كثيرون لم ينتظروا إشارة أي طلب للقيام بما يجب أن يقوموا به.. فبصيرة اندفاعهم كانت أقوى من اتجاه أي بوصلة تجاه الواجب وما يمليه عليه الضمير المحرك لما تراه العين حين تتبدل الظروف ويحيك المتآمرون ما خططوا له من ويلات لزعزعة استقرار البلد وتبديد ثرواته .
في المحن والملمات دائما هناك صورة مثلى للخير وفعل الخير يجسده أفراد وجماعات كما يمثل فعل الشر ناسه وأدواته والفرق شتان بين الاثنين بالتأكيد .
لقد عكس السوريون غيريتهم وألوان عطاءاتهم بأشكال مختلفة على مستوى الوطن ،غالبيتهم امتلك الإحساس العالي بالمسؤولية والرؤية الصحيحة وبعد النظر حين بدأ الآخر يهاجم الجسد الوطني بكل انواع السموم والأفكار المستوردة والأمراض الاجتماعية القاتلة .
تصدوا بروحهم وعقولهم وجسدهم وعملهم لكل الشوائب . اخترعوا كل مفردات التحدي على المستويات كافة رغم استغلال من عماهم الطمع ممن أجروا ضميرهم الغائب وزايدوا في ساحات الفوضى على النصب والاحتيال والسرقة والنهب بما ملكت يمينهم .
في المقابل كان شرفاء الوطن من مختلف الأعمار صغارا وكبارا ،رجالا ونساء ،ذكورا وإناثا يتقنون ويتفننون بكيفية سد الفجوات وترميم الجروح المادية والمعنوية..التي أثخنت حرارتها الوجوه وليعطوا للإنسانية وجهها المشرق من خلال أعمال تطوعية نبيلة ترقى الى مستوى الوطن في المحبة والتقدير والعطاء السخي للنفوس الكريمة والسواعد القوية والعقول النيرة التي أبدعت وما زالت تبدع وتعلي البنيان ..
تطوعوا خيرا وأنجزوا بناء يحمل اسم سورية الشعب والوطن .بوركت جهود كل من آمن أنه قادر على العطاء ولم يقصر بالجهد والبذل والتضحية دون مقابل وانتظار الشكر ..فأعمالهم عنوان بريدهم .
غصون سليمان
التاريخ: الاثنين 12-11-2018
الرقم: 16834