مع دخول العام الجديد واقتراب الموعد المحدد لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي, لا يزال المجتمع البريطاني يشهد انقسامات عميقة حول سبل تطبيق هذا الانفصال وسط خلافات حادة في الحكومة والبرلمان ومعارضة نواب من كل الاتجاهات السياسية لـ» بريكست «, ما يعزز الشكوك بشأن التصديق عليه
وبالتالي احتمال الخروج من دون اتفاق، ويضع رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمام تحديات كبيرة لإنقاذ الاتفاق وتمريره في البرلمان, بعدما اضطرت في وقت سابق لتأجيل التصويت عليه ليقينها بأنها ستخسر بهامش كبير.
وفي ظل هذا الانقسام أكد وزير الخارجية البريطاني جيريمي هنت أثناء زيارة لسنغافورة أمس أن رئيسة الوزراء تيريزا ماي ستجد طريقة للحصول على موافقة البرلمان على اتفاقها للخروج من الاتحاد الأوروبي.
وقال هنت إثر كلمة ألقاها في سنغافورة: عندما تعود تيريزا ماي بالضمانات التي تطلبها من الاتحاد الأوروبي لن يقودنا الاتفاق المطروح على الطاولة لأن نبقى محاصرين بشكل دائم داخل الاتحاد الجمركي, ستجد طريقاً لتمرير هذا الاتفاق في البرلمان.
وأكد هنت رداً على سؤال عن فرص إجراء استفتاء آخر على الاتفاق: إن ذلك سيضر بالديمقراطية والعواقب الاجتماعية لعدم الخروج من الاتحاد الأوروبي ستكون «مدمرة».
ومن المقرر أن يناقش البرلمان مشروع اتفاق بريكست الأسبوع المقبل قبل تصويت حاسم في الأسبوع الذي يليه، فيما تستعد البلاد لمغادرة الاتحاد الأوروبي في 29 آذار المقبل.
يذكر أن المملكة المتحدة اتخذت قراراً بمغادرة الاتحاد الأوروبي حسب استفتاء قامت به في 23 حزيران 2016, وبدأت بعده رسمياً بمفاوضات خروج البلاد من الاتحاد الأوروبي عبر تفعيلها للمادة 50 من اتفاقية لشبونة والتي تنظم إجراءات الخروج, وتزامناً مع الذكرى الثانية لاستفتاء خروج لندن قام آلاف من المتظاهرين بالخروج لإعادة التصويت، وهو الأمر الذي رفضته الحكومة البريطانية.
وتسعى رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لإنقاذ مسودة اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي، وتمكنت من إقناع أكثرية الوزراء بتأييد الوثيقة, لكن وزير شؤون « بريكست « ووزراء آخرين أعربوا عن عدم رضاهم وقدموا استقالاتهم احتجاجاً على المسودة التي يقولون بأنها ستسجن بريطانيا في فلك (الاتحاد) لسنوات.
إلى ذلك كشف استطلاع للرأي عن أن 74% من رؤساء الشركات البريطانية الكبرى أبدوا نظرة غير متفائلة تجاه الأوضاع بعد خروج بلادهم من الاتحاد الأوروبي (بريكست).
جاء ذلك في مقابل نسبة بلغت 66% خلال العام الماضي، حسب صحيفة «فايننشال تايمز».
وكشف الاستطلاع السنوي الذي أجرته مؤسسة «إبسوس موري» وشمل 100 من رؤساء الشركات، أن 67% قالوا إن أوضاع شركاتهم ستسوء بعد بريكست، مقابل 56% ذكروا ذلك خلال العام الماضي.
كما أبدى 68% شكوكهم في قدرة الحكومة على التفاوض بشأن اتفاق جيد للشركات البريطانية مع الاتحاد الأوروبي.
وكانت ماي، حثت نواب البرلمان، على دعم الاتفاق بشأن الخروج من الاتحاد الأوروبي الذي تم التوصل إليه مع التكتل، وذلك في رسالتها بمناسبة العام الجديد.
وقالت ماي في رسالة عبر الفيديو: إن إقرار الاتفاق ليصبح قانوناً، سيجعل بريطانيا تتجاوز مرحلة حرجة ويلقي وراء ظهورنا فترة هدامة من الاضطراب السياسي.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875