بمشاركة سورية .. مؤتمر الوحدة الإسلامية يبدأ أعماله في طهران.. دعم دول المقاومة.. ومحاربة الإرهاب واجتثاث جذوره الفكرية
انطلقت في طهران أمس فعاليات مؤتمر الوحدة الإسلامية الدولي بنسخته الثانية والثلاثين بمشاركة 350 شخصا من 100 بلد بينها سورية
وبحضور رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي.
وفي سياق كلمته أمام المؤتمر دعا الرئيس الإيراني حسن روحاني الدول الإسلامية إلى الوحدة والتكاتف والتضامن من أجل تحقيق الانتصار على الصهاينة وأميركا، لافتا إلى أن المسلمين في النهاية سينتصرون بلا شك.
وشدد روحاني على وجوب أن تكون وحدة المسلمين استراتيجية وليست آنية معددا مقومات الوحدة بين المسلمين، ومعربا في الوقت ذاته عن استعداد إيران للدفاع عن الجزيرة العربية وتحقيق الأمن والاستقرار فيها.
ولفت روحاني إلى الظروف الصعبة التي تمر بها المنطقة في ظل المحاولات الأمريكية المتواصلة لفرض الهيمنة الأمر الذي يشكل أساس الخلاف معها، مشيرا إلى أن منظمة الأمم المتحدة بنيت على أساس القوة العسكرية حيث أن من يتفوق من ناحية القوة تكون له كلمة الفصل، معتبرا أن البلدان الخمسة التي لها حق الفيتو تمتلك سلاحا أكثر فتكا وتدميرا.
ونوه روحاني بصمود الشعبين السوري والعراقي في مواجهة الإرهاب وانتصار الشعب الإيراني على الغطرسة الغربية، مؤكدا أن إيران لا تشكل خطرا على أحد بل تحرص على الوقوف بجانب دول المنطقة العربية والإسلامية.
وانتقد الرئيس الإيراني الاتفاقية التي توصل إليها النظام السعودي مع أمريكا والبالغة قيمتها 450 مليار دولار وصفقة السلاح المتضمنة 110 مليارات دولار متسائلاً: هل يتصورون بأن هذه الاتفاقية ستضمن أمنهم؟ في حين كان جواب الأميركيين على ذلك أنهم يحلبون البقرة الحلوب وأن أمنهم لن يستمر أكثر من أسبوعين من دون الأميركيين. مضيفاً: من الأفضل لهم أن يطلبوا من أسيادهم أن يحترموهم ظاهريا على الأقل أو أن لا يقبلوا من أسيادهم الإهانات المســتمرة.
وتطرق روحاني إلى جريمة قتل الصحفي السعودي المعارض جمال خاشقجي في قنصلية بلاده في اسطنبول واصفا إياها بأنها «مبعث للخجل»، مشيرا أيضا إلى العدوان السعودي المستمر على الشعب اليمني.
بدوره أكد رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام الشيخ الدكتور محمد توفيق رمضان البوطي أن تحرير القدس المحتلة وتطهيرها يبدأ من الوحدة الإسلامية.
وقال البوطي في كلمته أمام المؤتمر: إن واجب الأمة اليوم أن تبحث عن المحور الجامع والوجهة الواحدة والمتمثل بتطهير القدس من العدو الجاثم على صدرها وتحريرها من أسر الصهاينة، منبها إلى أن أي جهد يصرف بغير السعي في سبيل ذلك يشكل إمعانا في طريق الفرقة والتمزق وخدمة للعدو المتربص بنا جميعا.
وأوضح البوطي أن سبل تطهير القدس وتحريرها تبدأ باجتماع الكلمة وتحرير الإرادة الإسلامية من هيمنة قوى البغي من أن تصادرها لصالح برامجها ومخططاتها.
وقال رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام: دعونا نبحث عن تعريف لحقيقة الإرهاب الذي يهدد الأمم والشعوب في كل أنحاء العالم أليست الممارسات الصهيونية ضد الشعب الفلسطيني كل يوم تطرفا وإرهابا أليس التدخل بشؤون دول ذات سيادة دون موافقة منها وإنزال قوات فيها من أسوأ أنواع الإرهاب، داعيا المؤتمر إلى أن يضع في أهدافه معالجة ظاهرة التطرف والإرهاب في كشف مصادرها ومخاطرها واجتثاث الجذور الفكرية والسياسية لها.
