مع نهاية كل عام يفتش كل على طريقته بمدخل ينشد به حظه في العام الجديد، ودرجت العادة على أن يجرب البعض حظهم بسحب ورقة يانصيب، لكن ما يحصل اليوم في سوق بيع أوراق اليانصيب يجعل الكثيرين يعزفون عن شرائها بعد أن تحولت هي الأخرى لوسيلة يستغل بها إقبال المواطنين على شرائها في نهاية العام لترتفع أسعارها محلقة فوق السعر الأصلي بمسافات بعيدة.
فوضى سعرية كبيرة تعيشها بورصة بيع أوراق اليانصيب، ففي حين مهرت البطاقة بسعر 1500 وصل سعرها اليوم وعلى بعد أيام من رأس السنة الجديدة الى 3 آلاف ليرة، ومن المتوقع ان تصل حتى 5 آلاف ليرة قبل السحب بأيام قليلة حسب المعطيات الموجودة والتي تؤشر لصعود حتمي في ارتفاع أسعارها كما هو الحال في كل عام .
المؤسسة العامة للمعارض صاحبة الشأن بإصدار بطاقات اليانصيب تلقي باللوم على المواطن عند الشكوى من تخطي السعر الحقيقي لورقة اليانصيب وتطالبه باللجوء الى المؤسسة العامة للبريد الموكلة ببيع البطاقات ، الا ان المفارقة أنه ولدى توجه المواطن الى كوات البريد للحصول على ورقة يصطدم بالجواب أن المؤسسة لا تبيع بشكل مباشر للمواطن، وانما للمتعهدين الذين يسعرون على هواهم وحسب العرض والطلب ولاسيما بازدياده في الأيام الاخيرة قبل دخول العام الجديد واقبال المواطنين على الشراء .
اما الباعة الذين توزعوا في كل شارع وحارة يستقطبون المواطنين لإفراغ صناديقهم الخشبية من أوراق الحظ فإنهم أيضا يعزون رفع الأسعار الى المتعهدين وأن ارباحهم لاتتجاوز 10% والمتعهدون بدورهم أيضاً يؤكدون أن مؤسسة البريد هي الأخرى تنال من السعر الحقيقي ونسبة الارباح المفترضة لصالح البائع لتبقى جميع الاطراف المعنية بهذا الموضوع تتقاذف المسؤولية كل يلقيها على كاهل الطرف الآخر معلناً براءته من هذه الدوامة التي تدور في حلقات مفرغة .
حتى قليل من الحظ الذي ينشده المواطن باتت له سوق سوداء لها لاترحم ولم تستطع تلك المؤسسات العامة الضخمة المعنية بالموضوع ان تجد آلية تسوق لبيع أوراق يانصيبها وفق قواعد وضوابط تحترم جيب المواطن وتعمل على كسب ثقته بأرقامها!!
ثورة زينية
التاريخ: الجمعة 21-12-2018
الرقم: 16866