يقول جوليان بورغر ان ترامب يواجه تحركاً من الحزبين لإنهاء الدعم الامريكي للسعودية وقد يجبر الديمقراطيون المخولون حديثاً الرئيس على استخدام حق النقض (الفيتو) لمواصلة الحرب التي لا تحظى بشعبية في امريكا . ومن المتوقع أن يقوم الكونغرس بتحدٍ غير مسبوق لسلطة دونالد ترامب في نقل الولايات المتحدة إلى حرب سياسية في الأسابيع المقبلة من اجل استصدار قرار ينهي دعم الولايات المتحدة للسعودية ، وذلك باتخاذ إجراء حاسم من الحزبين يدعو إلى إنهاء التدخل العسكري الأمريكي في الحرب على اليمن .
وقد مرر مجلس الشيوخ هذا الإجراء ، متذرعا بقرار سلطات الحرب لعام 1973 في الشهر الماضي, ولكن تم إقصاء جهد مواز في مجلس النواب من قبل القيادة الجمهورية. والآن أصبح مجلس النواب تحت سيطرة الديمقراطيين ، وهناك خطة لوضع إجراءات متطابقة في كلا المجلسين ، الأمر الذي يضع حداً نهائياً لعمليات إعادة تزويد الولايات المتحدة للسعودية بالاسلحة والدعم اللوجستي والاستخبارات والقوات الخاصة في الحرب التي تقوم بها السعودية ضد الشعب الاعزل بحجة محاربة الحوثيين . الامر الذي من شأنه أن يجبر ترامب على قبول القيود على سلطته التنفيذية ، أو استخدام حقه في الفيتو لمواصلة حرب لا تحظى بشعبية في الشارع الامريكي، وهي دعم لحليف غير شعبي وهو السعودية. ومن غير المحتمل أن يتمكن خصومه من حشد أغلبية الثلثين ، لكن المواجهة ستسلط الضوء على الانقسام العميق بين الرئيس والكونغرس حول علاقته المشبوهة مع السعودية ، في وقت أصبح فيه اليمن على حافة المجاعة ، وفي أعقاب القتل الوحشي لصحفي جريدة واشنطن بوست جمال خاشقجي في القنصلية السعودية في اسطنبول. الأمم المتحدة تقول إن المجاعة في اليمن يمكن أن تصبح واحدة من أسوأ المجاعات في تاريخ البشرية. وقال خانا ، المؤلف الرئيسي لقرار مجلس النواب المقترح ، إنه تعهد من رئيسة مجلس النواب الجديدة ، نانسي بيلوسي ، بأنه سيتم طرحه للتصويت في الأسابيع الستة المقبلة ، على الرغم من أن الحكومة قد تعيق هذا التوقيت . وسيتطابق القرار مع قرار وافق عليه مجلس الشيوخ في كانون الأول (ديسمبر) ، بأغلبية 56 إلى 41 دولة . وبما أن هناك مجلساً جديداً في مجلس الشيوخ بعد انتخابات التجديد النصفي في تشرين الثاني (نوفمبر)، فإن الإجراء – الذي قدمه السيناتور المستقل بيرني ساندرز، والجمهوري مايك لي والديمقراطي كريس ميرفي – سيتعين إعادة تقديمه.
