خبراء أميركيون يؤكدون أن التحالف بين روسيا والصين كابوس لواشنطن… موسكو: لا نعوّل على تحسين العلاقات مع أميركا.. ولا شأن لها بحوارنا مع اليابان
أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن الدور الذي تحاول الولايات المتحدة القيام به في الحوار الثنائي بين روسيا واليابان غير واضح نظرا لأن هذا الحوار لا يشملها أبدا.
ونقلت وكالة الأنباء الروسية تاس عن زاخاروفا قولها في مقابلة على قناة «روسيا 1» التلفزيونية أمس: لقد برز فجأة طرف ثالث في هذا الحوار الثنائي الذي تم التوصل إليه بفضل الإرادة السياسية لقيادة بلدنا، والشيء الأكثر إثارة للدهشة هو أننا بتنا نسمع تصريحات غريبة من الجانب الياباني على الأراضي الأمريكية تقول: إن طوكيو تريد دعم الولايات المتحدة وتتوقع مشاركتها في الحوار برمته حول مسألة معاهدة السلام مع روسيا، فما علاقة واشنطن بهذا الحوار ودورها غير واضح بهذا الشأن؟.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الياباني شينزو ابي اتفقا في اجتماع في سنغافورة في الـ 14 من تشرين الثاني الماضي على تفعيل المحادثات بشأن معاهدة السلام على أساس إعلان عام 1956 بشأن وقف حالة الحرب.
وفي موضوع آخر أكدت زاخاروفا في لقاء مع صحيفة كوميرسانت الروسية تعليقا على بيع تركيا طائرات مسيرة هجومية لأوكرانيا ضرورة ألا تتسبب واردات الأسلحة القادمة من الخارج إلى أوكرانيا في تصعيد الأزمة فيها.
وقالت زاخاروفا: إن التعاون العسكري التقني الثنائي هو من صلاحيات الدول ذات السيادة إلا أن المشكلة هنا أن أوكرانيا تعاني أزمة مسلحة داخلية وهذه الأزمة لها بعد دولي حيث تعمل عدد من الدول والمنظمات الدولية كوسيط في التسوية وتدعو إلى حل سلمي لها، ويجب ألا تؤثر إمدادات الأسلحة لكييف في هذه الجهود وتتسبب بتفاقم هذه الأزمة.
في الأثناء استبعد السيناتور الروسي قسطنطين كوساتشوف رئيس لجنة الشؤون الدولية في مجلس الاتحاد مجلس الشيوخ إمكانية حدوث تحسن في العلاقات الثنائية بين موسكو وواشنطن في الظروف الراهنة نتيجة مواقف الأميركيين.
واعتبر كوساتشوف في تصريح نقلته وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء أن كلام الرئيس الأميركي دونالد ترامب على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أمس الأول الذي توقع فيه تحسن العلاقات الأميركية الروسية مستقبلا وإشارته إلى انه الرئيس الأكثر صرامة حيال روسيا من أسلافه «موجه للأميركيين وليس لروسيا»مشيرا إلى صعوبة التعويل على تحسن بالعلاقات بين موسكو وواشنطن ما لم تتوقف مطاردة الأمريكيين أنفسهم لترامب.
وكان الرئيس الأمريكي توقع في تغريدة له أمس أن تتمكن الولايات المتحدة وروسيا من استعادة العلاقات الجيدة بينهما مجددا حيث شهدت هذه العلاقات تدهورا خلال السنوات الأخيرة بسبب اختلاف المواقف بينهما حيال عدد من القضايا الدولية إضافة إلى اتباع الولايات سياسة الهيمنة والتدخل في شؤون الدول الأخرى وعدم الالتزام بالقانون الدولي وهو ما تعارضه روسيا بشدة.
وفي سياق ذو صلة قال مركز المصالح الوطنية الأميركي إن تعزيز التعاون بين روسيا والصين يعد أكبر تهديد للولايات المتحدة الأميركية، مؤكداً أن هذا التعاون سيشكل كابوساً حقيقياً لواشنطن فيما إذا تحول إلى تحالف، وأن الرد عليه الآن بحسب خبراء المركز من قبل الأخيرة أصبح أصعب سؤال.
ونقلت مجلة ناشيونال انترست الأميركية بحسب موقع روسيا اليوم عن خبراء ومحللين المركز قولهم: إن واشنطن ارتكبت خطأ فادحا، حين قللت من شأن التعاون الأوثق بين موسكو وبكين، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة خسرت الموقف المفيد في النصف الثاني من الحرب الباردة، عندما كانت العلاقات بينها وبين كل من الاتحاد السوفييتي والصين أفضل بشكل كبير مما كانت عليه بين موسكو وبكين نفسيهما.
وأضاف الخبراء والمحللون الأميركيون أنه على الرغم من العلاقات الجيدة إلى حد ما بين روسيا والصين، إلا أنه لا يوجد في الوقت الحالي أي حديث عن تحالف رسمي بين البلدين، مرجعين ذلك إلى أن بكين لا تزال قلقة من أن التحالف مع موسكو يمكن أن يضعف تعاونها الاقتصادي مع واشنطن وتجارتها معها.
ويرى الخبراء من جهة أخرى أن موقف الصين إيجابي للغاية بشأن تعميق التعاون الاقتصادي مع روسيا بشكل عام، لكنها في نفس الوقت لن تتخذ إجراءات لحماية موسكو من الضغط الغربي.
وحذر الخبراء الذين ظلوا لفترة طويلة في حيرة من أمرهم من إمكانية التعاون الوثيق بين موسكو وبكين، لافتين إلى أن بلادهم اتخذت في الآونة الأخيرة، من دون وعي بحسب قولهم، خطوات قربت أكثر بين روسيا والصين، مما جعل الرد على مثل هذا التقارب الآن بالنسبة لواشنطن «أصعب سؤال».
وأوردت المجلة الأميركية المتخصصة في الشؤون العسكرية والاستراتيجية كلام سفير الصين لدى الولايات المتحدة تسوي تياناكيا عندما قال: إن صورة الزعيمان الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ وهما يتصافحان ويبتسمان، تفتقد إلى وجه دونالد ترامب وابتسامته، مؤكداً أنه من الأفضل للصين أن تعمل مع روسيا ودول أخرى من أجل إنشاء عالم متعدد الأقطاب.
وكالات – سانا – الثورة
التاريخ: الأثنين 14-1-2019
رقم العدد : 16884