هل كان المشهد مفاجئاً، وما الذي يجعل الكثيرين مشغولين به ؟ ليست اسئلة برسم البحث عن إجابات، لا، بل هي من باب الحقائق التي يجب أن يتذكرها الجميع، وكانت سورية قد صدحت بها مرات ومرات، وعلى الملأ وبكل الوسائل التي يجب أن تستخدم، نعني بذلك أن سورية كلّ متكامل، من الماء إلى حدود آخر حبة تراب، وكل شبر فيها له القيمة ذاتها، لا تفكيك، ولا تجزئة ولا تخريب، لن يكون لأحد مهما عت قوته أن يفرض علينا أمراً لايوحد سورية ويمضي بها قدماً، هذا يقين السوريين كلهم .
اليوم ومع الإنجازات التي يحققها الجيش العربي السوري، يعود الحديث عند الكثيرين عمّا سيقوم به الجيش، وكأنهم لم يسمعوا ولم يتابعوا ما أنجزه السوريون خلال السنوات السبع العجاف، ان هذه اللحظة في الدخول إلى منبج هي تحصيل حاصل وثمرة الفداء الذي ميز السوريين، وهي تلبي نداء الاهل في هذه البقعة الجغرافية، كما لبت قواتنا المسلحة كل نداء في البقاع السوري .
لا يحتاج الأمر إلى طرح الكثير من الأسئلة مثل ماذا بعد منبج، وإلى أين الوجهة والمسير، هذا تراب سوري، شعب سوري، وكل الجغرافيا التي تعني الجمهورية العربية السورية هي مسرح عمليات للجيش، وهي بحمايته وعهدته، يلبي النداء، ويقوم بالواجب، قد تتغير الخطط قليلاً، فيتم البدء بأمر ما قبل غيره، لكن لحظة الحقيقة آتية، والمشهد واضح وجلي والعزيمة لم ولن تلين، الجغرافيا السورية، تراثاً حضارة فكراً، تنوعاً، عملاً اليوم والغد كلها: سورية، وهذا اليقين الذي من أجله يناضل كل سوري، ربما البعض قد ضل الطريق قليلاً، أو كثيراً، لكن بالنهاية لابد أن البوصلة هي سورية، واحدة موحدة، سيدة قرارها، وما من أحد يمكنه كسر هذه المعادلة التي يعرف العالم أنها حقيقة واضحة جلية .
ديب علي حسن
التاريخ: الأحد 30-12-2018
رقم العدد : 16873
السابق