في ظل تصاعد حدة الخلافات الداخلية داخل المملكة المتحدة والانقسام حول اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي , اختتمت القمة الأوروبية التي عقدت مؤخراً في بروكسل دون تحقيق أي تقدم في ما يخص اتفاق «بريكست» المثير للجدل ,
حيث غادرت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي القمة خالية الوفاض بعدما فشلت في الحصول على ضمانات إضافية من نظرائها الأوروبيين بشأن الترويج لاتفاق الانفصال ، بعد قمة سادها التوتر, تمسك فيها قادة الاتحاد برفض إعادة التفاوض حول الاتفاق ، معربين عن انزعاجهم من المطالب «المبهمة» لماي التي لم تقدم تطمينات كافية لهم .
حيث أكدت المستشارة الألمانية آنجيلا ميركل أنه لا إمكانية لإعادة التفاوض بشأن اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
وأضافت ميركل في تصريحات صحفية من بروكسل أول أمس في ختام القمة الأوروبية التي استغرقت يومين : نؤكد أن موقف الدول الأعضاء الـ 27 بالاتحاد الأوروبي هو أن اتفاق انسحاب بريطانيا غير قابل لإعادة التفاوض . وتابعت : لقد تم التفاوض حول اتفاق الانسحاب ، ولن يتم تغييره.
وفي الوقت نفسه ، شددت ميركل على أهمية الاحتفاظ بعلاقات مستقبلية جيدة مع بريطانيا.
وقالت : نريد بناء شراكة وثيقة مع المملكة المتحدة مستقبلاً ، ومستعدون للتفاوض حول علاقة مستقبلية بعد موافقة المملكة المتحدة على اتفاق الانسحاب.
وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أكد أيضاً الجمعة عدم إمكانية التفاوض بشأن الاتفاق مجدداً.
وقال ماكرون خلال مؤتمر صحفي في بروكسل : هناك اتفاق واحد ، ولا يمكننا إعادة التفاوض عليه. مؤكداً أن الوقت حان ليقرر البرلمان البريطاني ما إذا كان سيقبله أو يرفضه.
ومن المقرر أن يصوت البرلمان البريطاني على الاتفاق في آذار المقبل ، ويقضي بالعديد من التدابير أهمها اللجوء إلى شبكة أمنية لضبط الحدود الفعلية بين آيرلندا الشمالية التابعة للمملكة المتحدة ، وجمهورية آيرلندا العضو في الاتحاد.
إلى ذلك تناولت صحيفة «تايمز» اللندنية في عددها الصادر أمس التعليق على تصويت البرلمان البريطاني على اتفاق خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي .
واستهلت الصحيفة تعليقها بالقول إن الأوان لم يفت بعد بالنسبة لرئيسة الوزراء تيريزا ماي لتغيير سياستها قبل التصويت الحاسم.
ورأت الصحيفة أن على رئيسة الوزراء البريطانية أن تقبل بحقيقة أنها لن تستطيع الوصول إلى تغييرات محورية في الاتفاق ، كما عليها أيضاً أن تقبل بحقيقة أن البلاد لا يمكنها أن تتحمل شهراً آخر من حالة عدم اليقين.
وأضافت الصحيفة أن على ماي أن تدرك أن خروج بريطانيا بدون تصويت البرلمان سيكون إجراء غير ديمقراطي أكثر إلى حدٍ بعيد مما يسمى بالاستفتاء.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأحد 16-12-2018
الرقم: 16861