ثورة أون لاين – ديب علي حسن:
لم تكف قوى العدوان لحظة واحدة عبر السنوات السبع التي مضت من عمر الإرهاب والحرب على سورية، عن العمل على ضخ كل ما من شأنه أن يزيد ضراوة وشراسة ما تقوم به الأدوات على الأرض، بدءا من الدعم المالي والإعلامي، إلى السلاح، ومن ثم التدخل المباشر،وهذا ما رأيناه ولمسه العالم كله، فكلما هزم الإرهاب بمنطقة ما تعمل الجهة الراعية له إلى التدخل بشكل عدواني سافر.
وعلى ما يبدو فإن الجعبة التي خبأت الكثير من الخطط من أجل الدفع بها لحظة الحاجة و قد نفدت الآن، بل كادت تصاب بالعجز تماماً، ولهذا ليس مستغرباً أن تجد الجهات الداعمة للإرهاب تعيد الكرة نفسها، وتدفع بأدواتها من جديد وتحت وعود مختلفة، ومع الهزيمة المدوية التي أصابتهم مشغلين وإرهابيين، كان لابد لهم من العمل على خطط يظنون أنها ليست مكشوفة، يتناوبون على الزج بها، مرة يدعي الأميركي أنه سوف يسحب قوات احتلاله من شرق الفرات، ومن منطقة التنف، وتارة أخرى يلقي التصريحات النارية التي تحاول أن توقظ ما لدى الجهات الإرهابية، ليعود الكيان الصهيوني من جديد ويتدخل بشهوة العدوان، ومع أنه ذاق مرارة الهزيمة بكل ما جربه، لكن على ما يبدو فإن ثمة شهية تدفع به الى حافة الهاوية، وهو لايحسب لنتائج كارثية ستحيط به، إن عاجلاً أم آجلاً.
ومن الشمال السوري يعود النظام التركي إلى الواجهة بلبوس جديد، صحيح أنه مكشوف وعار من كل شيء، ويحاول أن يتذاكى، لذلك يدفع بالكثير مما جمعه من أضاليل وعمل عليه، ليرد المشغل الأميركي بمحاولة تضليل أخرى، والحقيقة أن الكل مكشوف، فما ينقل عن بعض المسؤولين الأتراك حول حلب وإدلب وغيرهما من المناطق السورية، يكشف الأطماع التي تخفيها تركيا نحو سورية، وهي ليست مخفية على السوريين، وإن كان البعض يحاول المقاربة بين ما كان منذ سبعة عقود وأكثر في لواء اسكندرون، وما يجري اليوم، فليعلم الجميع أن الأمس غير اليوم، وما تم أخذه تآمراً وخديعة، سيعود سورياً طاهراً مطهراً، مهما طال الزمن، المشهد قد يبدو ضبابيا أمام ما يهرف به رعاة الإرهاب، لكنه مكشوف وظاهر للعيان، فليس في الأفق ما يشي أنهم قادرون على فعل أي شيء أمام صمود الشعب السوري.