يدخل «بريكست» بريطانيا من الاتحاد الأوروبي أسبوعه الأخير لحسم صراع بقائه فيه من عدمه، ليكون منتصف الشهر الجاري نقطة قد تكون غير عادية بالنسبة للبريطانيين الذين يلعبون لعبة المكاسرة مع رئيسة وزرائهم التي ترفض رغبتهم باستفتاء ثان للبقاء، وإصرارها على ما تمخض عنه الاستفتاء الأول، وليكون البرلمان في مواجهة أيضاً معها وهو ما يبدو أنه يثير كثيراً من مخاوفها مع اقتراب الحسم بعد جدل طويل.
هذا الخوف ظهر في تحذيرات أطلقتها رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي أمس بقولها: إن بريطانيا ستدخل المجهول إذا رفض البرلمان اتفاق الخروج من الاتحاد الأوروبي في وقت لاحق هذا الشهر، نافية صحة تقارير عن عزمها تكرار تأجيل تصويت أعضاء البرلمان على الاتفاق.
جاء ذلك في حديث لهيئة الاذاعة البريطانية بي بي سي قالت فيه ماي: إذا لم يتم التصويت على هذا الاتفاق في المرة المقبلة فلا أعتقد أن هناك أي شخص بوسعه تأكيد ما قد يحدث فيما يتعلق برد الفعل.
تحذيرات ماي تأتي قبل أن يصوت أعضاء البرلمان على خطتها بعد الـ 14 من كانون الثاني الحالي وفق ما هو مقرر، وحيث من المقرر أيضاً خروج بريطانيا في الـ 29 من آذار المقبل.
وكانت صحيفة صنداي تلغراف أفادت بأن ماي قد تؤجل مرة أخرى التصويت النهائي في البرلمان على «بريكست» قبل أقل من ثلاثة أشهر من موعد مغادرة التكتل، ورجحت الصحيفة أن يكون مساعدو ماي قد باشروا بوضع خطة للحد من حجم المعارضة في البرلمان لخطتها مع إتاحة لمزيد من الوقت لمواصلة المفاوضات مع قادة «الأوروبي»، وبعد أن اضطرت في كانون الأول الماضي لتأجيل التصويت على خطة الخروج في مواجهة معارضة شديدة داخل حزبها وأحزاب أخرى في البرلمان حيث من المقرر أن تبدأ الأسبوع القادم مناقشات داخل البرلمان حول الخطة إذا لم يتم التأجيل مجدداً.
وتعليقاً على ذلك عبّر وزير الصحة البريطاني ماثيو هانكوك عن أمله في تحسن فرص تصويت البرلمان لمصلحة الاتفاق الذي توصلت إليه الحكومة لخروج البلاد من الاتحاد الأوروبي بعد عطلة عيد الميلاد، وفي حديث تلفزيوني له أمس قال: دون شك آمل في أن تكون فرص تمرير الاتفاق قد تحسنت.
ومع صراع «البريكست» هذا أظهر استطلاع جديد للرأي نشرت نتائجه أمس أن نسبة كبيرة من البريطانيين يريدون بقاء بلادهم عضوا في «الأوروبي» واتخاذ قرار نهائي بأنفسهم في هذا الصدد عبر إجراء استفتاء ثانٍ.
وبحسب وكالة رويترز فإن الاستطلاع الذي أجرته مؤسسة «يوجوف» أظهر أنه في حال إجراء استفتاء ثان فإن 46 بالمئة من البريطانيين سيصوتون لمصلحة بقاء بلادهم في الاتحاد بينما سيصوت 39 بالمئة فقط لمصلحة الانسحاب وانقسمت النسبة المتبقية بين ناخبين لم يحسموا أمرهم بعد ومن يرفضون التصويت ومن امتنعوا عن الإجابة على هذا السؤال.
وكالات-الثورة
التاريخ: الأثنين 7-1-2019
رقم العدد : 16878