تطوير المهمة القذرة!

في وقت سابق من العام الجاري، تحديداً في آذار منه كان لدى إدارة دونالد ترامب تَوجه بسحب القوات الأميركية المُحتلة من منطقة التنف، بل من كل المناطق التي تحتلها، وقد تم الإعلان عن ذلك، إلا أن مرور الوقت على التصريح الأميركي من دون أن يَجد أي اتجاهات للتنفيذ، كان كافياً وحده ليُؤكد أن الشكوك بدوافع التصريح، وبمصداقية ومُخططات واشنطن، كانت في مَحلها.
أميركا لا تتحرك إلا تحت الضغط، وحتى عندما تُرغم على اتخاذ قرارات صعبة تحت الضغط، فإنها تبحث عن تطوير لمَهمات قذرة تقوم بها قواتها، يُفسر ذلك التصريح الذي نُشير له، من أنّه صدر تحت الضغط، هدفه شراء الوقت، ومحاولة تدبر سبل أخرى لإدارة أذرعها الإرهابية الداعشية وسواها من الميليشيات الانفصالية التي تستخدمها استخداماً مُزدوجاً ومُتعدداً.
العالم بات يعرف ويرى بأم العين أن فلول الدواعش تتجمع وتجتمع اليوم فقط في الملاذات التي توفرها لهم واشنطن، في المناطق التي تحتلها وفي محيط شريط حدودي سوري عراقي أردني تتعمد العبث بها والإبقاء عليها بؤرة إرهابية نشطة لإثارة المشكلات ومنعاً لاحتمالات الاستقرار الذي لن يتحقق إلا بخروج قواتها المُحتلة ودحر بقايا التنظيمات الإرهابية التي تدعمها.
ما الذي تريده الولايات المتحدة من محاولة الإمساك والتلاعب بورقتي داعش والميليشيات الانفصالية، سوى أنها تُصر على إنكار هزيمة مشروعها، وسوى أنها تَستميت لتحصيل مَكاسب سياسية عجزت عن تحقيقها في أوقات كانت تَسترخي فيها اطمئناناً للنتائج، نظراً لكَثرة الأدوات الإقليمية والدولية التي كانت تُساعدها وتَنخرط معها في المشروع؟!.
لقد استمع العالم إلى التصريحات الأميركية الأخرى التي جعلت قرار الانسحاب مَشروطاً، أولاً: ليس قبل إلحاق الهزيمة الكاملة بتنظيم داعش، ثانياً: ليس قبل خروج القوات الإيرانية المزعومة، ثالثاً: ليس قبل انتهاء عملية سياسية في سورية، ما زالت واشنطن ومعسكر العدوان الذي تقوده تحلم بها وتتوهمها!.
السؤال الذي ينبغي للبنتاغون أن يَسأله، ومعه ودوائر البيت الأبيض والخارجية، هو: هل هناك ما يجعل النتيجة مُختلفة وقد تمّ رفع هذه الأهداف غير مرّة منذ بداية الحرب والعدوان على سورية؟ ألم تُوضع – قبل أن تتبخر – ذات الأهداف في كل مرّة كان الجيش العربي السوري وحلفاؤه يُسجلون فيها الانتصارات على قوى العدوان وأذرعه الإرهابية؟ في حلب، في الجنوب، في الغوطة، في كل اتجاه وآخرها بادية السويداء؟.
المهمّة القذرة انتهت، ولا يُمكن تطويرها مهما امتلك العقل الأميركي من قُدرات مُتفوقة بقذارة التخطيط والرسم الاستراتيجي والتكتيكي، يجب على إدارة ترامب أن تُدرك أبعاد الهزيمة، والتداعيات الخطيرة لمُحاولة اللعب في ربع الساعة الأخير ليس عليها فقط وإنما على حلفائها من باريس إلى بروكسل ولندن، وعلى أدواتها الرخيصة من أنقرة إلى الدوحة والرياض!.
علي نصر الله
التاريخ: الأثنين 17-12-2018
رقم العدد : 16862

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة