مع نهاية عام حافل بالتطورات السياسية والانجازات العسكرية
السورية على الإرهاب وداعميه ورعاته، وإطلالة عام جديد يبشر بإنجازات
مفصلية
على طريق تطهير الجغرافيا من رجس الإرهاب والدخلاء والمحتلين الأجانب،
تمضي سورية بخطوات واثقة ومطمئنة نحو نهايات الحرب المفروضة عليها
منذ ما يقرب من ثماني سنوات، وقد استعادت الكثير من بريقها المعتاد وملامح
صورتها العالقة في الأذهان كأرض للسلام والاستقرار والمحبة والتعايش.
ليس من باب الإفراط في التفاؤل ــ رغم وجود العديد من المعضلات التي
تحتاج لجهد كبير لحسمها ــ القول إننا على أعتاب مرحلة الخلاص من براثن
الحرب اللئيمة، وخاصة أن غول الارهاب الذي عانينا منه طويلاً صار قزماً
وقد انهزم مشروعه وبدأ رعاته بالتخلي عنه والتملص منه، فإعلان الانسحاب
الأميركي من جانب واحد ــ وإن بقيت نية العدوان موجودة عند ترامب ونتنياهو
ــ مؤشر على إفلاس هذا المشروع واقتراب موعد سقوطه، وأما صحوة
الأكراد من الوهم الأميركي الذي زرع في عقولهم لفترة من الزمن، وعودتهم
إلى حضن وطنهم ووقوفهم إلى جانب جيشهم الوطني الزاحف شمالاً لحمايتهم
وحماية الحدود، فمن شأن ذلك رسم خطوط حمراء أمام الأطماع التركية في
هذه المنطقة وإعادة نظام أردوغان الفاجر إلى «رشده»، وأن يقلب الطاولة
على ما تبقى من شراذم الارهاب وجيوبه سواء في محافظة إدلب أو ريفي حماة
وحلب.
كما أن عودة الكثير من المهجرين السوريين نتيجة الإرهاب إلى وطنهم،
واتخاذ العديد من العرب قرارهم بالعودة إلى دمشق قلب العروبة الدافئ، و»
الخروج» نظرياً من مشروع الفوضى الأميركية غير الخلاقة كلها مؤشرات
توحي باقتراب مرحلة الخلاص من الحرب، لتصبح الأجواء مهيأة لحل سياسي
واعد يضمن مصالح السوريين جميعاً ويؤسس لمرحلة إعادة إعمار ما دمرته
الحرب وإطلاق عجلة التنمية والازدهار في المجالات كافة.
سورية التي صمدت وقاومت وقدمت التضحيات وتسامت على جراحها في
هذه الحرب تستحق الأفضل دائماً، ويحدونا الأمل أن يحمل العام القادم كل ما
هو أفضل لوطن الحضارات والقيم والإنسان.
عبد الحليم سعود
التاريخ: الأثنين 31-12-2018
رقم العدد : 16874