نطاق الاحتجاجات يتسع.. و«السترات الصفراء» ترفض خطاب ماكرون
فرنسا تنتظر يوم سبت خامس .. والشرطة تتوعد المتظاهرين بسلاح سري!!
وكالات – الثورة:
تتجه الأنظار إلى فرنسا يوم السبت المقبل وسط حالة من الترقب الحذر لما يمكن أن يحدث خلال الاحتجاجات المقررة، بينما ينتظر الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون وحكومته على صفيح ساخن تحسبا من تفاقم الأوضاع أكثر وانقلاب الشارع الفرنسي بشكل كامل ضده.
فالضغوط المتزايدة باتت تثقل كاهل ماكرون مع تواصل الحركة الاحتجاجية الشعبية المناهضة له واتساع نطاقها لتصل إلى طلاب المدارس الثانوية الذين خرجوا أمس مجددا إلى شوارع العاصمة باريس للتنديد بإجراءات الحكومة حول نظام القبول في الجامعات الفرنسية، وسط تهديد جديد من قبل شرطة ماكرون باستخدام سلاح سري لقمع «السترات الصفراء».
وفي التفاصيل رفضت حركة «السترات الصفراء» تقديمات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، واعتبرت الخطاب الذي أدلى به مساء أمس الأول عن الإصلاح الاقتصادي غير مقنع وغير كاف.
ونقلت صحيفة لوموند الفرنسية – على موقعها الإلكتروني أمس عن عدد من أعضاء الحركة قولهم: تقديمات ماكرون غير كافية.. يعطي الفتات للفرنسيين.
وأكدت الحركة أنها ستواصل احتجاجاتها في العاصمة باريس ومدن أخرى حتى تلبية مطالبها، والتي تضم قائمة بـ40 مطلبا تم إرسالهم في وقت سابق إلى وسائل الإعلام المحلية.
وأعلن العديد من المحتجين عزمهم على الاستمرار في قطع الطرقات وإقامة السواتر ولا سيما عند المستديرات، ودعوا إلى «فصل خامس من التعبئة السبت المقبل في جميع أنحاء فرنسا، ليكون خامس يوم سبت على التوالي يشهد تحركات على المستوى الوطني منذ انطلاق الحركة في 17 تشرين الثاني.
وسعى ماكرون في أول كلمة للشعب بعد أسوأ احتجاجات تشهدها فرنسا منذ سنوات، إلى استعادة الهدوء بعد الثبوت بأن أساليبه السياسية وسياساته الاقتصادية أدت إلى تصدع البلاد.
هذا وقد شهدت باريس أمس مظاهرات شارك فيها أعداد كبيرة من الطلاب في يوم أطلقوا عليه اسم «الثلاثاء السوداء» ورفعوا فيها شعارات تطالب بـ «إصلاح نظامي القبول في الجامعات الفرنسية والشهادة الثانوية» وذلك في تحرك احتجاجي جديد يضاف إلى الأزمة السياسية الحادة التي يواجهها ماكرون.
الاحتجاجات الطلابية جاءت بدعوة من نقابة الاتحاد الفرنسي لطلاب المدارس الثانوية وقوبلت بقمع الشرطة الفرنسية التي اعتقلت عددا من الطلاب المتضامنين مع حركة «السترات الصفراء» الاحتجاجية في الوقت الذي أقرت فيه وزارة التعليم الفرنسية بأن 170 مدرسة ثانوية شهدت اضطرابات وتوقف 60 منها عن العمل.
في الأثناء أفادت مجلة «ماريان» الفرنسية بأن شرطة مكافحة الشغب الفرنسية تحتفظ بسلاح سري قادر على إيقاف زحف متظاهري «السترات الصفراء» وطرحهم أرضا حتى وإن كانوا يرتدون أقنعة.
وقالت المجلة في مقال لها، إن القوات الفرنسية ستلجأ إليه كآخر حل إذا شعرت بأن الأمور بدأت تخرج عن السيطرة. وأضافت أن المدرعات التي نزلت إلى شوارع باريس كانت تحمل ذلك السائل، مشيرة إلى أن كل مدرعة بإمكانها أن ترش السائل على مساحة شبيهة بمساحة ملعب كرة قدم.
ونقلت مجلة «ماريان» الفرنسية تصريحات مسؤول أمني رفيع المستوى، حيث قال «من حسن الحظ أننا لم نبلغ تلك المرحلة».
وأكد المسؤول أن قوات الدرك الوطنية في باريس جهزت مركباتها المدرعة بالسلاح السري لاستخدامه في حال خرجت الأمور عن السيطرة، دون الكشف عن طبيعة السائل أو مواصفاته.
وتأتي هذه التقارير بعد أن أخفقت الغازات المسيلة للدموع التقليدية ورشاشات المياه في وقف آلاف المتظاهرين بالعاصمة الفرنسية باريس.
