أحيت رابطة خريجي العلوم السياسية بالتعاون مع محافظة ريف دمشق امس الذكرى السنوية الثانية لوفاة النائب البطريركي العام مطران القدس في المنفى هيلاريون كبوجي وذلك في مكتبة الأسد الوطنية بدمشق.
وعرض بالمناسبة فيلم وثائقي عن حياة الراحل كبوجي ومسيرة نضاله في القدس ضد الكيان الصهيوني مرورا بمرحلة نفيه إلى روما ومواصلته دعم القضية الفلسطينية والوقوف إلى جانب سورية في مواجهة الإرهاب حتى وفاته في العاصمة الإيطالية روما في الأول من كانون الثاني عام 2017 عن عمر ناهز الـ 94 عاما بالإضافة إلى فيلم آخر عن رابطة خريجي العلوم السياسية ونشاطاتها وأعمالها.
وفي كلمة له نوه سماحة المفتي العام للجمهورية الدكتور أحمد بدر الدين حسون بمسيرة المطران كبوجي الذي حول رسالته من وظيفة في الكنيسة إلى رسالة لبناء أمة ومن انسان يصنع من الدين برجاً عاجيا يجلس فيه إلى رسالة روحية أخلاقية ترفض الذل والهوان وتقيم للأمة عزاً لا يستهان به.
وقال المفتي حسون: «يوم أرى ابن سورية عز الدين القسام يستشهد في فلسطين والراحل كبوجي يسجن في القدس أقول للأمة العربية والإسلامية والإنسانية هذه هي سورية التي لم ولن ترضى بتقسيم الأمة العربية».
وأشار المفتي حسون إلى دور رابطة خريجي العلوم السياسية بإيقاظ من غفلوا عن تاريخهم لتذكرهم بمناضليهم وأعلامهم الذين قدموا أنفسهم فداء للأمة مشيراً إلى أن أجمل شوارع حلب تحمل اسم المطران كبوجي وأن كلية الآداب بحلب أطلقت منذ ستة أشهر على إحدى قاعاتها الجديدة اسم المطران كبوجي تخليدا لذكراه.
بدوره وجه الأب إلياس زحلاوي مؤسس وقائد جوقة الفرح في كلمته نداء لجميع المسؤولين في كنائس الشرق والغرب ولرجال الدين من كل الانتماءات الدينية ليتخذوا من المطران كبوجي نموذجا يقتدى به فلا يكتفون بالكلام وإنما يقفون وقفته وحضوره وكلمته مشيراً إلى أن رجال الدين إن لم يكونوا صدى لحب الله في الإنسان فهم لا شيء.
وفي رسالة مسجلة عبر الشاشة من القدس حيا المطران عطا الله حنا رئيس أساقفة سبسطية للروم الأرثوذكس في القدس الفعاليات المتواجدة في دمشق لإحياء الذكرى السنوية للمطران كبوجي مؤكدا أن أهالي القدس سيبقون أوفياء لذكرى المطران كبوجي الذي خدم القدس ودافع عن عروبتها ومقدساتها الإسلامية والمسيحية حتى بات علما من أعلامها بالإضافة لكونه علماً ومناضلا سورياً زرع محبة سورية والقدس في قلوب من عرفوه وبقي مخلصا في ثقته بتحرير فلسطين والجولان.
رئيس رابطة خريجي العلوم السياسية الدكتور هاني بركات لفت إلى أن المناضل المطران كبوجي رحل جسدا لكنه بقي مخلدا في ذاكرة الأمة على مر الأجيال مؤكداً أن شهداء وأعلام الأمة غرسوا في أبنائها نبتة العشق لله والأرض والعرض وسورية ستنتصر بهم واذا انتصرت سورية فإن فلسطين منتصرة لا محالة.
من جانبه لفت الإعلامي العربي الفلسطيني الدكتور بسام رجا في كلمته إلى ان المطران كبوجي أسس ورسخ معنى الانتصار لقضية الإنسانية و لم يتوقف عن مواصلة دعم المقاومة وخاطر بكل ما يملك من أجل فلسطين مؤكداً أن فلسطين ستبقى ساحة للمقاومة لدى كل سوري أصيل وحاضرة في أدق تفاصيل سورية لأنها تؤمها في الانتماء والمقاومة.
حضر الحفل عدد من أعضاء مجلس الشعب والقيادات الحزبية والفعاليات الشعبية والدينية.
يذكر أن الراحل المطران كبوجي ولد في مدينة حلب عام 1922 وكان مطرانا لكنيسة الروم الكاثوليك في مدينة القدس منذ عام 1965 واعتقلته قوات الاحتلال الإسرائيلي عام 1974 وحكمت عليه بالسجن 12 عاما بتهمة دعم المقاومة لكنها عادت وأفرجت عنه بعد 4 سنوات وقامت بنفيه من فلسطين المحتلة عام 1978 إلى روما.
دمشق – سانا
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887
السابق