (الطائرات المسيرة) التي هاجمت القواعد الروسية في سورية، حيث صدرت بيانات روسية تعلن أن وزارة الدفاع الروسية أمرت باستهداف أي طائرة استطلاع أميركية تقوم بتوجيهها. أليس مقابل الوقاحة الأميركية هناك الحق الأخلاقي في أن تسقط كل الأهداف المعادية؟
ولئن خرجت شخصيات مثل جيفري في السيرك الدبلوماسي والسياسي الأميركي فإنه ترتسم في محور المقاومة وحلفائه ابتسامات ناجمة عن شعور بالنصر، لأن الجميع يعرف لماذا يتصرف شخص كهذا بعد معرفة العالم أن حلف أميركا لم يعد يقوى على المواجهة، ولا أحد سيلقي له بالاً بعد اليوم، وفي الطرف الآخر من ذاك السيرك تقرير البنتاغون بشأن (نية) القضاء على داعش مضافاً إليه ظهور أهداف أخرى للإدارة الأميركية منها وبكل الصلف الأميركي التأثير في نتائج الحرب وأكذوبة تحقيق الاستقرار في مناطق شمال شرق سورية، فحضرت الوقاحة مرة أخرى!
أميركا تريد هي وتركيا أيضاً حماية إرهابيي إدلب، ويبدو أن أميركا تحشد في المنطقة وحضور محور المقاومة وحلفائه أعظم، وقرار الاتحاد الروسي من مجمل التسريبات هو الانتشار في المتوسط بحراً، رداً على واشنطن التي تعد العدة للدفاع عن إرهابييها في شمال غرب سورية والذين رفضوا مغادرة المناطق العازلة المعينة في محافظات إدلب وحماة وحلب واللاذقية.
الجيش العربي السوري والجيش الروسي حذرا الإرهابيين في شمال غرب سورية من انتهاكهم لاتفاقية سوتشي 17 أيلول.
منير الموسى
التاريخ: الجمعة 9-11-2018
الرقم: 16832