تحالف العدوان الذي تقوده الولايات المتحدة يَرتكب مجازر مُتكررة في ريف مدينة دير الزور، يَستهدف بالغارات والاعتداءات بشكل مُركز ومُتكرر مناطق بعينها،
في الوقت الذي يتحرك فيه الدواعش في محاولة لتسجيل اختراقات مُحددة لا هدف للاعتدءات الأميركية سوى تهيئة الأرض والظروف لهم، لعودتهم إليها مجدداً كذراع إرهابية ثقيلة لها تتيح هوامش مناورة من بعد إفلاس لم تعترف به حتى الآن.
نظام أردوغان يتحرك من خلال الميليشيات الإرهابية التي تأتمر بأمره على أكثر من محور مُخالفاً بذلك التعهدات التي قطعها على نفسه في اتفاق آستنة، ما يعني أنه يُنفذ انقلاباً على الاتفاق أو يَشرع عملياً بالتنصل من الالتزامات والاستحقاقات المفروضة عليه كطرف ضامن للتنظيمات والمجموعات الإرهابية في محافظة إدلب ومحيطها وصولاً إلى ريف حلب الذي يتقاطع مع ريف إدلب وتنتشر فيه فصائل إرهابية ترفع الرايات ذاتها.
بالتزامن، وعلى التوازي يُسجل الميدان حركة أخرى للتنظيمات الإرهابية ذاتها في ريف محافظة حماة، في مُحاولة يائسة أُخرى لتسجيل اختراقات هناك، فهل لذلك من تفسير سوى أنّ أمرَ عمليات أميركي جديد قد صدر بالتصعيد، ليَشمل المناطق إياها من دير الزور إلى حلب وإدلب وحماة؟.
جولةُ تصعيد جديدة هي ما تُريدها واشنطن بتوقيت الهزيمة الكاملة التي باتت قاب قوسين أو أدنى، ولهدف سياسي قد لا تكون واضحة مَعالمه حالياً لكن سرعان ما ستكون واضحة ومكشوفة بحصاد الخيبة الذي سيُعبر عنه الأميركيون ذاتهم فضلاً عن بقية الأدوات، ذلك أنه ما من بنك للأهداف العدوانية إلا وسيُقفل أو يَتهدّم على رؤوس العاملين فيه والمؤيدين لنظريته وفرضياته.
هي جولة تصعيد ربما بالمفهوم الأميركي لها ما لها من أهداف وغايات، غير أن الجيش العربي السوري لن يَدعها تُبصر النور، ولن يسمح بتحقيق أيّ منها، بل إنّ صحوة قواتنا المسلحة بالتأكيد ستَجعل من نتائجها ترتد على الرأس المُدبر -واشنطن- وعلى الأدوات المُنفذة والمُمولة والداعمة، لتَتَسبب لها بنوبة جنون عاجلة تَليق بالحمقى الذين ما زالوا يُراهنون على وهم العودة للسيطرة على بقعة جغرافية تُستغل على موائد السياسة!.
أردوغان كشخص، وكأداة في المشروع الأميركي، وكرأس للنظام الإخواني الذي يُجيد النفاق والكذب، بالاستنتاج، يبدو أنه كان دائماً لا يَستوعب الدرس من أول مرة، وإنما بالتكرار، بل حتى على مبدأ التكرار يبدو أنه لم يتعلم شيئاً من درس حلب، ولا من الدروس الأخرى، وقد لا يتعلم حتى بعد الحصة الدرسية في إدلب التي تُوشك على بداية قد لا تترك له خيار الخروج أو الانسحاب بمَوعظة ومن دون مَوعظة في النهاية!.
علي نصر الله
التاريخ: الاثنين 12-11-2018
الرقم: 16834