قراءة في النظام السياسي الأمريكي

الملحق الثقافي-فاتن أحمد دعبول:

تعمل الهيئة العامة السورية للكتاب على ترجمة ونشر مجموعة من الكتب التي تتناول الثقافة الدستورية التي كرستها الشعوب، والكتاب الذي يحمل عنوان «النظام السياسي الأمريكي» هو باكورة هذا المسعى الذي يوفر للمهتمين بالشأن العام والباحثين في القانون الدستوري خلفية غنية عن المذاهب الدستورية في العالم أجمع.
والكتاب الذي قام على تأليفه مجموعة من الباحثين بإشراف ميشيل فورتمان وبيار مارتان، وترجمه د. محمد عرب صاصيلا يتضمن أربعة أجزاء، الأول يقدم عرضاً للأسس الثقافية والدستورية والمؤسساتية للنظام الاتحادي الأمريكي، ويتفحص الثاني العمليات السياسية الرئيسة «التشريعية والانتخابية وتلك المتعلقة بمجموعات الضغط». ويستعرض الجزء الثالث مراكز القرار الرئيسة للحكومة الاتحادية «الرئاسة، الكونغرس، الإدارة العامة، والمحكمة العليا»، ويحلل الجزء الرابع السياسات العامة وتطورها في أربعة قطاعات «الاقتصاد، الشؤون الاجتماعية، السياسة الخارجية والدفاع».
وحسب بيار مارتان وميشيل فورتمان فإن دراسة النظام السياسي للولايات المتحدة لا يمكن إلا أن تترك لدى المراقبين الأجانب انطباعين متناقضين، شيء من الإعجاب، وشعور بخيبة الأمل.
فعلى المستوى السياسي لم تعد الولايات المتحدة «العالم الجديد، والدستور الأمريكي الذي صدقت عليه حفنة من المستعمرات المستقلة، هو اليوم أقدم الدساتير الديمقراطية في العالم، ورغم أن أزمات عديدة عصفت بالنظام السياسي الأمريكي على مر السنين، لكن أسسه لاتزال متينة، وبقي أميناً من حيث الجوهر لروح الآباء المؤسسين.
ولكن ورغم كل شيء فإنه لا يمكن منع أنفسنا من الشعور بشيء من خيبة الأمل بسبب المشكلات الاجتماعية والسياسية التي لاتزال قائمة في المجتمع الأمريكي، والصعوبات التي تعاني منها الولايات المتحدة في لعب دورها القيادي على المسرح الدولي بشكل عام.
ولا بد هنا أن نعرج على قول للوزير البريطاني ونستون تشرشل «من الممكن دائماً الاعتماد عليهم لفعل جيد، حين يستنفدون كل الخيارات الأخرى»، وعليه فإن من المناسب أن نبقى على غرار تشرشل، متفائلين على أن نحتفظ بعيوننا مفتوحة، وبأقدامنا على الأرض، لأن الولايات المتحدة لن تكف عن إدهاشنا، ومع ذلك وبما أن الأمر يتعلق ببلاد بنيت على مثل عليا، وعليها أن تتعامل مع عالم واقعي، وبما أننا سنقارن دائماً الواقع الأمريكي مع الصورة المثالية التي نكونها عما يجب أن تكون عليه هذه البلاد، فإن الولايات المتحدة لن تكف كذلك من دون شك عن أن تخيب أملنا.
والكتاب الذي يتألف من 14 فصلاً تضمن جوانب عديدة من المجتمع الأمريكي «السياسة الدفاعية، السياسة الخارجية، الاجتماعية والصحة، الاقتصادية، الرئاسة، الكونغرس، مجموعة المصالح..». يقع في 551 صفحة من القطع الكبير، من إصدارات الهيئة العامة السورية للكتاب للعام 2018.

التاريخ: الثلاثاء 15-1-2019

رقم العدد : 16885

آخر الأخبار
مناقشة تعزيز الاستقرار وسيادة القانون بدرعا  "الأوقاف" تعيد "كندي دمشق"إلى المؤسسة العامة للسينما  سوريا و"الإيسيسكو" تبحثان التعاون العلمي وحماية التراث الثقافي في سوريا  الاقتصاد تسمح باستمرار استيراد الجلديات وفق شروط "فسحة أمل" بدرعا ترسم البسمة على وجوه الأطفال المهجرين   عشائر عرب السويداء:  نحن أصحاب الأرض و مكون أساسي في السويداء ولنا الحق بأي قرار يخص المحافظة  المبيدات الزراعية.. مخاطرها محتملة فهل تزول آثارها من الأغذية عند غسلها؟ "العقاري" على خُطا "التجاري" سباق في أسعار السلع مع استمرار تصاعد سعر الصرف "الموازي" النباتات العطرية .. بين متطلبات الازدهار وحاجة التسويق 566 طن حليب إنتاج مبقرة فديو باللاذقية.. والإنتاج بأعلى مستوياته أولمبي كرتنا يواصل تحضيراته بمعسكر خارجي ومواجهات ودية حل فعال للحد من مضاربات الصرافة.. مصرفي : ضبط السوق بتجسير الهوة بين السعرين رسمياً المواس باقٍ مع الشرطة الرئيس الشرع يستقبل البطريرك يازجي .. تأكيد على ترسيخ أواصر المواطنة والتآخي شركات التأمين .. الكفاءة المفقودة  ! سامر العش لـ"الثورة": نحن أمام فرصة تاريخية لتفعيل حقيقي  للقطا... "ممر زنغزور".. وإعادة  رسم الخرائط في القوقاز الإنتاج الزراعي .. مشكلات "بالجملة " تبحث عن حلول  وتدخلات الحكومة خجولة ! أكرم عفيف لـ"الثورة": يحت... قبل خسارة صناعتنا.. كيف نستعيد أسواقنا التصديرية؟ رئيس الوزراء اللبناني يؤكد ضرورة بناء علاقة سوية مع سوريا