جولة تصعيد أم نوبة جنون؟

تحالف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة يَرتكب مجازر مُتكررة في ريف مدينة دير الزور، يَستهدف بالغارات والاعتداءات بشكل مُركز ومُتكرر مناطق بعينها،
في الوقت الذي يتحرك فيه الدواعش في محاولة لتسجيل اختراقات مُحددة لا هدف للاعتدءات الأميركية سوى تهيئة الأرض والظروف لهم، لعودتهم إليها مجدداً كذراع إرهابية ثقيلة لها تتيح هوامش مناورة من بعد إفلاس لم تعترف به حتى الآن.
نظام أردوغان يتحرك من خلال الميليشيات الإرهابية التي تأتمر بأمره على أكثر من محور مُخالفاً بذلك التعهدات التي قطعها على نفسه في اتفاق آستنة، ما يعني أنه يُنفذ انقلاباً على الاتفاق أو يَشرع عملياً بالتنصل من الالتزامات والاستحقاقات المفروضة عليه كطرف ضامن للتنظيمات والمجموعات الإرهابية في محافظة إدلب ومحيطها وصولاً إلى ريف حلب الذي يتقاطع مع ريف إدلب وتنتشر فيه فصائل إرهابية ترفع الرايات ذاتها.
بالتزامن، وعلى التوازي يُسجل الميدان حركة أخرى للتنظيمات الإرهابية ذاتها في ريف محافظة حماة، في مُحاولة يائسة أُخرى لتسجيل اختراقات هناك، فهل لذلك من تفسير سوى أنّ أمرَ عمليات أميركي جديد قد صدر بالتصعيد، ليَشمل المناطق إياها من دير الزور إلى حلب وإدلب وحماة؟.
جولةُ تصعيد جديدة هي ما تُريدها واشنطن بتوقيت الهزيمة الكاملة التي باتت قاب قوسين أو أدنى، ولهدف سياسي قد لا تكون واضحة مَعالمه حالياً لكن سرعان ما ستكون واضحة ومكشوفة بحصاد الخيبة الذي سيُعبر عنه الأميركيون ذاتهم فضلاً عن بقية الأدوات، ذلك أنه ما من بنك للأهداف العدوانية إلا وسيُقفل أو يَتهدّم على رؤوس العاملين فيه والمؤيدين لنظريته وفرضياته.
هي جولة تصعيد ربما بالمفهوم الأميركي لها ما لها من أهداف وغايات، غير أن الجيش العربي السوري لن يَدعها تُبصر النور، ولن يسمح بتحقيق أيّ منها، بل إنّ صحوة قواتنا المسلحة بالتأكيد ستَجعل من نتائجها ترتد على الرأس المُدبر -واشنطن- وعلى الأدوات المُنفذة والمُمولة والداعمة، لتَتَسبب لها بنوبة جنون عاجلة تَليق بالحمقى الذين ما زالوا يُراهنون على وهم العودة للسيطرة على بقعة جغرافية تُستغل على موائد السياسة!.
أردوغان كشخص، وكأداة في المشروع الأميركي، وكرأس للنظام الإخواني الذي يُجيد النفاق والكذب، بالاستنتاج، يبدو أنه كان دائماً لا يَستوعب الدرس من أول مرة، وإنما بالتكرار، بل حتى على مبدأ التكرار يبدو أنه لم يتعلم شيئاً من درس حلب، ولا من الدروس الأخرى، وقد لا يتعلم حتى بعد الحصة الدرسية في إدلب التي تُوشك على بداية قد لا تترك له خيار الخروج أو الانسحاب بمَوعظة ومن دون مَوعظة في النهاية!.

  علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 12-11-2018
الرقم: 16834

آخر الأخبار
الأمن السوري يلقي القبض على طيار متهم بجرائم حرب الوزير أبو قصرة يستقبل وفداً عسكرياً روسياً في إطار تنسيق دفاعي مشترك العراق يعلن تعزيز الحدود مع سوريا وإقامة "جدار كونكريتي" أستراليا تبدأ أولى خطواتها في "تعليق" العقوبات على سوريا بين إدارة الموارد المائية والري "الذكي".. ماذا عن "حصاد المياه" وتغيير المحاصيل؟ شراكة صناعية - نرويجية لتأهيل الشباب ودعم فرص العمل تطوير المناهج التربوية ضرورة نحو مستقبل تعليميٍّ مستدام لجنة التحقيق في أحداث الساحل تباشر عملها بمحاكمات علنية أمام الجمهور ٥٠ منشأة صناعية جديدة ستدخل طور الإنتاج قريباً في حمص الإعلام على رأس أولويات لقاء الوزير مصطفى والسفير القضاة وزير الإدارة المحلية والبيئة يوجه بإعادة دراسة تعرفة خطوط النقل الداخلي سجن سري في حمص يعكس حجم الإجرام في عهد الأسد المخلوع ميشيل أوباما: الأميركيون ليسوا مستعدين لأن تحكمهم امرأة لجنة السويداء تكسر الصمت: التحقيقات كانت حيادية دون ضغوط الضرب بيد من حديد.. "داعش" القوى المزعزعة للاستقرار السوري من الفيتو إلى الإعمار.. كيف تغيّرت مقاربة الصين تجاه دمشق؟ انفتاح على الشرق.. ماذا تعني أول زيارة رس... تفعيل المخابر والمكتبات المدرسية.. ركيزة لتعليم عصري 2.5 مليار يورو لدعم سوريا.. أوروبا تتحرك في أول مؤتمر داخل دمشق مغترب يستثمر 15 مليون دولار لتأهيل جيل جديد من الفنيين بعد زيارة الشيباني.. ماذا يعني انفتاح بريطانيا الكامل على سوريا؟