«السترات الصفراء» تُجهز على شعبية ماكرون.. فرنسا تستثمر هجوم ستراسبورغ باستعطاف مواطنيها لوقف احتجاجاتهم غداً!!
بدأت حكومة الرئيس الفرنسي مانويل ماكرون تترنح تحت وطأة الغضب الشعبي المتصاعد، ولم تشفع التنازلات التي قدمها ماكرون حتى الآن بتهدئة الشارع الفرنسي،
الذي يرى بتلك التنازلات مجرد فتات لا تغني أو تسمن، ولم تجد السلطات الفرنسية بدا من استعطاف الجماهير الغاضبة لحثها على وقف احتجاجاتها المقررة يوم غد السبت، وفق ما سبق لحركة «السترات الصفراء» وأعلنت، وتحاول حكومة ماكرون استثمار الهجوم الإرهابي الذي وقع مؤخرا في ستراسبورغ في التأثير على الفرنسيين لكي يوقفوا احتجاجاتهم ولكن عبثا.
فقد حثّ الممثل الرسمي للحكومة الفرنسية بنيامين غريفو أعضاء حركة «السترات الصفراء» على عدم تنظيم تظاهرات يوم غد السبت، بسبب إنهاك قوى الأمن وعملية ستراسبورغ الإرهابية.
ودعت حركة «السترات الصفراء» لمواصلة تنظيم الاحتجاج والقيام بتظاهرات جديدة يوم غد السبت.
وقال غريفو على أثير قناة «سي نيوز» التلفزيونية: الغضب تم التعبير عنه، و نطلب أن يكونوا متعقلين يوم السبت، وألا يتظاهروا.
وفي الوقت نفسه، أشار المسؤول الحكومي إلى أن السلطات الفرنسية لم تتخذ في الوقت الحالي قرارا بحظر التظاهرات يوم غد وقال: في الوقت الحالي نحن نقول إنه من غير الحكمة تنظيم التظاهرات الآن، لقد أنهكت قوى الحفاظ على القانون والنظام إلى حد كبير في الأسابيع الأخيرة، ولا سيما في عطلة نهاية الأسبوع الماضي، وكذلك بالنظر للأحداث الأخيرة والهجوم الإرهابي الذي وقع في ستراسبورغ.
وبدأت احتجاجات حركة «السترات الصفراء» العفوية، التي تعارض على وجه الخصوص الزيادة في أسعار البنزين في فرنسا، يوم 17 تشرين الثاني الماضي، احتجاجا على زيادة الضرائب وارتفاع أسعار الوقود والنقل، ورافقت هذه الاحتجاجات الجماهيرية اشتباكات جرت بين المتظاهرين ورجال الشرطة، وأعمال شغب وحرق سيارات وتدمير متاجر وبنوك.
هذا وانخفض تصنيف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى 20%، وذلك على خلفية احتجاجات «السترات الصفراء».
ووفقاً لاستطلاع أجرته شركة ايبوس بناءً على طلب صحيفة بوينت شعبية الرئيس الفرنسي، مع الأحداث، إلى الحد الأدنى منذ تولي رئاسته.
وكانت نتائج الاستطلاع الشعبي على النحو التالي: أظهر 20% من المشاركين في الاستطلاع، قيّموا تصرفات ماركون بالإيجابية أي أقل بنسبة 6% عن الشهر الماضي، فيما 76% من المشاركين يقيّمون عمله بالسلبي، أي أكثر من الشهر الماضي، حيث شكلت النسبة 70%.
بالتوازي أطلقت الشرطة الفرنسية، مساء أمس عملية أمنية خاصة في حي نويدرف بستراسبورغ بحثا عن منفذ الهجوم المسلح الذي ضرب سوق عيد الميلاد وسط المدينة الثلاثاء وأودى بحياة 3 أشخاص.
ونقل تلفزيون «BFM» الفرنسي أن الشرطة تشن عملية واسعة في الحي، حيث تم انتشار العديد من عربات قوات الأمن في الشوارع لمنع حركة السيارات والمشاة وإخلاء المنطقة.
وأظهرت اللقطات المصورة التي بثتها «BFM» مجموعة ضباط مسلحين من قوات «RAID» للنخبة منتشرة على طول الحي أمام بعض المنازل في الشارع فيما فرض الآخرون طوقا حول المنطقة.
وبحسب القناة، فإن العملية التي تشنها قوات الأمن عادية وتأتي ضمن التحقيق الجاري ولا يتوقع أن يتم خلالها اعتقال المشتبه به في تنفيذ الهجوم.
وفي سياق متصل، ذكرت النيابة الفرنسية أن قوات الأمن احتجزت حتى هذه اللحظة 5 أشخاص ضمن التحريات في القضية، فيما أفادت في وقت سابق بتوقيف والد وشقيقي المشتبه به.
وتعرضت سوق عيد الميلاد وسط ستراسبورغ، مساء الثلاثاء، لعملية إطلاق نار أسفرت عن مقتل 3 أشخاص وإصابة 11 آخرين نفذها مسلح ولاذ بالفرار.
وذكرت تقارير إعلامية أن المشتبه به يدعى شريف شيكات وهو في 29 عاما من عمره ومن مواليد ستراسبورغ، مشيرة إلى أنه معروف لدى الشرطة منذ 2016 بنشاطه الإجرامي وأفكاره الراديكالية وتطرفه.
وأعلن وزير الداخلية الفرنسي، كريستوف كاستنيه، أن نحو 350 عنصر أمن بينهم قوات خاصة من الشرطة والجيش مدعومين بمروحيتين يبحثون عن مطلق النار في ستراسبورغ.
التاريخ: الجمعة 14-12-2018
الرقم: 16860