هذا وقد اعتقلت قوى الأمن الفرنسية 4523 شخصا منذ أن بدأت حركة «السترات الصفراء» احتجاجاتها منتصف تشرين الثاني الماضي، حسبما أفادت قناة «BFMTV» التلفزيونية نقلا عن مصادر أمنية.
بالتوازي قتل أربعة أشخاص وأصيب 11 آخرون بحادث إطلاق نار في وسط مدينة ستراسبورغ الفرنسية
ونقلت «رويترز» عن مصدر أمني فرنسي قوله إن حادث إطلاق النار وقع بالقرب من سوق عيد الميلاد وسط المدينة.
وأكدت الشرطة الفرنسية أنه تم تحديد هوية منفذ الهجوم، ولا يزال البحث عنه مستمرا، حيث تمكن المهاجم من الفرار من المكان. وحسب المعلومات التي أوردتها الشرطة، فإن منفذ الهجوم معروف لدى الشرطة لنشاطه الإجرامي في الماضي.
وتم فتح تحقيق في الحادث، وتتعامل الشرطة الفرنسية مع الهجوم كعمل إرهابي. ولا تزال دوافع المهاجم مجهولة.
***
بريكست» يرفع وتيرة المطالبات بحجب الثقة عن ماي
وكالات – الثورة :
تستمر أزمة اتفاق بريكست بالتفاقم في الداخل البريطاني خصوصاً وفي أوروبا بشكل عام , وسط حالة من الضبابية والغموض تكتنف المشهد السياسي إزاء ماستؤول إليه الأمور جراء التجاذبات الحاصلة , في وقت تواجه فيه رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أزمة سياسية جديدة مع تصاعد حدة الخلافات داخل حكومتها وانقلاب عدد كبير من النواب ضدها وتقديمهم رسائل لحجب الثقة عنها وسط تأييد أعضاء في مجلس العموم البريطاني لاستفتاءٍ ثانٍ على عضوية الاتحاد الأوروبي أو إجراء تصويت شعبي , فيما بات الاقتصاد البريطاني مهدداً بشكل جدي في حال خروج بريطانيا من دون اتفاق .
النائب في حزب المحافظين البريطاني ستيف بيكر انضم إلى قائمة النواب المعادين لـ ماي الذين قدموا حتى الآن 26 رسالة لحجب الثقة عنها بعد إعلانه لهيئة الإذاعة البريطانية أمس أنه إذا لم تتمكن الحكومة البريطانية من المضي قدماً في اتفاق بريكست, يؤسفني أن أقول أن السبيل الوحيد لتغيير السياسة هو تغيير رئيسة الوزراء , وأعتقد بالفعل أن من واجبها أن ترحل.
والقانون الداخلي لحزب المحافظين ينص على جمع 48 صوتاً نيابياً محافظاً كي تتم الدعوة إلى تصويت حزبي للبت في حجب الثقة عن ماي أو استمرارها في المنصب , ومع تقديم بيكر رسالة بهذا الشأن يصبح عدد النواب 27 في الوقت الذي تتخبط فيه رئيسة الوزراء البريطانية لإتمام اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
ماي كانت أرجأت أول أمس تصويتاً برلمانياً على خطتها بشأن الانسحاب من التكتل الأوروبي بعدما بات واضحاً أن البرلمان لن يمررها , فيما تشير كل المؤشرات إلى أنها كانت ستمنى بهزيمة كبيرة في التصويت , فيما أعلن متحدث باسم رئاسة الحكومة البريطانية أمس أن اتفاق بريكست سيطرح لتصويت النواب البريطانيين قبل الـ 12 من كانون الثاني المقبل.
قرار ماي الذي جاء عشية الموعد المحدد لإجراء التصويت فتح الباب أمام مجموعة من النتائج المحتملة التي تتراوح بين خروج بريطانيا من الاتحاد دون اتفاق أو إبرام اتفاق في اللحظة الأخيرة قبل أسابيع من الموعد المقرر للانسحاب في الـ29 من آذار المقبل أو إجراء استفتاءٍ ثانٍ على الخروج.
من جهته رئيس المفوضية الأوروبية جان كلود يونكر أعلن أمس أن الاتحاد الأوروبي مستعد لتقديم مزيد من التوضيحات لبريطانيا بشأن اتفاق الخروج منه , إلا أنه لن يعيد التفاوض على المعاهدة أو البروتوكول الخاص بها المتعلق بالحدود الأيرلندية معرباً عن استغرابه لعدم قدرة /ماي/ الحصول على الموافقة في مجلس العموم على الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع الاتحاد الأوروبي الشهر الماضي.
يونكر جدد التأكيد على أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه هو الاتفاق الأفضل والوحيد , مشيراً إلى أنه ليس هناك أي مجال لإعادة التفاوض , في حين دعا رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك إلى قمة أوروبية الخميس المقبل في بروكسل تخصص لملف بريكست , رافضاً بدوره التفاوض مجدداً حول اتفاق في هذا الصدد بين الاتحاد وبريطانيا.
