رغم الشـرور المتطايرة في كل اتجاه.. رغم رايات العدوان والتعدي التي تخفق على مدار الكرة الأرضية.. رغم استمرار القتل والخراب والتدمير في الحياة والحضارة البشريتين… رغم ذلك كله.. ثمة ضوء يكفي لتشكيل حلم كالوهم -ولا يزيد- عن مشاريع، أو هي أقل من أن تكون مشاريع، ربما مجرد هلوسة بصوت عالٍ لحلول سلمية..
حول سورية.. حول ليبيا… حول اليمن… حتى حول غزة التي حمي الوطيس فيها.. هناك مشاريع مزعومة للسلام..
هذا الكلام ليس بلا أرضية.. بل له مبرراته.. فقد طالت الحروب على المنطقة وشعوبها.. وهي غارقة بالحصار.. والعالم (الغرب الاستعماري تحديداً) ليس بساهٍ عنها.. بل ممعن في رسم خرائط يحاول من خلالها تحقيق مصالحه التي تقف وراء كل ما جرى وما يمكن أن يجري.
لكنه..
يواجه كثيراً اختلال الحسابات بين السرايا والدرايا.. وتكاد القضية (قضية الحرب والسلام في بلدان العالم الثالث) وقد عاد يستحق هذا الاسم، تفلت من يديه وعليه أن يعيد الحسابات.. ولا سيما الحسابات التي لم تستطع أن تحسمها الحروب واعتداء الغرب الاستعماري الدائم مستخدماً أقذر الأسلحة بما فيه الإرهاب..
لذلك وليس لغيره.. بدأت تظهر تنغيمات على وتر السلام.. بل بدأت تظهر علامات أولية لاحتمال توترات ضمن هذا الغرب نفسه.. هناك خلافات جدية حول ايران والخليج وفلسطين وغيرها..
ذلك كله وحتى اليوم لا يمكن التعويل عليه والركون له.. لا للسلام ولا لفك الحصارات.. لكن يمكن انتظاره.. وسيخسر من يضع السلاح..؟!.
السلام… نعم.. وهو الحل الأفضل.. لكن من المؤكد أنه حتى هذه النغمة الضعيفة الخجولة.. حول مشاريع للسلام.. ما كانت لتكون لولا بنادق المقاتلين في كل مكان وبشكل خاص جداً في سورية واليمن..
إن جنحوا للسلم نجنح لها.. لكن.. يجب أن نضمن قاعدته التي هي استمرار شعورهم بلا جدوى العدوان.
أسعد عبود
AS.ABBOUD@GMAIL.COM
التاريخ: الأربعاء 14-11-2018
رقم العدد : 16836