ربما لا يروق لأحدنا اتهامه أن بإمكانه صنع أحسن مما كان ،وأن لا مبرر لمرور سنة كاملة دون تحقيق أي تقدم مادي أو معنوي،على الصعيد الاسري أو المهني ،والمراوحة بالمكان والزمان ،هذا الشخص وأمثاله يرفضون أي توعية إعلامية بخصوص استثمار القادم من الأيام بشحن أنفسهم بطاقة إيجابية والابتعاد قدر الممكن عن كل ما يمدهم بالطاقة السلبية ..طاقة إيجابية قد تأتي من المكان ويكون ذلك كما ينصح خبراء في علم طاقة المكان بتغيير ديكور البيت ،حيث تصر بعض ربات البيوت على ثبات مكان كل قطعة من الأثاث وخاصة في غرفة الاستقبال وعدم إزاحتها إلا لغرض التنظيف .
وفي الصباح الباكر أعتقد أن لا أحد يخالفنا الرأي في طاقة إيجابية يمنحنا إياها فنجان القهوة مع فيروزيات ،وثمة أصدقاء نهرع إليهم في أيام المحن والشدائد لنتزود طاقة إيجابية تنشلنا من يأس أو حزن أو هم.
بالرجوع إلى هؤلاء الأشخاص المتمردين على التفاؤل والمفلسين من أي طاقة إيجابية نجد أن ظروفهم المعيشية هي التي تحكم رأيهم الملون بأوجاع لقمة العيش ،التي غدت الشغل الشاغل والهم الذي جمع الليل بالنهار ،لقمة عصية على الهضم في ظل مأساة الانتظار على منافذ الأفران ومراكز توزيع اسطوانات الغاز ومعه غياب المازوت والكهرباء .
المواطن الذي صمد طوال الحرب الكونية على بلدي وما تعنيه كلمة الحرب من أوجاع وآلام وفقدان أحبة ،من قهر وتشريد ،من غياب للأمن والأمان ،من فوضى أخلاقية ،بعد هذا الكم من نزيف الألم آن الأوان للمواطن السوري أن يلفظ أنفاسه وقبل أي إجراء يدعمه ماديا من ناحية ضبط الأسواق أو زيادة راتبة ،هو بأمس الحاجة ؟إلى احترام عقله ومشاعره ووعيه ويكون ذلك بعدم إطلاق تصريحات ووعود معنيين للنهوض بوضعه المعيشي ،هي بمثابة جرعات تخديرية إضافية ،لا ينفع فيها سيل جارف من التفاؤل والتحفيز للمثابرة ،وعود بوقف تدهور الأوضاع المعيشية للمواطن يعيش عليها المواطن،سرعان ما تنسفها وعود أخرى لنفس الناطقين بهذه التصريحات ،تطالب المواطن بمزيد من الصبر والصمود (شوية )وكل منا له أن يقدر هذه (الشوية ) من انتظار مؤلم وموجع ..انتظار قلق.
ومع ذلك هو مستعد للانتظار، على أمل رخاء اقتصادي ..رفاهية معيشية وأزمته بالمعنى الدارج للمصطلح تكمن في سرح ومرح هؤلاء ضعاف النفوس وتفشي المتاجرة بكل شيء ..بصحة المواطن ولقمته ومصيره وكأنهم يريدون بذلك أن يدفع المواطن ثمن ولائه الوطني .
في استطلاع صغير أجرته إحدى المحطات الوطنية للشارع السوري لمعرفة وجعه المعيشي ومنسوب الهم الحياتي ،أكد الجميع أن ما حققه جيشنا البطل من انتصارات، وما نعيشه من أمان وطمأنينة تحت عنوان أفراح النصر ،هو من أهم الأولويات والاحتياجات حينما ترتب أولويات المطالب في جدول الحياة ،فلا قيمة للإنسان ولا حياة ولا كرامة ولا عزة بدون الأمن والأمان ،ولا يقدر بثمن ولا يوزن ولا يقاس بمقياس ..الأمن هو نعمة . ..حرمنا سنوات من حلاوته واليوم نتذوق طعمه ..طعم الحياة.
خلاصة القول: إن المواطن السوري بحاجة إلى الثقة،بينه وبين المسؤول (المواطن )،بحاجة إلى تفعيل المكافأة والعقاب ..إلى المدح في الوجه عندما يستوجب الأمر ذلك ،إلى المصداقية والشفافية في القول والفعل..وضبط فاعل التقصير والإهمال والتخريب والفساد ..أفعال أغلبها مبنية للمجهول .
مابين بداية العام ونهايته وكالعادة كثير من الوعود والتصريحات والاجتماعات واللقاءات ..نأمل أن تثمر عن إنجازات لمواطن سوري يستحق التمتع بها .
رويده سليمان
التاريخ: الاثنين 7-1-2019
الرقم: 16878