إلى ذلك أكدت وزيرة الشؤون الأوروبية في فرنسا ناتالي لوازو أمس أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه مع لندن لخروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي هو الاتفاق الوحيد الممكن وأن الاتحاد يجب أن يستعد لبريكست من دون اتفاق.
وأشارت وكالة فرانس برس إلى أن لوازو قالت قبل اجتماع مع نظرائها في الاتحاد الأوروبي غداة قرار رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي إرجاء تصويت البرلمان على الاتفاق الذي كان مقرراً أمس : نحن قلقون جداً إزاء إرجاء التصويت , قدمنا الكثير من التنازلات للتوصل إلى هذا الاتفاق ولسنا مسؤولين عن الوضع السياسي البريطاني.
وأكدت لوازو أن القادة الأوروبيين سيناقشون هذا الوضع أثناء القمة المقبلة , موضحةً : إن مسؤوليتنا هي الاستعداد لبريكست من دون اتفاق لأنها فرضية غير مستبعدة مع أنها خبر سيء جداً للمملكة المتحدة وستكون له تداعيات على فرنسا.
***
إسبانيا تهدد كتالونيا..
وتظاهرات طلابية في ألبانيا
وكالات – الثورة:
حذر وزير الداخلية الإسباني، فرناندو غراندي مارلاسكا، من ظهور احتجاجات إقليم كتالونيا مجددا إلى السطح، حتى لا تنتشر عدوى احتجاجات «السترات الصفراء» في باريس إلى الإقليم الذي ينتابه الكثير من التوتر.
وقال وزير الداخلية الإسباني إنه سيرسل الشرطة الوطنية إلى كتالونيا إذا لم تبذل السلطات المحلية مزيدا من الجهد لإيقاف الاحتجاجات مثل الاحتجاج الذي أغلق طرقا سريعة رئيسية في مطلع الأسبوع.
واتهم غراندي مارلاسكا شرطة كتالونيا المحلية بالتقاعس في منع المحتجين المطالبين بالاستقلال، من إغلاق طريق إيه بي-7 لما يزيد عن 15 ساعة يوم السبت.
وسيثير تدخل الشرطة الوطنية الجدل في الإقليم الواقع شمال شرقي البلاد، والذي تديره حكومة محلية وتشير نتائج استطلاعات الرأي به إلى أن نحو نصف السكان يريدون الانفصال عن إسبانيا.
وستعيد إلى الأذهان أيضا قرار مدريد إرسال فرقة كبيرة من الشرطة الوطنية في أيلول العام الماضي، بعد أن دعت حكومة كتالونيا إلى إجراء استفتاء على الاستقلال وصفته إسبانيا بأنه غير قانوني.
وكتب وزير الداخلية الإسباني لنظيره في كتالونيا رسالة مفتوحة في وقت متأخر من مساء أول أمس قال فيها :يجب أن تتعامل الشرطة الإقليمية مع مظاهر الإخلال بالنظام العام والأمن المروري مثلما حدث في الأيام القليلة الماضية، مضيفا: إذا لم يحدث ذلك ستأمر الحكومة بتدخل شرطة البلاد.
وكان رئيس وزراء إسبانيا الجديد، بيدرو سانتشيث، الذي وصل إلى السلطة في حزيران، قد قال إنه مستعد لإجراء استفتاء على مزيد من الحكم الذاتي وتعهد بتقديم خطط تفصيلية للبرلمان اليوم الأربعاء.
إلا أن غراندي مارلاسكا قال إنه يجب أن توضح السلطات المحلية إن بمقدورها الحفاظ على النظام والحيلولة دون تكرار احتجاجات يوم السبت.
وخرج الآلاف من طلاب الجامعات في البانيا أمس في مظاهرة هي الأكبر منذ بدء تحركهم الأسبوع الماضي احتجاجا على ارتفاع رسوم الجامعات.
واحتشد الطلاب المتظاهرون أمام وزارة التعليم وانضم إليهم طلاب من مدن أخرى ومن مدارس ثانوية في العاصمة تيرانا ورفعوا لافتات تطالب بخفض رسوم الجامعات مهددين بتصعيد احتجاجاتهم ما لم يتم تنفيذ مطالبهم. وتضمنت مطالبهم خفض الرسوم إلى النصف ورصد ميزانية أكبر للتعليم وتمثيل أفضل في الجامعات.
بدوره وجه رئيس الوزراء الالباني ايدي راما دعوة الى التحلي بالهدوء مطالبا المحتجين ببناء جسر تواصل مع الحكومة.
كما خرجت مظاهرات في مدن أخرى في ألبانيا احتجاجا على الفقر وارتفاع أسعار الوقود وقام البعض بسد الطرقات. وتبلغ رسوم الجامعات العامة التي تضم نحو 110 آلاف طالب بين 160 و2560 يورو وهو مبلغ كبير في هذا البلد الفقير الذي يبلغ معدل الأجور فيه نحو 350 يورو.
التاريخ: الأربعاء 12-12-2018
رقم العدد : 16858