لكن 51 من أعضاء مجلس الشيوخ الذين أيدوا القرار في ديسمبر ما زالوا في مقاعدهم ، إضافة إلى اثنين من الديمقراطيين الجدد الذين يتوقع أن يدعموه. وقال أحد أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين: «إننا ننتظر انتهاء عملية الإغلاق، لكننا مستعدون للتحرك بسرعة كبيرة». إذا وافق على وقف إطلاق النار في الحديدة والموانئ اليمنية الأخرى ، وتم السماح للمساعدات الإنسانية بالتدفق بحرية إلى 22 مليون يمني هم في حاجة ماسة للغذاء، وإذا أظهر النظام السعودي مزيدًا من المرونة حول مقتل خاشقجي ، فيمكن إبطال التشريع. لكن مؤيديها يقولون إن التهديد كان كافيا لفرض تنازلات من وفد الحكومة اليمنية المدعوم من السعودية في محادثات وقف إطلاق النار في السويد. وإذا تم تمريرها ، فستكون هذه هي المرة الأولى التي يستخدم فيها الكونجرس تدبيراً لحل قوى الحرب على اليمن وللحد من سلطة الرئيس في نقل البلاد إلى نزاع أجنبي. وقال خانا في مقابلة مع صحيفة الجارديان: «لا يمكن للمرء أن يقلل من الأثر التاريخي لمجلس النواب ومجلس الشيوخ على تمرير هذا». وقال: إن وزير الدفاع السابق جيمس ماتيس نصح السعوديين بإحراز تقدم في محادثات ستوكهولم لتجنب «إحراج إضافي من الكونجرس». وأضاف «سمعنا من تقارير على الأرض في السويد أنهم يراقبون بعناية ما يفعله الكونجرس». واضاف خانا: «أعتقد أن كلاً من مجلسي الكونغرس سيكون بمثابة تصريح إلى العالم وإلى السعوديين والتحالف … بأنهم هم أنفسهم سيخففون الهجوم العسكري السعودي على اليمن وقد يؤدي إلى وقف إطلاق النار. وقد يؤدي ذلك إلى فتح الموانئ والسماح بوصول المساعدات الإنسانية. فهم لا يريدون الاستمرار في تعريض علاقتهم مع الولايات المتحدة للخطر ».
ويعتقد خانا أن إدارة ترامب بالغت في تقدير دور السعودية في اليمن وقتل خاشقجي، وان ما صدر من كلام عن ماتيس ووزير الخارجية مايك بومبيو أن الجيش السعودي يتجنب الخسائر المدنية بين المدنيين غير صحيح ابدا. يقول خانا: هناك ازدياد في حصيلة القتلى الامرالذي أوصل الشعب اليمني إلى حافة ما تحذّر الأمم المتحدة من أنه قد يكون أسوأ مجاعة في تاريخ البشرية. وقال خانا: «لقد اصبح أعضاء الكونغرس أكثر استعداداً لتأكيد حقوقهم في المادة 1 الخاصة بالقيام بدور في السياسة الخارجية». حيث تعطي المادة الأولى من الدستور الأمريكي للكونغرس رسميًا السلطة الوحيدة لإعلان الحرب ، لكن ذلك تم تجاهله إلى حد كبير من خلال تعاقب لرؤساء من كلا الحزبين. ويضيف خانا بأن إدارة ترامب ستجبر الهيئة التشريعية على القيام بواجباتها بشكل أكثر جدية. وقال: «تجاوزت الإدارة الخطوط الحمر وتجاهلت الكونجرس ويجب ايقاظ الكونجرس من سباته ليضع حدا لترامب. ناهيك أن انصار الله يتهمون حكومة عبد ربه منصور هادي المدعومة من السعودية بافتعال المشاكل من اجل اجهاض الاتفاق بين الطرفين رغم ادعاءات السعودية والولايات المتحدة بالاتفاق على اطلاق محادثات السلام وخفض التصعيد من خلال لقاء وزير الخارجية الامريكي بومبيو وولي العهد السعودي محمد بن سلمان , فكلمات المتحدث باسم الامم المتحدة فندت ادعاءات الرياض وواشنطن حول التوصل الى اتفاق خفض التصعيد وخاصة عندما قال انه لم يتسنّ له اجراء مشاورات بين الطرفين. حيث يقول المقاتلون من انصار الله: ان الهجوم بطائرة بدون طيار ما هو الا انتقام من قبل حكومة منصور هادي المدعومة من المملكة العربية السعودية. حيث وقع الهجوم في قاعدة العند الجوية من اجل افشال محادثات السلام. ومع استمرار الأمم المتحدة في محاولة تنفيذ جوانب أساسية من الخطوط العريضة والاتفاق في الشهر الماضي ، فإن الهجوم بطائرة بدون طيار دمر الثقة بين الجانبين في حرب دامت ثلاث سنوات. كما أنه سلط الضوء على عيب لوقف إطلاق النار الجزئي وليس على نطاق البلاد .
ترجمة : غادة سلامة
عن الغارديان البريطانية
التاريخ: الخميس 17-1-2019
رقم العدد : 16887