الطريق الى دمشق سالك بصعوبة.. صعوبة المهمة لبيدرسون..
المبعوث الأممي الجديد الى سورية قادم على سحابة مبهمة وفي طقس سياسي متقلب في المنطقة كلها.. الوضوح مشكلته هذه المرة…
كل خيوط بيدرسون مع مهمة سلفه متقطعة حتى سلل دي ميستورا الأربعة باتت عتيقة ومهترئة دبلوماسياً وسياسياً، لاتنفع للتوازن فوق استواء ارض المعركة في سورية..
لاشيء يصلح لتعبئة المهمة الأممية في هذه المرحلة ربما فقط سلة الدستور…فالغرب كله ممثلاً بالتحالف الدولي سقط من سلة مكافحة الارهاب.. المفارقة أن واشنطن هربت قفزاً منها بالانسحاب من شرق الفرات.. اردوغان وحده يحاول التشبث بظلالها من زاوية سوتشي.. يتأرجح العثماني حتى الصمت في آخر المحاولات..
أي الأوراق يحمل بيدرسون في حقيبته الأمميه.. كلها تمزقت ماقبل حضوره.. لم تعد المزادات العلنية على (المعارضة) قائمة في الخليج وباريس.. حتى بازارات التصريحات الرخيصة حولها أقفلت وتلاشت على أرصفة الطرق السياسية..
من بقي في جلباب المعارضة يستر تمزقه بالبحث عن رقم له في اللجنة الدستورية لحسابات العوده وليس الحضور…
مناقشة الدستور السوري ليست غاية بالنسبة للغرب ولا حتى بيدرسون..هي وسيلة للبقاء السياسي على قيد الملف السوري -قد تكون الوسيلة الاضعف- يوم بشر الميدان والسيادة السورية والالتفاف الشعبي هنا ان الدستور يبقى استفتاءً وليس استيراداً من الطاولات الدولية على ظهر البعثات الأممية..
إن لم يدرك ذلك بيدرسون فقد يشعل آخر عود ثقاب في علبة المهمة ويمضي بها الى عتمة التلاشي…
حتى اللحظة لم تفلح تجارب المبعوثين الأمميين في سورية والمنطقة.. دورهم يتضخم حتى الخروج من مساره وفقدان جاذبية تأثيره.. هل يفعلها المبعوث الأممي الجديد ويبقى ضمن حدود حجم الميسر والوسيط.؟. هل يتجنب هرمونات واشنطن وتجارتها بأعضاء جسد الامم المتحدة ووظائفها الطبيعية..؟؟
التحدي يكمن في النية الاميركية.. فالطريق الى دمشق سالك ولكن ثمة من سيزرع الاشواك السياسية لإطالة حل الملف السوري…
فالاستدارة الأميركية تجاه إيران مثقلة بترهل مجلس التعاون الخليجي وتحتاج إلى مزيد من الوقت..
يبعث ترامب وزير خارجيته بومبيو على جناح السرعة وجناح المكنسة السحرية للملمة الخلافات بين العكالات.. الخلاف طال أكثر من اللازم يقول الرئيس ترامب -يبدو انه كان لازماً في مراحل سابقة لادارة ترامب-.
قد يحاول بومبيو بعصاه السحرية تجميع الخليج وبعض الدول الغربية في منظومة بولندا المرتقبة الشهر القادم.. هناك يعيد ترامب محاضراته عن الناتو العربي لمواجهة إيران مباشرة..تسجل إسرائيل في كراستها وتخرج باهتة في النتائج العملية..
الحصص الكبرى والفرص ضاعت في سورية.. فماذا يعني جرس ترامب لاسرائيل ودروسه النظرية عن ناتو وصفقات قرن إن هو سقط في الاختبارات المصيرية على الأرض السورية؟.
إسرائيل رجمت مستشار ترامب للامن القومي.. فقد طعن بأمنها لعقود قادمة…بولتون أخفض شاربيه وعاد مطروداً من أنقره.. ثم يخرج إلينا من يقول إن الجامعة العربية لن تدرس في قممها المقبلة عودة سورية..
غريب أن يتحدثوا عن قمة وكل حلفاء أميركا في حضيض المرحلة..!!
كتبت عزة شتيوي
التاريخ: الأثنين 14-1-2019
رقم العدد : 16884