الملخص: لم يك مستغرباً أن نتائج آلية تعامل سلطات الاحتلال الصهيوني مع الصحفيين المشاركين في مسيرة التضامن مع الصحفيين الفلسطينيين أمام حاجز مكنديا، ولم يك مستهجناً إصابة نقيب الصحفيين الفلسطينيين بقنبلة دخانية مع عدد من الصحفيين المشاركين في المسيرة السلمية ونقلهم إلى المستشفى لتقلي العلاج، فالآلية التي يتعامل بها العدو الصهيوني مع أبناء فلسطين معروفة وقديمة، فهو يستخدم أعتى الأسلحة وأشدها فتكاً أمام تحرك طفل صغير، فكيف سيكون حاله وهو يرى صحفيي العالم يجتمعون في رام الله ويتحركون مجتمعين في مسيرة إلى أحد الحواجز ليعلنوا من هناك أنهم متضامنون مع الصحفيين والإعلاميين الفلسطينيين ومع الشعب الفلسطيني.
سلطات الاحتلال تصاب بالذعر والخوف وتعيش حالة قلق كبير وهي ترى عدسات الكاميرات تقترب منها، وما هي تلك العدسات؟ إنها كاميرات تسجيل صحفيين قدموا من معظم دول العالم يجمعون بطاقاتهم الصحفية والنقابية ويرفعونها وهم يتقدمون باتجاه نقطة التماس مع العدو الصهيوني الذي يفقد أعصابه وينهال عليهم بمئات القنابل الدخانية، القنابل المسيلة محاولاً منعهم من الوصول إلى الحاجز ونقل معاناة الفلسطينيين في التنقل والمرور عبر الحواجز الصهيونية.
يقع الصهاينة في شرك شر أعمالهم فهم بسلوكهم العدواني والقمعي يسقطون أكذوبتهم التاريخية وتبجحهم بحجم الحرية والديمقراطية في كيانهم العدواني، فأمام عشرات الصحفيين القادميين من آسيا وأوروبا وأميركا الجنوبية وإفريقيا وأستراليا، وخاصة من أوروبا الغربية يكشفون حقيقتهم العدوانية القائمة على القمع واستخدام العنف أمام أي تحرك إعلامي لا يوجد فيه غير عدسات الكاميرات وميكروفونات النقل وأقلام الصحفيين وأوراقهم.
يسقط الصهاينة أمام أجهزة الإعلام العاملة في الدول التي تساند عدوانهم وتدعم سياساتهم القائمة على قمع حرية الصحافة والصحفيين، فيأتي الإعلاميون من بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وغيرها ليقدّموا شهادات تدحض كلّ الأكاذيب التي ساقها الإعلام الصهيوني في دول الغرب والولايات المتحدة الأميركية وغيرهما.
وبالمقابل فإن العالم يكتشف أن الصحفي الفلسطيني يقف تحت نار الصهيوني تماماً كما كان الصحفي السوري يقف تحت نار الإرهابي، فكما يهاجم الصحفيون الفلسطينيون في أماكن عملهم هوجم الإعلاميون السوريون في أماكن عملهم من قبل المجموعات الإرهابية، كما أنهم استهدفوا في منازلهم وفي أكثر من موقع، وكما قامت سلطات الاحتلال بقصف مقرات عمل الصحفيين الفلسطينيين وقنواتهم الفضائية، فإن المجموعات الإرهابية قامت بأكثر من عدوان على المحطات والقنوات السورية. فكانت الجريمة الكبرى في منطقة دروشا، حيث تم الهجوم على قناة الإخبارية السورية وتدميرها وقتل جميع من كان فيها إضافة إلى وضع عبوات ناسفة وتفجير مقر الهيئة العامة للإذاعة والتلفزيون لمرتين متتاليتين، فضلاً عن الهجوم الإرهابي على المركز الإذاعي والتلفزيوني في حلب ودرعا ودير الزور وإدلب وغيرها.
إنها يد الإرهاب وآلته الواحدة وسلوكه الواحد لا يختلف من مكان لآخر، فالصهيونية مركز الإرهاب ومنبعه، منها انطلقت عمليات عصابات شتيرن وأرغون وكاهانا وغيرها وفيها تستمر آلية العدوان من خلال تنظيمات داعش والنصرة وقبلها القاعدة وقبلها الإخوان المسلمون فإن اختلفت المسميات والأشكال لكن الأصل واحد.
وهكذا نرى قوة الرباط والحبل الذي يربط ما بين واقع الصحفي الفلسطيني بمواجهة سلطات الاحتلال الاستيطاني الصهيوني الباغية وبين واقع الصحفي السوري في مواجهة الإرهاب، ويبقى سجل الشهداء مفتوحاً على قوائم تضم المزيد من الأسماء مادام الإرهاب موجوداً وما دامت قوى البغي الصهيوني متواجدة فوق الأرض الفلسطينية المحتلة.
مصطفى المقداد
التاريخ: الاثنين 19-11-2018
الرقم: 16839