ثقافة شلل الأطفال..

عنوان غريب.. أو مستغرب.. ما علاقة الثقافة بشلل الأطفال..؟!
بالتأكيد لا أريد هنا التشبيه مهما كان مستويا الصحة والدقة متوفرين لهما.. ما نصطلح دون أن نجتمع لنقرر، على تسميته الثقافة اليوم ليس بين تفاصيلها، مرض أو طب شلل الأطفال.. ورغم أنها مصابة بشلل بنيوي يشبه في الطب شلل الأطفال.. إلا أن غايتي من هذه المقالة ليست هنا؟!.. المسألة أبسط من ذلك.
إذ أعلنت منظمة الصحة العالمية، سورية بلداً خالياً من شلل الأطفال..
هذه ليست المرة الأولى التي تعلن فيها المنظمة الدولية عن خلو سورية من هذا المرض.. وبعد أن نظفت منه تماماً جاءنا الخراب يحمل رايات تدعي الثقافة يرقص تحتها (دبيكة) بينهم كثير من المثقفين.. وأعلن مسرح الدبكة أن كل ما بنيناه غير جدير بالحماية..!! حتى ولو كان حماية حياة طفل أو رضيع.. نحن نريد الديمقراطية أولاً.. وعلى حساب كل شيء.. يعني حتى على حساب الديمقراطية نفسها.. نريد الديمقراطية دون أن نكون ديمقراطيين .. و لو كنا لوجدنا أنه من الضروري والملح حماية حقائق في المجتمع السوري ذات قيمة عليا.. منها المنظومة الصحية عموماً وبشكل خاص صحة الأطفال.
الدفاع عن هذه الحقائق والمعطيات أصبح يثير سخريتهم.. تقول لأحدهم حملة تلقيح للأطفال.. يجيبك: من يفكر بهذه الأمور اليوم..؟!.
موقف التعالي على المجتمع وتأمين احتياجاته الحياتية تناقض في أذهانهم مع بناء منظومة خدمات صحية تمنع الأمراض القاتلة والأوبئة.. عن الأطفال والشعب عموماً..
الحكومة المطلوب تغييرها (النظام) أظهر في إطار مقاومته للكارثة القادمة ومحاربته للإرهاب.. إصراره على حماية بنى ومعطيات فيها حماية للناس في صحتهم وغذائهم وطبعاً.. أمنهم.. هذا رغم الحصار الذي لا يرحم.. لكن بقيت بعض المؤسسات الدولية والعالمية متعاونة بشكل مقبول في زمن أغبر..
أعلنت الدولة أو الحكومة مراراً عن حملات تلقيح الأطفال.. ونجحت بمعظمها.. كانت جدية وجادة.. وهي مستمرة.. و وصلت في إصرارها على الحملة أنها سيَّرت فرق تلقيح راجلة تمشي في الأحياء وتنده للناس في المنازل والشوارع للحضور والحصول على التلقيح الفوري المجاني المرفق بكل آيات الحب..
ذات يوم كتبت عن بعض مظاهر هذا الموقف في هذه الزاوية وكنت قد رافقت ابنتي وحفيدي إلى مركز صحي للتلقيح..
اليوم.. ها هو الجهد يثمر.. وتعود سورية بلداً خالياً من شلل الأطفال.. هذا ليس بياناً إعلامياً مني، بل إقرار دولي من منظمة عالمية.. وهذا ليس نيشاناً أو وساماً يعلق على الجدران.. أو على صدر الحكومة.. بل هو تأكيد على ضرورة استمرار الجهد.. وفي ذلك كثير من الثقافة وإقامة البيئة الثقافية..
أسعد عبود
as.abboud@gmail.com
التاريخ: الثلاثاء 25-12-2018
رقم العدد : 16869

آخر الأخبار
المركزي يصدر دليل القوانين والأنظمة النافذة للربع الثالث 2024 تحديد مواعيد تسجيل المستجدين في التعليم المفتوح على طاولة مجلس "ريف دمشق".. إعفاء أصحاب المهن الفكرية من الرسوم والضرائب "التسليف الشعبي" لمتعامليه: فعّلنا خدمة تسديد الفواتير والرسوم قواتنا المسلحة تواصل تصديها لهجوم إرهابي في ريفي حلب وإدلب وتكبد الإرهابيين خسائر فادحة بالعتاد والأ... تأهيل خمسة آبار في درعا بمشروع الحزام الأخضر "المركزي": تكاليف الاستيراد أبرز مسببات ارتفاع التضخم "أكساد" تناقش سبل التعاون مع تونس 10 مليارات ليرة مبيعات منشأة دواجن القنيطرة خلال 9 أشهر دورة لكوادر المجالس المحلية بطرطوس للارتقاء بعملها تركيب عبارات على الطرق المتقاطعة مع مصارف الري بطرطوس "ميدل ايست منتيور": سياسات واشنطن المتهورة نشرت الدمار في العالم انهيار الخلايا الكهربائية المغذية لبلدات أم المياذن ونصيب والنعيمة بدرعا الوزير قطان: تعاون وتبادل الخبرات مع وزراء المياه إشكاليات وعقد القانون تعيق عمل الشركات.. في حوار التجارة الداخلية بدمشق بمشاركة سورية.. انطلاق فعاليات المؤتمر الوزاري الرابع حول المرأة والأمن والسلم في جامعة الدول العربي... موضوع “تدقيق العقود والتصديق عليها” بين أخذ ورد في مجلس الوزراء.. الدكتور الجلالي: معالجة جذر إشكالي... بري: أحبطنا مفاعيل العدوان الإسرائيلي ونطوي لحظة تاريخية هي الأخطر على لبنان عناوين الصحف العالمية 27/11/2024 قانون يُجيز تعيين الخريجين الجامعيين الأوائل في وزارة التربية (مدرسين أو معلمي صف) دون مسابقة