وشدد البوطي على أن التنظيمات الإرهابية التي تمارس القتل والتدمير في سورية وغيرها باسم الإسلام خطر تجب محاربته بحزم وقال: إن أخطر ما يعيق مسيرنا وتطور أمتنا وتصحيح الرؤية نحو قضايانا ومصالحنا ظاهرة التطرف والفكر التكفيري الإقصائي والذي تصنعه جهات خارجية وتصدره إلى بلادنا وتروج له أدواتها عندنا.
وأضاف البوطي: إن التطرف يولد الإرهاب الذي غدا خطرا يهدد الجميع والتطرف بكل أنواعه ومصادره سواء كان سياسيا أو ليبراليا أو دينيا هو خطر على البشرية وقد وظفت جهات معروفة لاستثماره ضد الإسلام.
وأكد البوطي أن المسؤولية الدينية المترتبة على الشعوب والحكومات الإسلامية تفرض البحث عن نقاط الاتفاق وترسيخها وتجذيرها وجعلها أساسا تجتمع عليه أمتنا تحقيقا لوحدتها وسيادة قرارها ولمصالحها المتمثلة بخدمة الموقف ووحدة القرار والتعاون على ما فيه خيرها ودفع غوائل الشر عنها محذرا من أن تبعية العالم الإسلامي لمراكز القوى تشكل مزلق قدم إلى الهوان وضياع المصالح وسببا للخسارة.
وجدد رئيس مجلس اتحاد علماء بلاد الشام دعوة علماء الأمة إلى العمل على تجاوز كل خلاف يدور حول أمور جزئية لأن الاختلاف حولها يضيع الكليات والثوابت كما دعا القيادات السياسية إلى السعي من خلال وحدة الكلمة لما يحقق العزة والكرامة والقوة والازدهار.
وأعرب البوطي في ختام كلمته عن أمله بأن يؤدي المؤتمر إلى نتائج فعلية وجادة في جمع كلمة الأمة وتوحيد جهودها لمزيد من التعاون والتضامن في سبيل تطوير بلادنا نحو التقدم العلمي والحضاري والصناعي ومعالجة أخطر ما ينبغي معالجته وهو تحرير القدس من أسر المجرمين الصهاينة.
إلى ذلك اعتبر أمين عام المجمع العالمي للتقريب بين المذاهب الإسلامية محسن اراكي في كلمة له ان الرسائل التي يوجهها مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران هي وحدة الأمة الإسلامية وهزيمة مشروع التكفير إضافة إلى هزيمة أمريكا في مواجهة جبهة المقاومة.
وأشار اراكي إلى أن رسائل المؤتمر تتضمن أيضا انتصار الجمهورية الإسلامية الإيرانية على أمريكا ولا سيما أنها اليوم أكثر شموخا في مواجهة المؤامرات الأمريكية وإعلان هزيمة الهيمنة الامبريالية الأمريكية على العالم إضافة إلى دعم ومساندة الدول المقاومة للإرهاب الأمريكي الصهيوني السعودي ومنها الشعب الفلسطيني واليمني وجميع شعوب العالم المضطهدة.
من جهته حذر الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية في العراق نوري المالكي في كلمته من سياسة التطبيع مع الكيان الصهيوني مؤكدا أنها مؤامرة خطرة على الشعوب العربية.
وأكد المالكي أهمية وقوف جميع القوى الوطنية للدفاع عن فلسطين ضد الاحتلال الإسرائيلي الهمجي وإيقاف جرائمه ومواجهة فتاوى التكفير والتطرف والعمل على حل أزمات المنطقة مشيرا الى ان موجة الإرهاب يقف خلفها الكيان الصهيوني والجماعات الإرهابية التكفيرية وفتاوى الوهابية.
وتنشط خلال المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام عشر لجان بما فيها لجنة المقاومة وحق العودة ولجنة دور فلسطين والقدس الشريف في الحضارة الإسلامية ولجنة الوقوف بوجه الاستسلام.
وتتخلل المؤتمر الذي حضر افتتاحه السفير السوري في طهران الدكتور عدنان محمود إقامة معارض مختلفة وكذلك الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.
التاريخ: الأحد 25-11-2018
الرقم: 16844