يخطئ كل من يعتقد أن عملية القبض على العصابة التي تمتهن تزوير الأونصات والليرات الذهبية وترويجها وبيعها إلى محلات المجوهرات الدمشقية، جاء بالمصادفة أو بضربة حظ، وإنما نتيجة التوليفة التعاونية التي كانت الحاضرة الأكبر بين الصائغ ونقابته والأخيرة وجهاز الأمن الجنائي.
هذا المثال يمكن وصفه أو تشبيهه بكرة الثلج الصغيرة التي يجب على المواطن ولا أحد سواه دفعها لتكبر من خلال تعاونه مع الجهاز الرقابي التمويني وتحديداً لجهة المواد المجهولة المصدر، ودفعها أكثر وأكثر لتكبر وتكبر عن طريق إخبار المديرية العامة للجمارك بكل من كان خبيراً بعملية عرض المواد المهربة وإخفائها مع بداية كل حملة.
فما ينطبق على اللصوص على اختلاف وصف أفعالهم الجرمية (مخالفة ـ جنحة ـ جناية) والفاسدين يجب أن يسري جملة وتفصيلاً على المهربين أيضاً، ووضعهم جميعاً في كفة وسلة واحدة ألا وهي القضاء على الظواهر التي يحتلونها وكل من شارك – في الحرب على سورية واقتصادها وصناعتها وتجارتها وزراعتها.. وقوت مواطنيها.
ولنجاح هذا الامتحان الوطني بامتياز ونيل علامته كاملة لا بد من تعاون وتكاتف وتعاضد الجميع (المواطن والمراقب والخفير والمخلص الجمركي والمدير…) والوقوف على قلب رجل واحد ليس فقط لمقاطعة المنتجات المهربة والمجهولة المصدر وإنما للمساعدة أيضاً وبشكل جماعي في مصادرة هذه البضائع المشبوهة والسلع غير الشرعية أينما وجدت وإتلافها، والبصم (بالعشرة) على قانون العام 2006 القاضي بحماية المنتج الوطني، وتفويت الفرصة على هؤلاء الذين يرمون من ورائها إلى ضرب اقتصادنا الوطني وخلق اقتصاد مواز غير شرعي يزاحم وينافس ويضارب اقتصادنا الوطني..
وهذا ما لن يتم أو يكون طالما أن المواطن هو البوصلة الحقيقية الفاعلة لقطع الأوكسجين (تدريجياً) عن هؤلاء والحد من نسب جرائمهم وتجاوزاتهم إلى درجة (التجمد) الصفر وما دون، لننعم جميعاً بكل ما زرع وصنع في أرض سورية الخيرة المعطاءة.. وأن يكون ذلك حقيقياً واقعياً لا ضرباً من ضروب المستحيل أو الخيال.
عامر ياغي
التاريخ: الأثنين 17-12-2018
رقم العدد : 16862
التالي