انحسار مفاعيل الاستلاب

الملخص: اعتادت الولايات المتحدة الأميركية في القرارات المنعزلة أن تجمع بعض الدول «المكروية» التي لا تستطيع العين أن تلحظها على خريطة العالم، كي لا تبقى اللوحة الأممية حكراً عليها دون سائر دول العالم مع ربيبتها إسرائيل، لكنها هذه المرة بدت عاجزة عن ضمان تصويت تلك الدول معها، وبدت عارية أمام المجتمع الدولي، في أكثر القرارات الدولية التي تحوز الإجماع العالمي، لتبقى أميركا في دائرة هيمنتها التي بدت أنها تعاني تآكلاً سياسياً قد يكون الأكثر حضوراً ووضوحاً.
فالتصويت بأغلبية ساحقة على اعتبار أن الإجراءات الإسرائيلية في الجولان العربي السوري المحتل باطلة، لم يكن الأول ولا هو الأخير بالتأكيد، لكنه في هذا التوقيت وبعد التطورات العاصفة التي شهدتها المنطقة يمثّل رسالة بالغة في السياسة، كما أنها أكثر بلاغة في الدلالة على أن المحاولات الإسرائيلية ومعها الأميركية باءت بالفشل في استغلال الظرف السياسي، وأن المشهد ووضع الجولان العربي السوري المحتل لا يمكن أن تعدّل فيه السنوات، وأن الحق السوري البيّن في استرجاع الجولان لا يمكن أن يتغيّر بالتقادم.
على أن الأهم يبقى السياق السياسي الذي جعل أميركا تقف وحدها في صف الاحتلال، وحتى عدد الدول التي امتنعت عن التصويت قد انخفض عن السنوات الماضية، في إشارة واضحة وصريحة إلى أن النفوذ الأميركي بدأ ينحسر، وحالة الاستلاب التي اعتادت أميركا أن تستبيح عبرها الموقف الدولي تواجه ارتباكاً عبرت عنه السياسات الأميركية في ظل إدارة ترامب على نحو غير مسبوق، وتسجل تراجعاً لا بد أن يترك ارتداداته على مشهد التعاطي الأميركي مع الملفات الدولية، والتهور الذي بات السمة الأكثر بروزاً في ذلك التعاطي.
على المقلب الموازي كانت إسرائيل تواجه مأزقاً متجدداً في محاولاتها الرامية لتوظيف الدعم الأميركي باتجاهات خارج سياقها الطبيعي، والاستفادة من أجواء الاستباحة الأميركية للحقوق العربية، وتحديداً ما يختص منها بالقضية الفلسطينية وما يتم الترويج له عبر ما يسمى «صفقة القرن»، خصوصاً بعد أن مررت نقل السفارة الأميركية للقدس المحتلة، وبنت على ذلك ما اعتبرته ظروفاً مؤاتية للاتجاه نحو المباشرة بخطوات يُستشف منها التمهيد لضم الجولان السوري المحتل، حيث كان الإجماع الدولي صفعة للسياسة الإسرائيلية بعد الصفعة التي تلقتها من خلال إجهاض مخططها لتهويد الأراضي العربية المحتلة بما فيها الجولان عبر الانتخابات الباطلة، عندما رفض أهالي الجولان المشاركة فيها واضطرت سلطات الاحتلال إلى إلغائها.
بهذا المعنى كان التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة تصويتاً مباشراً على رفض سياسة الحماية الأميركية لإسرائيل، وتحدياً لسياسة الاستحواذ على المنظمة الدولية، وفي قراءة إضافية فشلاً ذريعاً للتحشيد الأميركي الذي سبق مشروع القرار، والذي كان طقساً من طقوس السياسة الأميركية فيما يخص إسرائيل، تمارس خلاله الاستلاب والهيمنة، ولا تتردد في استخدام أساليب الابتزاز والمساومة الرخيصة تهديداً ووعيداً، لكنها على ما يبدو فقدت جزءاً من مفاعيلها، في أولى المؤشرات العملية على تآكل الهيمنة.. والقادم سيكون أعظم..!!
a.ka667@yahoo.com

 

 بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
التاريخ: الاثنين 19-11-2018
الرقم: 16839

آخر الأخبار
الرئيس الشرع يفتتح الـدورة الـ 62 من معرض دمشق الدولي:لطالما احتلت الشام المراكزَ المرموقةَ بين دول ... وزير الاقتصاد والصناعة يزور عدداً من أقسام معرض دمشق الدولي بمشاركة سوريا.. انطلاق المؤتمر الـ20 لرؤساء أجهزة الدفاع المدني في بغداد وزير المالية: إيقاف تراخيص شركات التأمين والتمويل العقاري لمراجعة شاملة محليات معرض دمشق الدولي يستقبل أولى الوفود الرسمية والعربية خطوة نوعية طال انتظارها.. قرار التربية بعودة الكوادر المفصولة إلى أعمالها سوريا وبريطانيا تبحثان العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون الاقتصادي دمشق في معرضها ال٦٢ تفتح نوافذها الاقتصادية للشراكات والاستثمارات "موتكس خان الحرير 2025".. بين الفرصة والتحدي من مرفأ طرطوس.. تحميل باخرة بنحو 7 آلاف رأس من الغنم إلى السعودية "سيريانا الخير" تقدم مساعدات طبية لمستشفى إزرع الوطني متابعة حملة "أبشري حوران" في الصنمين عبد القادر طحان: من سوريا نصدّر المستقبل "الدفاع المدني" يشارك في المؤتمر العربي للحماية المدنية في بغداد معرض دمشق الدولي.. البوابة الجديدة لسوريا اقتصادياً ولإعادة الإعمار وزير الاقتصاد يستقبل نظيره التركي للمشاركة في فعاليات المعرض معرض دمشق الدولي.. لقاء المحلي والعالمي وعيون على استثمارات واتفاقيات سوريا والبنك الدولي يبحثان التعاون في مجالات التنمية وإعادة الإعمار "سامز" تعزز قدرات الكوادر الطبية في دير الزور عودة الألق للمرافئ وقطاع النقل البحري